الصحف الاجنبية: هلع اميركي من التقارب الروسي الصيني
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن خطة الادارة الاميركية بتدريب وتسليح ما يسمى بالمعارضة المعتدلة السورية فشلت الى حد كبير، مشددة على الضرورة الملحة لايجاد حل سياسي في سوريا في ظل الخطر المتزايد الذي يشكله تنظيم “داعش”. الصحيفة نفسها نشرت ايضاً تقريرا يتناول المخاوف الاوروبية من عمليات ارهابية تستهدف شبكات السكك الحديدة في القارة الاوروبية.
من جهة اخرى دعا “برنت سنوكروفت”، الشخصية الجمهورية البارزة، الكونغرس الى تأييد الاتفاق مع ايران، فيما تحدثت وسائل اعلام غربية اخرى عن “اسوأ الكوابيس الاميركية” المتمثل بالتقارب الحاصل بين روسيا و الصين.
الملف السوري
تحت عنوان “نافذة للدبوماسية في سوريا”، رأت صحيفة نيويورك تايمز أنه بات واضحاً أن الحملة الموحدة والفاعلة ضد داعش، وتصميمها على انشاء دولة الخلافة في سوريا و العراق تتطلب تسوية سياسية للازمة السورية، معتبرة أن هناك اسبابا مقنعة لتجنب المزيد من الانهيار للدولة السورية، ولفتت إلى ان خطط اوباما لتسليح وتدريب قوة سورية برية تكون قادرة على الاستفادة من الضربات الجوية الاميركية ضد داعش من خلال تأمين المناطق قد فشلت الى حد كبير”. وأضافت: ان الجماعات المتمردة التي كان ينظر اليها كشركاء محتملين في المعركة ضد داعش هي غير منتظمة وعادة ما تتقاتل.
وعلقت الصحيفة على الحراك الدبلوماسي الاخير بين وزيري خارجية روسيا والسعودية وما تبعه من زيارة لوزير الخارجية الايراني الى دمشق، واضعة هذا الحراك في سياق تحقيق اغراض خاصة لكل دولة وليس في سياق الخطة الكاملة المعدة، لكنها اعتبرت أن هذا الحراك يؤشر إلى وجود اهتمام جدي بايجاد حل دبلوماسي، وشددت على ضرورة تشجيع ذلك.
ملف التهديد الارهابي لاوروبا
الصحيفة نفسها نشرت تقريرا آخر تحدثت فيه عن حالة ارتباك لدى المسؤولين الاوروبيين بشأن الخطوات الاضافية التي يمكن ان تتخذ لمنع الهجمات على “الاهداف السهلة”، و ذلك في اعقاب ما تم تداوله عن محاولة رجل مغربي القيام بعملية ارهابية على متن قطار متوجه من مدينة امستردام الى باريس.
ونقلت مخاوف بعض الخبراء الامنيين ان “حجم التهديد قد يدخل القارة الاوروبية في مناخ جديد من المجهول”، وذلك بسبب غياب الحدود والضوابط المنهجية على الاوروبيين داخل الاتحاد الاوروبي، كما رأى الخبراء الامنيون، ان تأمين شبكات السكك الحديدية في اوروبا لن يتم باي وقت قريب، في ظل وجود اربعين مليون راكباً و 100,000 قطار يومياً.
الصراع الداخلي الاميركي حول الاتفاق مع ايران أما مستشار الامن القومي الجمهوري السابق “برنت سنوكروفت” فكتب مقالة في صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان : “الاتفاق مع ايران: لحظة مصيرية يجب ان لا يضيعها الكونغرس”، حث فيها الكونغرس على تأييد الاتفاق النووي مع ايران.
وبرأي “سنوكروفت”، فان تصويت الكونغرس على الاتفاق مع ايران “سيظهر للعالم ما اذا كانت تملك الولايات المتحدة الارادة و حس المسؤولية للمساعدة على استقرار الوضع في الشرق الاوسط، او ما اذا كانت ستساهم بالمزيد من الاضطراب.“
وفي انتقاد لمن يتحدث عن امكانية تحقيق اتفاق افضل، شدد “سنوكروفت” على ان الاتفاقات التفاوضية هي الاتفاقات الوحيدة التي توقع في اوقات السلم، وتستند على تقديم تنازلات من كل طرف. كما لفت في الوقت نفسه الى أن الرئيس ريغن اتبع هذا الاسلوب مع الاتحاد السوفييتي، وكذلك الامر بالنسبة للرئيس نيكسون مع الصين.
وأكد “سنوكروفت” أنه في حال خروج الولايات المتحدة من الاتفاق فانها ستكون لوحدها، وحث بقوة الكونغرس على تأييد الاتفاق، مشيراً الى ان تجربته الشخصية على مدار عقود تفيد بوجود لحظات مصيرية يجب ان لا تفوت.
العلاقات الروسية – الصينية
بدوره، موقع “ناشيونال انترست” علق على مخاوف الاميركيين تجاه تقارب روسيا و الصين، معتبرا أن العلاقات الصينية الروسية هي افضل من اي وقت مضى خلال الاعوام الخمسين الماضية، حيث ان ذلك يمنح البلدين فرصة من اجل اعادة رسم النظام العالمي وفقاً لرغبتهما.
وحسب الموقع، فانه وبينما كان منطق كسنجر الاستراتيجي هو التفوق الاميركي من خلال علاقات افضل بين واشنطن و كل من بيكين و موسكو مقارنة بالعلاقات فيما بينهما، الا انه “يبدو الآن ان الصين ستكون المنتصرة” جراء الخلافات المتزايدة بين واشنطن و موسكو.