الشيخ نعيم قاسم: السيارات المفخخة أسلوب ضمن مشروع وليست ردا على أعمال نقوم بها
رأى نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم ان “التكفيريين هم المسؤولون عن التفجير الذي حصل على بوابة سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والجمهورية الإسلامية هي المستهدف المباشر”، معتبرا ان “الهدف توجيه ضربة لرأس محور المقاومة كجزء من أعمال إجرامية ترتكب ضد الاتجاه المقاوم في لبنان وفي المنطقة وفي العالم وهذا الموقف ضد الاتجاه السياسي والمواقف السياسية التي يحملها محور المقاوم في حركته وفي جهاده وتوفيقاته المتتالية التي لا نتوقف عن شكر الله لنتائجها وهو يلاحقنا بحمد الله تعالى”، لافتا الى ان “اعتداء السفارة هو اعتداء مجرم ضد المقاومة والتحرير، وضد الوحدة والاستقلال، وضد الخيارات الشعبية وحقوق دول وقوى المنطقة بالسيادة، ضد تكوين المحور الإقليمي المتماسك في مواجهة المشروع الأميركي الإسرائيلي، وضد مواجهة إسرائيل وتشكيل القوة القادرة والمهابة في وجه الأطماع الخارجية”.
كلام قاسم جاء خلال احياء السفارة الايرانية ذكرى اسبوع شهداء تفجيري بئر حسن، في حسينية البرجاوي – بئر حسن، حيث رأى ان “هؤلاء التكفيريين جزء لا يتجزأ من مشروع الفوضى، وتفتيت المنطقة، وتعويم أنظمة الاستبداد، وتوفير مقومات النجاح لتثبيت الكيان الصهيوني في هذه المنطقة”.
وشدد على ان “العدو الأصلي والأساسي الذي ننظر إليه ونعتبره أمامنا هو إسرائيل، أما التكفيريون يخفِّفون العبء عن إسرائيل ويقدمون خدمات مجانية لها وتستثمرهم إلى آخر درجات الاستثمار من دون أن يحصلوا على شيء، حتى الفتات لن يحصلوا عليها، والذي يجعلنا نسلط الضوء على إسرائيل هو أن كل ما جرى ويجري في منطقتنا نقطته ومشكلته المركزية هو إسرائيل، التي تعبث بالأمن والاستقرار واستقلال المنطقة وبلدانها، والتي تصنع الحروب والتي تهدد دائما أما هؤلاء فهم أدوات بيدها”.
ولفت قاسم الى ان “إسرائيل حاولت أن تلجأ إلى خيارات أخرى تساعدها على تحقيق المكتسبات فشنت حربا على غزة لمرتين من أجل سحق المقاومة وإرادة المقاومة الفلسطينية من أجل أن تثبت مشروعها، وكان الصمت مطبقا عند بعض دول المنطقة لتتجاوز إسرائيل بهذه الحرب أو بهذين الحربين الأسقف السياسية للتسوية باتجاه رسم معالم إسرائيل الكبرى، في ظل مباركة أميركية، ولكن إسرائيل فشلت، ثم غذت القتال في سوريا، وسعت بجهدها لحرب دولية على سوريا بحجة الكيميائي، وعالجت جرحى المعارضة المسلحة المتعددة الجنسيات، متناغمة مع حلفائها في المنطقة ودائما تحت المظلة الأميركية لفتح بوابة أخرى للشرق الأوسط الجديد من سوريا، وهذه أيضا ستقفل إن شاء الله تعالى”.
واضاف: “ثم حرضت إسرائيل على إيران تريد أن تغزوها وأن تقصفها، وأن تجعل أميركا في مواجهة العدوان على إيران، وهددت وتوعدت وقامت بكل جهود ممكنة إلى أقصى الحدود، ولكن إيران الصابرة المجاهدة بقيادتها وشعبها وبإمامة الإمام الخامنئي وبنهج الإمام الخميني وبهذا الشعب الإيراني المضحي المعطاء الذي لم يتوقف لحظة واحدة عن العطاء منذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة إلى الآن ولا زال يعطي، وإذ بإسرائيل تفشل في مسعاها وتنحسر أمام ما حصل من تطورات في اللحظات الأخيرة”.
