الصحف الاجنبية: بريطانيا تتواطأ مع المملكة لقتل اليمنيين
اتهم كتاب بريطانيون حكومة بلادهم بالتواطؤ مع السعودية في العدوان على اليمن، فيما سلطت الصحف البريطانية الضوء على تقرير غربي جديد حُذر فيه من أن غالبية “المتمردين” في سوريا تتشارك مع “داعش” في ايديولوجيا التطرف وهو ما يشكل تهديدا عالميا.
من جهة ثانية، نقلت مواقع غربية ان روسيا تكثف مساعيها لمساعدة العشائر السنية على محاربة داعش.
أغلبية متمردي سوريا تتعاطف مع “داعش”
كشف مركز ابحاث غربي بارز، نقلاً عن صحيفة الغارديان البريطانية، أن اكثر من نصف المقاتلين المتمردين في سوريا الذين يعارضون الرئيس بشار الاسد يتعاطفون مع افكار داعش. وقال “مركز الدين والجيوسياسة” ان مساعي القضاء على داعش في سوريا والعراق لن تزيل التهديد العالمي الذي تشكله ما يسمى بـ”الجماعات الجهادية”، خاصة وأن التطرف هو السمة المشتركة للارهابيين كافة.
ولفت التقرير الى وجود خمس عشرة ميليشيا على الاقل تضم نحو 65 ألف مسلح، يمكن ان يملأوا الفراغ الناتج عن هزيمة داعش في سوريا والعراق، وأكد ان حوالي 60 %من الفصائل المتمردة في سوريا يتماهون مع ايديولوجيا دينية وسياسية شبيهة بتلك التي تمارسها داعش. وشدد التقرير على ان “الخطر الاكبر للمجتمع الدولي يتمثل بالجماعات التي تتشارك نفس ايديولوجيا داعش، والتي يتم تجاهلها في المعركة الدائرة من اجل هزيمة الاخيرة”.
كما قال التقرير انه و “بينما الجهود العسكرية ضد داعش ضرورية، فإن صناع السياسة يجب ان يدركوا ان هزيمة التنظيم لن يزيل التهديد السلفي الجهادي الا في حال ترافق ذلك مع هزيمة فكرية ولاهوتية للايديولوجيا الخبيثة التي تقودها”.
روسيا تكثف جهودها لمساعدة العشائر السنية في محاربة “داعش”
من جهته، نشر موقع “Daily Beast” تقريراً تحدث عن مساع روسية لتشكيل تحالفات مع العشائر العراقية. ونقل الموقع عن “فيصل العسافي” و هو احد مشايخ العشائر السنية في محافظة الانبار مناهض لداعش، نقل عنه ان “روسيا جادة في محاربة الارهاب وتريد انهاء الحرب باسرع وقت ممكن. لقد بدأت روسيا بقصف خطوط النقل لدى داعش في الوقت الذي تتفرج اميركا على مقاتلي داعش وهم يتنقلون بحرية من سوريا الى الانبار”.
كما نقل الموقع عن مسؤولين اميركيين اثنين انه بدأت تظهر مؤشرات اولية على هذا الانخراط الروسي مع قادة العشائر السنية في العراق، والذي يهدف الى تعزيز مساعي الطائفة السنية لمحاربة مسلحي داعش داخل المناطق السكنية السنية.
واضاف الموقع ان الكرملين عرض بهذا الاطار تقديم السلاح للعشائر السنية بشكل اسرع من الولايات المتحدة، غير انه نقل عن المسؤولين الاميركيين الاثنين كذلك ان هذه المساعي الروسية لم تأت بثمارها بعد. ونقل الموقع عن المصادر نفسها ان هذا التطور يأتي في سياق الجهود المتواصلة للرئيس الروسي فلادمير بوتين الهادفة الى تقويض وتقليص النفوذ الاميركي في الشرق الاوسط، خاصة لناحية تقديم نفسه كالحليف الاكثر مصداقية في مكافحة الارهاب.
