الصحف الاجنبية: سياسات السعودية تشكل خطرا حقيقيا للغرب
كشفت وسائل اعلام اميركية أن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي ستباشر ولأول مرة برقابة صفقات بيع الاسلحة الاميركية الى الرياض، في وقت حذرت شخصيات غربية من ان سياسات السعودية الداعمة للفكر الوهابي تشكل التهديد الاكبر لدول الغرب.
من جهة ثانية، تحدثت الصحف الغربية عن اتفاق بريطاني روسي على التعاون في محاربة داعش.
صفقات بيع الاسلحة للرياض
نشرت مجلة “فورين بوليسي” تقريراً كشفت فيه ان مجلس الشيوخ الاميركي سيستخدم سلطات رقابة جديدة من اجل تتبع صفقات بيع الاسلحة الاميركية الى السعودية. واعتبر تقرير المجلة ان الخطوة هذه انما تدل على القلق المتزايد لدى الكونغرس ازاء الحرب التي تشنها السعودية على اليمن.
واوضحت المجلة ان مساعي الرقابة هذه كانت بمبادرة من كبار اعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ (كبار الاعضاء من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي) بعد حملة مكثفة قامت بها منظمات حقوق الانسان في الولايات المتحدة المعارضة لصفقة بيع سلاح للرياض تشمل القنابل وغيرها من الرؤوس الحربية، والتي تبلغ قيمتها قرابة 1.3 مليار دولار. واضافت ان وزارة الخارجية الاميركية وافقت الشهر الفائت على الصفقة هذه وأنه من المتوقع ان تنال موافقة الكونغرس خلال الاسبوع الجاري.
المجلة قالت ان من بين المنظمات التي تقود الحملة ضد صفقة السلاح هي منظمة “اوكسفام اميركا”، ومنظمة العفو الدولية في اميركا، وكذلك منظمة “هيومن رايتس ووتش”. واضافت ان المنظمات هذه تتهم واشنطن بانها طرف بما تسميه الضربات الجوية السعودية “العشوائية” في اليمن، حيث قتل نحو 2,500 مدني منذ بدء الحرب.
ونقلت المجلة عن كبير المستشارين في المجال الانساني لمنظمة “اوكسفام اميركا” “Scott Paul” ان صفقات بيع السلاح “تعطي ضوءا اخضر للتدخل العسكري المتواصل، ما يخفف بشكل كبير الضغوط على التحالف وعلى الحكومة اليمنية من اجل الموافقة على وقف لاطلاق النار”.
المجلة اوضحت ان سلطة الرقابة الجديدة للجنة مجلس الشيوخ لن توقف شحنات السلاح، لكنها تفرض تعزيز الرقابة حتى في الوقت الذي يواصل فيه المشرعون نقاشهم حول كيفية التعاطي مع الرياض لناحية حربها على اليمن.
بحسب المجلة فقد طالب كل من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري “Bob Corker” وكبير الاعضاء الديمقراطيين في هذه اللجنة السيناتور “Ben Cardin” بابلاغ اللجنة عن شحنات سلاح مستقبلية، وذلك استناداً الى مساعديهم. كما نقلت عن هؤلاء المساعدين قولهم بان لجنة مجلس الشيوخ، ومن خلال ممارسة هذه السلطات الجديدة انما توجه رسالة مفادها “اننا نريد مراقبة كل شحنة ذخائر”. كذلك نقلت عن هؤلاء تأكيدهم بان هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها استخدام هذه الصلاحيات.
وأشارت المجلة الى ان صفقة السلاح المعلقة بين الحكومة الاميركية والسعودية تشمل انظمة اسلحة دقيقة تعد من الاكثر تقدماً في العالم، وأن من بين هذه الاسلحة قرابة 18,000 قنبلة و 1,500 قطعة ذخيرة اخرى مثل “ذخائر الهجوم المباشر المشترك” القادرة على تدمير مبانٍ كبيرة محصنة في ضربة واحدة. ونقلت المجلة عن نائب المدير العام لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” “Joe Stork” قوله ان “توفير المزيد من القنابل للسعودية تحت هذه الظروف هي وصفة للمزيد من الوفيات المدنية التي ستكون الولايات المتحدة مسؤولة جزئياً عنها”.
السياسات السعودية هي التهديد الاكبر للغرب
من جهتها، صحيفة الاندبندنت البريطانية سلطت الضوء على تصريحات ادلى بها عمدة لندن السابق “Ken Livingstone” خلال ندوة نظمتها قناة “Russia Today” الناطقة باللغة الانكليزية في العاصمة الروسية موسكو، والتي اكد فيها الاخير ان روسيا لا تشكل تهديدا لبريطانيا والغرب بقدر ما تشكله السعودية.
واشارت الصحيفة الى قول “Livingstone” ان الحقيقة هي “ان الغرب لا يواجه تهديداً من روسيا”، و ان الغرب “يواجه الآن تهديداً من الاصولية الاسلامية التي تمول بالغالب من قبل السعودية،حليفتنا الاساس، التي مولت الاسلام الاكثر تعصباً الذي لا يمت بصلة لتعاليم الرسول محمد”.
كما لفتت الصحيفة الى كلام “Livingstone” بان احدا في بريطانيا لم يخبر بان ضغوط الاتحاد الاوروبي الذي اصر على عدم التوقيع على صفقة تجارية مع الرئيس الاوكراني السابق الا في حال اوقف التفاوض على صفقة تجارية اخرى مع روسيا، انما ادت الى الاطاحة به بعد ان رفض الخضوع لهذا المطلب.
