الصحف الاجنبية: الدخول الاميركي البري الى سوريا فخ ينصبه ’داعش’
التخوف الغربي من هجمات “داعش” الارهابية بقي محور اهتمامات الصحف الأجنبية التي نبهت إلى ضرورة التصدي الجدي لهذا التنظيم، في وقت شكل تصريح أحد المرشحين الجمهوريين للرئاسة الاميركية بعدم السماح للمسلمين بالدخول الى اميركا موضع استنكار.
بعنوان “الاستراتيجية الاميركية تسعى الى منع تحقيق نبوءة داعش” نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً شدد على ان داعش تريد جر الولايات المتحدة وحلفائها الى حرب برية في سوريا، لافتا الى ان من اكبر المتحمسين للاجتياح الاميركي للعراق عام 2003 كان مؤسس الجماعة ابو مصعب الزرقاوي (مؤسس تنظيم القاعدة في العراق الذي اسس لظهور تنظيم داعش)، والذي وصف هذا التدخل الاميركي آنذاك “بالاجتياح المبارك”.
ورأى التقرير أنه في حال قامت الدول الغربية بعملية الاجتياح فان داعش لن تستطيع فقط اعلان تحقيق هذه النبوءة وانما ايضاً قد تحول الحدث الى اداة جديدة للتجنيد في الوقت الذي يبدو فيه ان التنظيم بات يفتقد إلى المتطوعين.
وقال التقرير ان هذه النظرية المح اليها الرئيس اوباما في خطابه الاخير، عندما قال ان على الولايات المتحدة أن تعمل على تحقيق “نصر مستدام” يشمل الضربات الجوية ودعم القوات المحلية التي تقاتل داعش بدلاً من ارسال جيل جديد من القوات الاميركية للقيام بعمليات هجوم برية.
كما نقل التقرير عن محللين بان الدخول الى الارض سيكون “اسوأ فخ يمكن الوقوع به”،حيث تريد داعش ارسال قوات غربية الى ارض المعركة.
وتحدث التقرير عن “النصوص المقدسة” لدى داعش، التي تشير الى معركة في منطقة دابق وسهل العمق في شمال سوريا. وأوضح ان دابق بات الآن اسم المجلة الالكترونية الشهرية التي تصدرها داعش، بينما “عمق” هو الاسم الذي اختارته لوكالة الانباء شبه الرسمية التابعة لها، والتي كانت اول من أعلن عن تبني هجمات كاليفورنيا الاخيرة.
“داعش” يواصل تسليحه
بدورها، صحيفة الاندبندنت البريطانية نشرت تقريراً سلط بدوره الضوء على ما أعلنته منظمة العفو الدولية ان ارهابيي داعش في العراق وسوريا قد يكونوا يستخدمون اسلحة قامت المملكة المتحدة بتصديرها الى الشرق الاوسط. وكشفت المنظمة أن الاسلحة الهجومية والخفيفة التي ارسلت من بريطانيا الى العراق ابان 2003 ربما وقعت في ايدي داعش.
وأوضح التقرير ان ارهابيي “داعش” يستطيعون الحصول على “ترسانة كبيرة” من الاسلحة والذخيرة التي صممتها ما يزيد عن خمس وعشرين دولة، مشيرا إلى أن الاسلحة هذه تشمل رشاشات M-16 الاميركية، وبنادق القناصة النمساوية والروسية فضلا عن الرشاشات الصينية والبلجيكية.
ولفت الى كلام مدير برنامج الاسلحة لدى منظمة العفو الدولية في بريطانيا “اوليفر سبراغ”، الذي نبه إلى صفقات السلاح التي تعقد حالياً، خاصة وأن المملكة المتحدة قامت “دون قصد” بتسليح داعش. وشدد “سبراغ” على ضرورة دراسة المخاطر التي قد تترتب على هذه الصفقات و”عدم انتظار السيناريو الاسوأ قبل التحرك لمنع بيع الاسلحة التي تؤجج ارتكاب الفظائع”.
من جهة ثانية، استغرب موقع “دايلي بيست”، مطالبة المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية “دونالد ترامب” بعدم السماح للمسلمين بالدخول الى اميركا، وهو الذي تجمعه علاقات وطيدة ببعض مسلمي الخليج الذين يساعدونه على كسب المال.
وذكّر الموقع بأن ترامب يصف رئيس شركة داماك العقارية في دبي المدعو حسين سجواني “بالصديق” و”الرجل العظيم”.ولفت الى ان ترامب و سجواني قد اعلنا مشروعا عقاريا ضخما مشتركا في شهر ايار/ مايو الماضي، وأوضح الموقع أن الشركة التي يمتلكها ترامب تدرس فرصا استثمارية متعددة في ابو ظبي و قطر والسعودية.
الموقع الذي أعرب عن استهجانه لتصريحات ترامب تجاه المسلمين وهو الذي تربطه علاقات جيدة مع السعودية وقطر، ذكّر بأن خمسة عشر شخصًا من اصل تسعة عشر لمنفذي هجمات 11 ايلول التي قتلت نحو 3 آلاف اميركي كانوا سعوديين.
وتساءت المقالة عما اذا كان بعض الجمهوريين ووسائل الاعلام تريد المزيد من التفاصيل حول صفقات ترامب في الشرق الاوسط وكذلك الضمانات بان شركاءه التجاريين لم يمولوا بشكل مباشر او غير مباشر الجماعات الارهابية.