الموقع نقل عن المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي قوله: “اننا نتعاون مع الروس – كما هو الحال مع دول اخرى في العالم – في مجالين: الاول التسليح، حيث لدينا عقود مع روسيا. من حين الى آخر يرسلون دفعات من السلاح و الذخيرة والامدادات العسكرية بشكل منتظم تقريباً. المجال الثاني الذي تم الاتفاق عليه هو تبادل المعلومات الاستخباراتية داخل الحلف الرباعي، الذي يضم ايران وسوريا”.(الى جانب العراق وروسيا)
ولفت الموقع الى انه وبينما لا يوجد موطىء قدم ظاهر بشكل واضح لدى الكرملين داخل المنطقة الخضراء، فإن المصادر في بغداد تقول ان الضباط العسكريين والاستخباراتيين الروس، وكذلك الدبلوماسيين، هم موجودون في ثلاثة اماكن تعتبر حيوية بالنسبة لامن العراق.
وقال ان المكان الاول يقع على مقربة من قاعة الخلد، حيث تعمل خلية “الصقور” ويتم تبادل المعلومات الاستخباراتية بين العراقيين ونظرائهم الروس، خاصة تلك المتعلقة بالقادة الكبار لدى داعش. اما المكان الثاني يضيف الموقع، فهو مركز المعلومات الوطني، الذي يديره الفريق حسين الاسدي. ونقل الموقع عن مصادر مطلعة ان لدى الروس جنرالا هناك. كما لدى موسكو وجود داخل المديرية العامة لمجلس الوزراء، الذي يعتبر العصب لعمليات الامن القومي في العراق.
الموقع لفت الى ما اسماه “تغلغل” قوات حرس الثورة الايرانية في جميع هذه الاجهزة. كذلك نقل عن حاكم الزاملي، وهو قائد مجموعة سرايا السلام في الحشد الشعبي، نقل عنه ان روسيا ارسلت “الاسلحة الحفيفة والذخيرة مجاناً” في مقابل مشاركة المعلومات الاستخباراتية.
وبحسب الموقع فقد قال الزاملي ان “ايران وروسيا والعراق يعملون ويتعاونون عن كثب”. كما اعتبر الزاملي بحسب ما نقل عنه ان روسيا رفضت الانضمام الى التحالف السعودي الجديد بسبب عدم مشاركة العراق وايران فيه.
الموقع اشار ايضاً الى ان الزاملي، واضافة الى دوره العسكري، يتولى ايضاً رئاسة لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي، والذي زار بدوره مؤخراً موسكو. وفي هذا الاطار نقل الموقع عن مصدر آخر رفيع في الحشد الشعبي انه جرى خلال هذه الزيارة “حديث عن انشاء غرفة مشتركة للتعاون الاستخباراتي في بغداد ولمساعدة الحشد الشعبي على الارض”. كما جرى الحديث عن ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة من خلال اجبارها على الحد من وجودها العسكري في العراق او حتى عدم وجودها بالمطلق.
واضاف ايضاً ان هناك اعدادا صغيرة من العناصر القبلية التي تشارك مع الحشد الشعبي وغيره في عملية متواصلة لتحرير الرمادي، ما جعل موسكو تنخرط بقوة مع عشائر الانبار. كذلك لفت الموقع الى ان السفارة الروسية في بغداد تنسق هذا البرنامج مع جهاز الامن الوطني العراقي والحشد الشعبي واللجنة الوطنية لتنفيذ ومتابعة المصالحة الوطنية.
كما نقل الموقع عن “مارك الصلاح”، وهو سني يقطن في واشنطن يرأس “برنامج الامن والاستقرار في العراق” المؤلف من المواطنين ومشايخ العشائر، نقل عنه ان الروس اتصلوا الصيف الماضي مع رئيس سفراء السلام من اجل العراق المدعو الشيخ جمال الظاهري وان الاخير استجاب وزار موسكو حيث اجتمع مع مسؤولين روس حاليين وسابقين، وانه استمع الى الموقف الروسي حيال العراق.
الا ان الموقع قال انه لا توجد ادلة كثيرة تفيد بان هذه المساعي الروسية تحقق النجاح، اقله حتى الوقت الراهن. واشار الى ترجيح المسؤولين الاميركيين ان ايا من زعماء العشائر الكبار لم يستجب لاقتراحات الشراكة مع الكرملين.