كما تناولت الصحيفة ما قاله عمدة لندن السابق عن عدم القيام بما هو مناسب من اجل التصدي للتهديد الارهابي،حيث قال ان السعوديين و القطريين هم من يمولون اساساً الاصولية الاسلامية منذ سبعين عام، ما ادى الى نشر الوهابية.و عليه اعتبر ان على بريطانيا و اميركا توجيه رسالة الى السعوديين و القطريين مفادها انه “عليكم وقف تمويل (هذه الظاهرة) والا لا يمكن ان تكونوا حلفاءنا”.
وتطرقت الصحيفة كذلك الى كلام “Livingstone” الذي رأى فيه ان واشنطن بدأت تدرك الآن ضرورة التعاون مع ايران وروسيا من اجل محاربة الارهاب، كما دعا الى تشكيل تحالف واسع لا يشمل روسيا وايران فقط بل الصين ونيجيريا والبرازيل كذلك. وطالب العالم بموقف موحد لمواجهة التهديد الارهابي. كما اشارت الصحيفة الى تحذير عمدة لندن السابق من ان العالم في نقطة تحول، حيث توقع مواصلة هذا التهديد لعقود من الزمن في حال عدم ادراك التهديد الحقيقي و “عدم ادراك من هم الحلفاء الحقيقيون”.
اتفاق بريطاني روسي على التعاون في محاربة داعش
بدورها، صحيفة الاندبندنت ايضاً لفتت الى مكالمة هاتفية جرت بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الروسي فلادمير بوتين، والتي اتفق فيها الجانبان على “العمل معاً” لهزيمة داعش، وفقاً لمصادر حكومية بريطانية.
واوضحت الصحيفة ان كاميرون طلب من بوتين اطلاعه على آخر التطورات المرتبطة بالعمليات العسكرية الروسية في سوريا على ضوء بدء الضربات الجوية البريطانية في هذا البلد. كما تحدثت عن طلب بوتين مساعدة الخبراء البريطانيين في تحليل المعلومات التقنية في الجهاز التسجيلي للطائرة الحربية الروسية التي اسقطتها تركيا.
ولفتت الصحيفة الى المعلومات التي تفيد بان كاميرون قد ابلغ بوتين بان لندن لا تزال تعارض بقاء الرئيس السوري بشار الاسد بالسلطة، غير انها اشارت بالوقت نفسه الى ان المكالمة الهاتفية هذه تأتي بعد ان دعا عمدة لندن “Boris Johson” (الذي ينتمي إلى حزب المحافظين الحاكم ايضاً) بلاده الى العمل مع بوتين في مواجهة داعش.
تعزيز الفتنة في لبنان
أما الباحث المعروف في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى “ديفيد شنكر” فقد كتب مقالة نشرتها مجلة “American Interest” تحت عنوان “لبنان: الضحية التالية للحرب السورية؟”، والتي قال فيها ان الحرب التي تدور في سوريا الى جانب هجمات داعش وتصعيد التوترات الطائفية بالداخل، انما قد تؤدي بلبنان الى الجولة الثانية من حربها الاهلية.
واعتبر الكاتب ان تفجيرات برج البراجنة الاخيرة كانت تستهدف مسجداً شيعياً، ما يدل بحسب رأيه على ان داعش لجأت الى اساليب تنظيم القاعدة الذي قام بتدمير “ضريح شيعي” في مدينة السمراء العراقية عام 2006، ما اشعل حرباً سنية – شيعية ادت الى مقتل الآلاف. واضاف انه وبينما لم تؤد تفجيرات برج البراجنة بعد الى هجمات انتقامية، الا انها ترفع شبح استئناف العنف الطائفي بالبلاد.
الكاتب تحدث عن سلسلة من التفجيرات بين عامي 2013 و2015 المرتبطة بالنزاع في سوريا، مدعياً ان اغلب هذه التفجيرات استهدفت الشيعة والعلويين، وزعم ان تكون هذه الهجمات هي انتقامية ضد حزب الله بسبب دوره العسكري في دعم الرئيس السوري بشار الاسد.
وادعى الكاتب انه وبينما يعتبر السنة والشيعة والمسيحيون في لبنان ان داعش هي التهديد البارز، الا ان الكثير من السنة هم مستاءون من “الصفقة الخاسرة” بين “وزارة الداخلية التي يديرها السنة” و “جهاز الامن العام”، واعتبر الكاتب ان تفجيرات البرج تأتي في وقت صعب جداً لجهة العلاقات بين الطوائف المختلفة في البلاد، وتوقع الكاتب الا يساهم مجيئ سلميان فرنجية الى الرئاسة بتخفيف التوتر الطائفي نظراً الى علاقات الاخير الوطيدة بالاسد.
الكاتب اضاف انه وبينما لا يمثل لبنان “مصلحة استراتيجية” اميركية بالمعنى التقليدي، الا ان لدى واشنطن مصلحة باستقرار لبنان، حيث زعم انه من البلاد القليلة المتبقية في المنطقة التي تبقى حليفة للغرب، مستشهداً بنتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي شهدها لبنان. كما تحدث عن اهمية استقرار لبنان كونه يشارك حدودا طويلة مع “اسرائيل” سيكون من الصعب ضبطها في حال تدهور الوضع الامني.
وفي الختام، رأى ان مواصلة الحرب في سوريا سيؤدي على الارجح الى جعل لبنان ارضا خصبة اكثر لانتشار العنف الذي تمارسه داعش، واعتبر انه كلما طالت الحرب في سوريا كلما تتعزز امكانية ان يشهد لبنان “لحظة سمراء” خاصة به.
[ad_2]