وشدد على “ان المشروع الاميركي الإسرائيلي التكفيري واحد في أهدافه النهائية، لكن يختلف المستثمرون، هناك من له قدرة على الاستثمار أكثر من غيره، أميركا تستثمر وإسرائيل تستثمر ولكن التكفيريين يستثمرون ولا نقول أكثر من هذا، رغم الهنَّات والتباينات الجزئية في الطريق إلى تحقيق الأهداف التي يريدونها”، مؤكدا ان “العمل الجبان الذي قام به هؤلاء التكفيريين لن يثنينا عن المقاومة واستمراريتها وسيزيدنا عزيمة وتصميما وسنواجه هذه الأعمال بما يلزم”، مضيفا: “هذه السيارات المفخخة هي أسلوب في مشروع وليست ردا على أعمال نقوم بها، البعض يعتبر أن هذه السيارات المفخخة وهؤلاء الانتحاريون هم نتيجة وليس سببا. في الواقع هم سبب وليسوا نتيجة، وهذا أسلوب لأهداف وليس ردة فعل على أهداف”.
ولفت الى ان “الدبلوماسية لم تخرج إسرائيل بل بندقية المقاومة هي التي أخرجتها غصبا عنها وعن كل المجتمع الدولي وعن الذين يريدون إسرائيل ويدعمونها، فهل نجح شيء في مواجهة إسرائيل لتحرير الأرض إلا المقاومة؟”.
ورد على الذين يقولون أوقفوا التدخل في سوريا يسلم لبنان، سائلا “هل كان لبنان سالما من الشبكات الإسرائيلية وأعوانها وملحقاتها وفتح الإسلام والذين يرمون في الخفاء ويتحركون استعدادا ليوم قادم؟ وهل ننتظر دمار سوريا بالكامل ليأتي دور لبنان ولا حول له ولا قوة في مواجهة هذه التحديات الكبيرة فيما لو تطورت الأمور بالاتجاه السلبي؟ وهل كنا في وضع أفضل لو تمكن عشرات آلاف المسلحين من اجتياز حدود سوريا إلى لبنان ومعهم الأسلحة والصواريخ والإجرام والإرهاب والأحقاد لينتشروا في مناطقنا ويعيثوا فيها فسادا؟”.
وشدد قاسم على “اننا حمينا لبنان ومقاومته من وضع خطير جدا بأداء الواجب الجهادي الشريف في أرض المعركة في التوقيت والزمان المناسبين لنصل إليهم قبل أن يصلوا إلينا ونقطع دابرهم قبل أن يطلوا برؤوسهم، وكل أعمالنا هي ردة فعل على هذه الأخطاء التي نواجهها والتي قدمت إلينا في هذه المرحلة من البوابة السورية، وفي كل موقع نكون به نحن في حالة مقاومة، أحيانا تكون المقاومة في المواجهة المباشرة مع إسرائيل وأحيانا أخرى تكون المواجهة مع أدوات إسرائيل، هكذا نفهم مواجهتنا وهكذا نفهم مشروعنا”.
ودعا “حزب التبرير ألا يبرروا لمن لا يحسب لهم حسابا، ويتركهم في اللحظات الحرجة، ويحملهم أوزاره، وسيذيقهم نتائج آثامه وجرائمه وفشله في لبنان وفي كل الساحات”، مضيفا: “توقفوا عن تبرير الإجرام والإرهاب، لا تنكروا وجود الإرهابيين في لبنان فها هم يضربون، ولا تبرروا جرائمهم فهي موصوفة، لن تستفيدوا منهم يوما إن ظننتم أنكم تستثمرون لمستقبلكم فالمجرم مع غيركم هو مجرم عليكم وستدفعون ثمنا منهم عاجلا أم آجلا، وهذه التبريرات إنما تهيء فرصة للارهابيين بدل أن تقدم المعالجة”.