الصحف الأميركية تقرع طبول الحرب في سوريا
اثنتان من كبريات الصحف الأميركية أشارتا سواء بالتحليل أو الرأي أو حتى نقلاً عن مصادر إلى توجيه ضربة عسكرية لدمشق كأحد الخيارات المطروحة على طاولة البحث الأميركية بعد قرار وقف التعاون مع روسيا في سوريا.
صحيفة “واشنطن بوست” قالت إن الغارات العسكرية الأميركية تعود إلى الطاولة مع اجتماع كبار مسؤولي الأمن القومي. ولفتت الصحيفة إلى أن اجتماعات عقدت على مدى الأسابيع الماضية لدرس خيارات جديدة حول كيفية التصدي لأزمة حلب من أجل رفع توصية بخصوصها إلى الرئيس الأميركي. وبحسب “واشنطن بوست” فإن مسؤولين من الخارجية والاستخبارات المركزية والأركان المشتركة ناقشوا شن غارات عسكرية محدود ضد النظام بهدف “الضغط عليه للعودة إلى طاولة المفاوضات على نحو جدي”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي شارك في هذه الاجتماعات أن من جملة الخيارات المطروحة للبحث والتي لا تزال سرية، هو قصف مدارج الطائرات الحربية السورية بصواريخ كروز وغيرها من الاسلحة الثقيلة من خلال طائرات وسفن التحالف. وقال المسؤول نفسه إن الاقتراح الذي عرض من أجل الالتفاف على معارضة البيت الأبيض للعمل العسكري من دون قرار دولي، هو شن غارات سرية لا يتم الإعلان عنها.
ووفق المسؤول الأميركي فإن ممثلي الاستخبارات المركزية ورئاسة الأركان المشتركة عبروا عن تأييدهم لهذه الخيارات، على قاعدة أن “سقوط حلب ستقوّض جهود أميركا في مكافحة الإرهاب في سوريا”.
في المقابل قالت الصحيفة “إن هناك شكوكاً كبيرة بقبول البيت الأبيض بأي عملية عسكرية”. ونقلت عن مسؤولين أن “أوباما لا ينوي الانخراط عسكرياً في سوريا على نحو أكبر من السابق وأن كل الخيارات العسكرية التي تمت مناقشتها تنطوي على نتائج سلبية”.
عيون العرب على ما بعد أوباما
من جهة ثانية لفتت “وول ستريت جورنال” إلى شكوك عميقة لدى المسؤولين العرب بتغيير إدارة أوباما سلوكها في سوريا أو الانخراط في مضاعفة الجهود للضغط على نظام الأسد. وقال هؤلاء “إن حكوماتهم تفترض أن البيت الأبيض سيسلم السياسة السورية إلى الإدارة الأميركية المقبلة دون تغيير يذكر في المنهج الحذر”. ونقلت عن مسؤول عربي كبير قوله “تركيزنا ينصبّ حالياً على معرفة كيف سيتصرف دونالد ترامب أو هيلاري كلينتون في سوريا”.
جون ماكين: إقصفوا الطائرات
وتابع ماكين أن أي مقاربة بديلة يجب أن تقوّض القوة الجوية السورية وأن على الولايات المتحدة وشركائها في التحالف توجيه إنذار للأسد بإسقاط طائراته في حال لم تتوقف عن التحليق والاستعداد للقيام بذلك فعلاً، مشيراً إلى أن الأمر يسري كذلك على الطائرات الروسية، داعياً إلى إقامة مناطق آمنة وتقديم المزيد من الدعم العسكري إلى جماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل النظام. ورأى أن الطريقة الوحيدة لعزل واستهداف الإرهابيين في الميدان هي في تشكيل مجموعات معتدلة أكثر قدرة على القتال بنجاح من تلقاء أنفسهم.
وخلص السيناتور الجمهوري إلى أن مقاربة إدارة أوباما لسوريا فشلت على نحو ذريع. وقد حان الوقت لاستراتيجية جديدة، بما تتضمنه من عنصر عسكري، قادرة على تحقيق هذا الهدف الأكثر واقعية، مضيفاً أن الأمر لا شك سيكلف كثيراً لكن البديل أكثر كلفة، وهو عبارة عن سنوات أخرى من الحرب.
بوتين يلعب في الوقت المتبقي لأوباما في البيت الأبيض
وقال هؤلاء “إن استراتيجية الرئيس فلاديمير بوتين هو التحرك بقوة في ما يرى أنها فرص يجب اغتنامها سريعاً خلال الأشهر الأربعة الفاصلة بين الآن وحتى تنصيب الرئيس، وهي الفترة التي يرجح بوتين أن أوباما لن يتدخل خلالها في الصراع المحتدم في سوريا فيما الرئيس الجديد، الذي قد يكون أكثر صرامة، لن يكون قد تولى مهامه بعد.
وقال نيكولاي بتروف الباحث في العلوم السياسية في موسكو “إن بوتين في عجلة من أمره قبل الانتخابات الأميركية” مشيراً إلى أن “الرئيس الأميركي المقبل سيواجه حقيقة جديدة وسيكون مجبراً على القبول بها”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية “أن محللي الاستخبارات أبلغوا البيت الأبيض أن الهدف الروسي هو مساعدة الجيش السوري لاستعادة مدينة حلب بما يمكّن موسكو من إجراء محادثات حول مستقبل سوريا وفق شروط أقوى”. ووفق هذا السيناريو تقول “نيويورك تايمز” ستصبح الحكومة السورية مسيطرة على خمس مدن رئيسية هي: دمشق وحمص وحماه وحلب واللاذقية.
السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد استبعد أن ينجح النظام السوري في ذلك على اعتبار أن “المعارضة لن توقف القتال” لكنها “ستكون مهمّشة” على حد تعبيره.