الصحف الاجنبية: إرهابيو سوريا يهددون العالم وليس الاسد
دعا صحفيون غربيون بارزون الى الاسراع بتعزيز المساعدة العسكرية لصالح الاكراد في سوريا بغية طرد تنظيم داعش من مدينة الرقة، فيما حثت اسماء بارزة اخرى في الصحافة الغربية الى دعم المساعي الروسية من اجل القضاء على هذا التنظيم.
من جهة اخرى شدد باحثون اميركيون على ان ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش تتحمل مسؤولية نشوء داعش، فيما كشفت مواقع اعلامية غربية عن معلومات محتملة تتحدث عن انشقاق عناصر سورية دربتها الولايات المتحدة التحقت مؤخراً بجبهة “النصرة”.
المقاربة الغربية حيال “داعش”
كتب الصحفي الاميركي المعروف ديفيد اغناتيوس مقالة نشرت في صحيفة “واشنطن بوست” أشار فيها الى ان وحدات حماية الشعب الكردية المؤلفة من اكثر من خمسة وعشرين ألف مقاتل تتمركز على بعد عشرات الاميال عن مدينة الرقة، حيث باتوا جاهزين للتحرك باتجاه معقل داعش.
ولفت الكاتب إلى أن هناك شحنة من المساعدات العسكرية موجودة في قاعدة جوية اميركية في الخليج، بانتظار الموافقة الاميركية لارسالها الى الاكراد وحلفائهم السنة. وأكد الكاتب نقلا عن صالح مسلم نائب الامين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، انه ليس لديهم “اي اعتراض على المزيد من التعاون مع واشنطن والتحرك باتجاه الرقة”.
وقال مسؤول أميركي، وفق الكاتب، أن العناصر الكردية تشكل الخيار الافضل لقتال المتطرفين، خاصة بعد النكسات الاخيرة في برنامج “التدريب و التسليح” الذي تديره الولايات المتحدة. كما كشف الكاتب عن مباحثات جرت بين القياديين العسكريين الاميركيين ونظرائهم الاكراد حول التحرك جنوباً وتشديد الخناق على الرقة، بينما تقوم طائرات التحالف الدولي بقصف المنطقة من الجو.
كذلك كشف بأنه وفقاً لهذا المخطط العسكري، ستقوم قوة من “السنة العرب” بتطهير مدينة الرقة بعد تطويقها من قبل القوات الكردية، مشيراً في هذا الاطار الى ما كشفه مسلم عن وجود نحو 3000 عنصر من قبيلة شمر يقاتلون الى جانب الاكراد في محافظة الحسكة وما يزيد عن ألف عنصر اضافي من السنة الذين يقاتلون قرب مدينة الرقة. الا انه ورغم ذلك، قال الكاتب ان اي هجوم على الرقة لن يحصل على الارجح قبل اشهر.
وفيما وصف الكاتب التحالف مع الأكراد بالموثوق، رأى أنه يحمل تعقيدات اقليمية، وتطرق الى العلاقات الوطيدة بين الوحدات الكردية والاتحاد الوطني الكردستاني في العراق الذي لديه علاقات متنامية مع ايران، أضف الى علاقة اكراد سوريا بحزب العمال الكردستاني في تركيا، الذي تصنفه أنقرة ضمن المنظمة الارهابية.
وانطلاقاً من هذه المعطيات تحدث الكاتب عن التعقيدات التي تواجهها الولايات المتحدة في سوريا، حيث تحظى وحدات حماية الشعب الكردية بدعم من قبل الخصم الايراني، بينما لا يثق بها الحليف التركي. كما اضاف ان التقدم على الجبهة الجنوبية قد تعثر بسبب ممانعة الاردن الاطاحة بالرئيس بشار الاسد قبل ان يتضح من سيخلفه.
وفي الختام، قال الكاتب: إن الهدف الوحيد الذي تشاركه جميع اللاعبين الاساسيين- من الولايات المتحدة الى روسيا، تركيا، ايران، السعودية، الاردن والى النظام السوري نفسه – هو هزيمة داعش. وأضاف: ان افضل المقاتلين ضد هذا التنظيم الذين تدعمهم الولايات المتحدة هم السوريون الاكراد، داعياً الى تعزيز المساعدات الاميركية لهم.
من جهته، توقع محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة “دايلي تليغراف” البريطانية “كون كوغلين، نجاح مبادرة الرئيس الروسي فلادمير بوتين للشأن السوري، وذلك في الوقت الذي تتضح فيه اكثر فاكثر “قيود محاولات الغرب العقيمة لهزيمة داعش”، ورأى أن هذا التنظيم بات اقوى رغم “آلاف الطلعات الجوية” ضده.
