الصحف الاجنبية: إخفاق أميركي في سوريا.. وفوز اردوغان يعزز الفوضى
تحدثت كبرى الصحف الاميركية عن حالة تخبط في مقاربة البيت الابيض حيال الازمة السورية، حيث اعتبرت ان واشنطن لا تستطيع مواجهة الاجندة الروسية والايرانية فيما يخص حل هذه الازمة.
من جهة اخرى حظي فوز حزب “العدالة والتنمية” بالانتخابات البرلمانية التركية باهتمام واسع، حيث ركزت المنشورات بهذا الشأن على الارتدادات السلبية المحتملة لهذا الفوز الذي حققه الرئيس رجب طيب اردوغان.
التخبط الاميركي في سوريا
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً احتل العنوان الرئيس، اعتبر ان التحالف الجديد الذي تدعمه واشنطن في سوريا هو موجود بالاسم فقط، وذلك بناء على عدد من المقابلات وجولات ميدانية قام بها مراسل للصحيفة في الشمال السوري.
التقرير اشار الى اعلان المسؤولين الاميركيين عن مساع جديدة من اجل تسليح القوات البرية الجديدة في سوريا بغية محاربة من أسماهم بـ”الجهاديين”، وذلك بعد اسابيع من اعلان ادارة اوباما الغاء برنامج التدريب والتسليح السابق الذي كان يديره البنتاغون.
وتحدث التقرير عن تحديات سياسية ولوجستية صعبة تواجهها هذه القوات، حيث نقلت عن احد العناصر بان هناك حاجة للاسلحة الثقيلة والذخيرة، وكذلك المزيد من الضربات الجوية الاميركية. ولفت التقرير الى ان القوة الجديدة تعتمد بشكل كبير على المسلحين الاكراد، ما يشكل تحديا اكبر على المدى الطويل. وأشار إلى أن القوة العسكرية الكردية تعني ان الاكراد هم الذين “يضعون الاجندة”، وان الكثير منهم ينظر بشكل فوقي الى شركائهم العرب.
مجلس تحرير صحيفة “واشنطن بوست” من جهته اعتبر ان الخطوات التي اتخذتها واشنطن مؤخراً لا تشكل استراتيجية متماسكة، ورأى كذلك ان هذه الخطوات لا تعزز بعضها البعض. الصحيفة لفتت الى اعتراف وزير الخارجية الاميركي جون كيري بان الاجراءات العسكرية التي اعلنها البيت الابيض، والتي تتمثل بارسال قرابة الخمسين عنصراً من القوات الخاصة الى شمال سوريا وزيادة عدد الطائرات الحربية في تركيا، انما ترمي الى اضعاف تنظيم داعش من خلال دعم تحالف يتشكل من السوريين الاكراد والعرب.
وألمحت الصحيفة الى ان ذلك يتناقض مع الكلام الذي قاله كيري عن ضرورة ازاحة الرئيس بشار الاسد من اجل انهاء الحرب وهزيمة داعش. وفيما رحبت بأي خطوة تعزز الضغوط الاميركية ضد داعش، الا انها اعتبرت ان الخطوات التي وافق عليها اوباما هي تدريجية وضعيفة، لافتة في الوقت عينه الى أن اعترافات المسؤولين حول هذه الخطوات ليست كافية لطرد داعش من الرقة.
وفي الختام قالت الصحيفة ان روسيا وايران تستخدمان القوات العسكرية التي ارسلت الى سوريا من اجل دعم هدفهم الأساس الذي هو ابقاء الاسد في السلطة الى اجل غير مسمى. واعتبرت ان كيري لا يقدر على رفض هذه الاجندة بسبب رفض اوباما تأييد الخطوات التي تزيد من الضغوط على الاسد. ولفتت الى ان القوة العسكرية الاميركية تستخدم من اجل تحقيق هدف تكتيكي (ضد داعش في الرقة).
ولم تستبعد الصحيفة الفشل الاميركي على الصعيدين العسكري والدبلوماسي، بسبب عدم انسجام الجهود العسكرية مع الدبلوماسية.
الانتخابات التركية
من جانب آخر، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” ان فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات البرلمانية التركية يعني استمرار “حكم الحزب الواحد” لمدة اثني عشر عاماً، ورجح ان ذلك يعني ايضاً استمرار ما اسمته الصحيفة هيمنة اردوغان الاستبدادية على الحكومة التركية.
الصحيفة تحدثت عن الفترة الفاصلة بين الانتخابات الماضية في حزيران/يونيو (التي خسر فيها اردوغان الاغلبية الساحقة) والانتخابات التي جرت خلال الايام الماضية التي فاز بها. واشارت الى ان تركيا قامت خلال هذه الفترة بقصف السوريين الاكراد، بينما تصاعد التوتر في شمال شرق البلاد. كما لفتت الى مهاجمة سياسيين المعارضة ووصول مضايقة الحكومة لوسائل الاعلام الى مستويات جديدة، حيث تحدثت عن اقتحام الشرطة محطات تلفزيونية مناهضة لاردوغان عشية الانتخابات.
وحذرت الصحيفة من ان أسوأ نتيجة للانتخابات تتمثل باستغلال نتائجها من قبل اردوغان بغية تبرير المزيد من اساليب التخويف ضد المنتقدين، بينما يسعى الى تقوية موقع الرئاسة. كما رأت ان اردوغان سيواصل ممارسة السلطة من خلف الكواليس، وتحدثت عن وجود مخاوف من استهداف التحالف الموالي للاكراد وآخرين من الخصوم السياسيين.
كذلك اعتبرت الصحيفة ان قيام الشرطة باقتحام مكتب مجلة اسبوعية اتهمت “باهانة الرئيس التركي” ربما ينذر بما هو قادم، حيث اعتقل مدير تحرير المجلة واوقف توزيعها.
صحيفة الاندبندنت بدورها نشرت مقالة بعنوان: “الانتخابات التركية: فوز الرئيس اردوغان سيء للبلد وللمنطقة”. واعتبرت الصحيفة ان فوز اردوغان ليس مفاجئاً، حيث وضع الناخبين الاتراك امام خيار – “اما انا او الفوضى”. غير انها شددت على ان الناخبين لم يعطوا اردوغان تفويضاً بتعزيز صالحيته.
وتطرقت الصحيفة إلى الكلام الذي يدور حول قيام اردوغان بغض الطرف عن عناصر داعش التي تقوم “بتدمير العراق و سوريا”، مشددة على ان تعامل الغرب مع اردوغان يتطلب من الاخير التخلي عن هذه المقاربة حيال داعش. كما دعت الى ممارسة الضغوط على اردوغان من اجل اعادة اطلاق عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني، خاصة وان الكثيرين اعتبروا عودة الاعمال العدائية ضد الاكراد بانها اسراتيجية انتخابية “اولاً و اخيراً“.
الصحيفة اشارت الى ان استقرار وازدهار تركيا، وكذلك اوروبا والشرق الاوسط، يتوقف على كل ذلك. ورأت ان الهجمات الارهابية على الاراضي التركية، وإمكانية اندلاع العنف على الحدود، دفعت الشعب نحو اليمين.
الا ان الصحيفة اعتبرت ان اردوغان لم يقم بالكثير الذي يدل على انه سيؤمن مستقبل تركيا ويعمل مع جيرانه في المنطقة بغية تحقيق ذلك، محذرة من ان الشعب التركي قد ينتهي به المطاف بالفوضى