الصحف الاجنبية: على واشنطن فك ارتباطها بالرياض
دعا باحثون اميركيون لقطع العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، نظرا لما ألحقته الأخيرة من أضرار كبيرة باميركا، في وقت رجح خبراء اميركيون آخرون ان تصطف الصين الى جانب ايران مع تواصل نمو دورها في الشرق الاوسط.من جهة ثانية، كشف صحفي اميركي معروف نقلاً عن مصادر رفيعة ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري حذر المعارضة السورية الموجودة في الرياض بوقف الدعم في حال رفضها المشاركة في محادثات جنيف.
كتب الباحث في معهد “كايتو” “Doug Bandow” مقالة نشرت على موقع “National Interest” حملت عنوان “على اميركا ان تتوقف عن طمأنة السعودية”، اشار فيها الى محاولة كيري طمأنة القادة السعوديين خلال زيارته الرياض بان “لا شيء تغير” نتيجة الاتفاق النووي مع ايران.
وشدد الكاتب على ان واشنطن كانت ترى في الرياض خلال الاعوام الاخيرة جزءا لا يتجزأ من نظام سياسة الاحتواء ضد ايران، مضيفاً ان المخاوف الاميركية من انتشار الثورة الاسلامية حول المنطقة شجعت اميركا على احتضان السعودية وحلفائها مثل البحرين، حيث “أن الغالبية الشيعية تُحتجز رهينة لدى ملك سني يدعمه الجيش السعودي”.
غير ان الكاتب رأى ان هذه الحجة لدعم العائلة الملكية السعودية لم تعد صالحة، واعرب عن اعتقاده بالوقت نفسه بان النظام السعودي يعارض ايران لاسبابه الخاصة، وليس من اجل مساعدة اميركا.
كذلك لفت الكاتب الى انه وخلافاً للسعودية، تجري الانتخابات في ايران ويتمتع البلد بتنوع ديني ويسمح فيه بالنقاش السياسي. واعتبر ان تغيير العلاقات الاميركية مع ايران قد يحسّن بشكل دراماتيكي ديناميكية المنطقة.
وشدد الكاتب على انه ومهما كانت “المكاسب المزعومة” للتحالف مع السعودية، فان اميركا تدفع ثمن باهظاً مقابلها. وتحدث عن توفير اميركا “حراسا شخصيين مجاناً” للعائلة الملكية السعودية، اضافة الى دعم واشنطن الحرب السعودية “غير الشرعية” في اليمن والتزامها بالاطاحة بالرئيس السوري “بناء على توصية الرياض”، مشدداً بالوقت نفسه على ان القوات التابعة للاسد هي الاكثر قوة التي تحارب داعش، التي تعد بدورها اكثر خطورة بكثير (من نظام الاسد) برأي الكاتب.
هذا وانتقد الكاتب ايضاً مساعدة الرياض على قمع الشيعة في البحرين وتمويلها المدارس المتطرفة حول العالم التي تنشر الفكر المتطرف، وشدد على ان المال السعودي هو الذي دعم القاعدة وعلى ان اغلب منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول كانوا مواطنين سعوديين. ورجح ان مثل هذا الدعم من قبل مواطنين سعوديين للتطرف يتواصل، مضيفاً انه وعلى الرغم من ذلك فإن واشنطن تقوم بحماية المملكة وترفض الكشف عن مقاطع التقرير حول احداث الحادي عشر من ايلول التي تتناول التمويل السعودي للارهاب.
كما اكد الكاتب ان سلوك الرياض خلال الاعوام القليلة الماضية اصبح مضرّاً اكثر للمصالح الاميركية، حيث تضغط المملكة للاطاحة بالاسد دون ان تبالي بمن سيتبعه. وقال ان الرياض دعمت وسلّحت العديد من الجماعة المسلحة في سوريا،كما اتهم الرياض بتحويل الوضع في اليمن الى نزاع طائفي وبارتكاب جرائم حرب والتسبب بكارثة انسانية.
كذلك اتهم الكاتب الرياض باشعال “الاحتجاجات الطائفية في البحرين وايران والعراق لبنان”على حد قوله، وذلك من خلال اعدام الشيخ نمر النمر. وقال ان قطع الرياض العلاقات الدبلوماسية مع ايران يقوض المحادثات الرامية الى تسوية الحرب في سوريا.
وعليه شدد الكاتب على ضرورة ان توقف واشنطن دعمها وطمأنتها للعائلة الملكية السعودية، واكد على اهمية فك ارتباطها العسكري عن السعودية، خاصة الحرب التي تشنها الاخيرة في اليمن.
وتحدث الكاتب عن ضرورة وجود علاقة جديدة “اكثر طبيعية” بين الولايات المتحدة والسعودية، مضيفاً انه لا ينبغي ان يكون لواشنطن اي اوهام حول طبيعة النظام السعودي. وقال ان على الحكومتين التعاون عندما يكون ذلك مفيداً وان تختلفان عندما يكون ذلك مطلوباً. واشار في هذا السياق الى سيناريو بيع واشنطن الاسلحة الى الرياض لكن دون ان توفر لها حراسا شخصيين.كما شدد على ان واشنطن يجب ان لا تشعر باي تثبيط في محاولة انشاء علاقات افضل مع ايران، وعلى ضرورة العودة الى “التوازن” في السياسة الاميركية بالشرق الاوسط.