وحسب الكاتب فان اهم أسباب فشل السياسة الغربية هي عدم قيام السياسيين في ضفتي الاطلسي باعداد خطة فاعلة للتصدي لتهديد داعش، حيث اعلن كل من الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انهما يفضلان خوض الحرب عبر الطائرات لضرب داعش، وتحدث عن حالة الارباك داخل الحكومتين الاميركية والبريطانية لجهة ماهية الاولوية في سوريا هل هي الاطاحة بحكومة الاسد ام القضاء على داعش؟
ورأى الكاتب ان رد فعل الغرب على داعش يصنف باكبر كارثة في السياسة الخارجية خلال القرن الواحد والعشرين، وانه يفوق حتى اجتياح العراق عام 2003، وذكّر بان الرئيس بوتين يعتبر داعش التهديد الاكبر وليس الاسد وهذه المقاربة كانت واضحة في النقاش حول سوريا.
وشدد الكاتب، على أن الاسد لا يشكل تهديدا للعالم الخارجي بل على العكس، إن الارهابيين المرتبطين بداعش هم الذين يشكلون التهديد الاكبر، مثل “مئات الجهاديين المولودين في بريطانيا الذين يعتقد انهم عادوا الى موطنهم بعد الخضوع للتدريب في المعسكرات الارهابية التابعة لداعش”، وختم بالقول انه ” بالتالي اذا اراد السيد بوتين شن الحرب على داعش، يجب ان نكون مستعدين لاعطائه دعمنا الكامل”.
المسؤولية الاميركية عن نشوء داعش
في سياق متصل، حمّل الباحث في معهد كايتو “دوغ باندو” في مقالة له نشرها موقع “ناشيونال انترست”، إدارة جورج بوش الابن مسؤولية الكثير من المشاكل الجيوسياسية التي يشهدها العالم اليوم، ولفت إلى أن بوش استخدم “هجوما ارهابيا ارتكبه مواطنون سعوديون دربوا في افغانستان كتبرير لاجتياح العراق”، الذي هو هدف قديم لدى المحافظين الجدد كجزء من مخططهم لاعادة ترتيب الشرق الاوسط.
الكاتب الذي ذكّر بمخطط مناصري الحرب على العراق لانشاء حكومة ليبرالية متحالفة مع الغرب، وجعل العراق صديقاً لاسرائيل ومقراً للعمليات العسكرية الاميركية ضد الدول المجاورة، أكد فشل هذا المخطط، مشيرا إلى ان اغلب المحللين في مجال السياسة الخارجية يعتبرون ان اجتياح العراق كان اكبر خطأ ارتكبته اميركا في مجال السياسة الخارجية منذ عقود.
وتطرق الكاتب الى الاخطاء التي ارتكبتها ادارة جورج بوش الابن خلال فترة الاحتلال، لافتاً الى تفكيك الجيش العراقي، الذي ادى الى عدد كبير من الشباب الغاضبين العاطلين عن العمل، وقال لولا قرار ادارة بوش بتفجير العراق، لما كان هناك تنظيم داعش يعبث بمنطقة ما بين النهرين.
انشققات في برنامج التدريب والتسليح الاميركي لصالح “النصرة”
بدوره، رجح موقع “دايلي بيست”، انشقاق أنس عبيد قائد الفرقة ثلاثين التي قامت بتدريبها الولايات المتحدة من برنامج التدريب والتسليح والتحاقه بجبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا. واستشهد بكلام عبيد الذي أعلن فيه الانشقاق عن الفرقة ثلاثين وانشاء فصيل مستقل يعمل باستقلالية عن التحالف الدولي. ونقل عن مصدر غربي في جبهة النصرة قوله ان “عبيد الملقب بابو زيد انشق وسلمت عناصر اخرى في القوة السورية الجديدة اسلحتها لجبهة النصرة فور دخولها الاراضي السورية مساء الاحد”.
كما نقل الموقع عن لسان ابو سعيد الحلبي، المواطن الهولندي المنخرط في صفوف النصرة، تأكيده أن قائد الفرقة ثلاثين اعتقل على ايدي النصرة عند دخوله سوريا، حيث كان ينوي مغادرة الفرقة ثلاثين لقيادة مجموعة من منطقة الاتارب في محافظة حلب. وقد اقترح تقديم عدد كبير من آلياته واسلحته للنصرة مقابل الحماية والحرية. كما تحدث ضد الولايات المتحدة وسعيه لمحاربة نظام الاسد رغم اتفاقه مع اميركا على عدم القيام بذلك”.