تآمر بريطاني – سعودي
من جانب آخر، كتبت الصحفية البريطانية “Iona Craig” مقالة نشرت في صحيفة الاندبندنت البريطانية حملت عنوان: “بريطانيا: شريك السعودية الصامت في الحرب الاهلية اليمنية”. وسلطت الكاتبة الضوء على ان الطائرات الحربية التي قامت بتزويدها بريطانيا، وكذلك الصواريخ البريطانية، انما تستخدم في الغارات الجوية شبه اليومية التي ينفذها التحالف السعودي في اليمن.
وشددت الكاتبة على ان القصف الذي نفذه التحالف السعودي تسبب بمقتل نسبة ستين بالمائة من الضحايا المدنيين، البالغ عددهم 4,493 مدنياً، في الاشهر السبعة الاولى من هذا العام. واشارت الى ان بريطانيا كانت المزود الاول للاسلحة الكبيرة لصالح السعودية خلال العام الفائت، والى عشرات الطائرات المقاتلة البريطانية التي تستخدمها القوات الجوية السعودية وكذلك المساعدة التقنية البريطانية، حيث اعتبرت ان كل ذلك يجعل التورط البريطاني في الحرب امرا غير قابل للشك.
الكاتبة تحدثت عن مشاهدتها ضربات جوية عدة وزيارتها مواقع القصف حول البلاد، وذلك على مدار خمسة اشهر امضتها في اليمن خلال فترة الحرب. واشارت بهذا الاطار الى قصف المدارس والمستشفايات ومحلات بيع الطعام والمنازل المدنية وحافلات الركاب.
وقالت الكاتبة ان العديد من هذه الضربات كانت مزدوجة، حيث تم استهداف الذين حاولوا انقاذ ضحايا الضربة الاولى. كما اضافت انه وبناء على الادلة التي جمعتها من الشهود والناجين، فانه يتم قتل المدنيين بشكل عشوائي في احسن الاحوال، وان في بعض الحالات يتم استهدافهم. ولفتت الى ان الحكومة البريطانية وعلى الرغم من ارجحية استخدام الاسلحة البريطانية في استهداف المدنيين والبنى التحتية، حيث قامت بريطانيا بتصدير ما يزيد عن 1,000 قنبلة للسعوديين خلال الاشهر الست الاولى من عام 2015، الا ان الحكومة البريطانية ترفض الاعتراف بتواطؤها بالانتهاكات الواضحة لقانون الانسان الدولي. كما اشارت الى ما قاله عدد من المحامين لناحية ان صفقات بيع الاسلحة البريطانية غير قانونية، وعليه يجب وقفها.
كما رأت الكاتبة ان دعم ديفيد كاميرون المتواصل للحرب السعودية، إضافة الى تصدير السلاح، قد يعود الى تحذيرات سابقة من قبل العائلة الملكية السعودية. واشارت الى ما قيل عن الفساد المحيط بصفقة اليمامة عام 2006، حيث كشف آنذاك ان السعوديين هددوا بوقف تقديم المعلومات الاستخباراتية حول تهديدات ارهابية محتملة في حال تواصل التحقيق حول هذه القضية. كذلك لفتت الى ان التهديد السعودي هذا يطرح تناقضا آخر، حيث ان المستفيد الاساس وربما الوحيد من الحرب الحالية هو تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والجماعات التابعة لداعش في اليمن. وعليه اعتبرت انه كلما استمرت المعركة كلما ستتعزز مكانة هذه الجماعات.
وتحدثت الكاتبة ايضاً عن تحذير الوكالات من مجاعة جماعية بسبب الحصار المفروض بحراً وجواً من قبل التحالف السعودي الذي يمنع ادخال المواد الغذائية والوقود والامدادات الطبية الى البلاد. كما اشارت الى ما تقوله هذه الوكالات عن ان الازمة الانسانية في اليمن باتت الاسوأ في العالم، حيث هناك ما يزيد عن 21 مليون شخص بحاجة الى شكل من اشكال المساعدة الانسانية.
على ضوء كل ذلك حثت الكاتبة على مساءلة الحكومة البريطانية عن تورطها في هذه الحرب.