الشيخ قاسم: تحية كبيرة للجيش اللبناني على العملية الإستباقية النوعية الناجحة في عرسال
أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم على أننا بتنا نشهد زمن أفول دولة التكفيريين، وهذا الأمر بمثابة ضربة قاسية لرعاة الإرهاب المتمثل في أمريكا والسعودية و”إسرائيل” ومن معهم، لافتًا إلى أن حزب الله إستطاع مع حلفائه أن يضع سداً منيعاً أمام هذا المشروع الخطير.
وأضاف سماحته “لا تنظروا إلى بعض المعارك وتحرير بعض المدن بل إنظروا إلى المشروع الكبير الذي كان مخططاً له لمنطقتنا، لم تكن الرقة ثم الموصل سوى خطوات على الطريق من أجل أن ينتشر التكفير في لبنان وفلسطين والأردن وفي كل العالم”، وتابع قائلاً:”لقد إستطعنا من خلال هذه المواجهة الصلبة القاسية أن نهزمهم في لبنان وعلى حدوده و داخل سوريا، ما كشفهم وكشف من ورائهم وجعلهم لا يتمكنون من تحقيق أهدافهم”.
كلام الشيخ قاسم جاء خلال ذكرى أربعين الشهيد القائد الحاج حاتم حمادة(علاء) في بلدة القماطية، الذي توجه فيه بالتحية إلى الجيش اللبناني قيادةً وأفراداً ومخابرات على العملية الإستباقية النوعية الناجحة في منطقة عرسال، فإعتبر “أن مواجهة الإرهاب التكفيري بكل الوسائل والأساليب المتاحة هو الحل من أجل مساعدة لبنان على الإستقرار، فهؤلاء التكفيريون هم سرطان الأمة والدين، ومن أراد أن يرفع لبنان ويعزز أمانه وإستقراره عليه أن يساعده في كل العمليات الإستباقية والمباشرة ضد هؤلاء التكفيريين وأن لا يوفر لهم بيئةً حاضنة وأن لا يدافع عنهم تحت أي عنوان لأنهم مرضٌ للأمة وللذين يدافعون عنهم قبل غيرهم”.
وتابع سماحته “ما أنجزناه كبيرٌ جداً وسيحمي الأجيال القادمة وسيعرف العالم من الذي واجه الإرهاب، فأمريكا والسعودية كاذبتان عندما تقولان أنهما يريدان مواجهة الأرهاب، فهم الذين دعموا وموّلوا وسلّحوا وجعلوا هؤلاء يقتلون ويذبحون لإخافة الناس حتى يسقطوا أمام هذا المشروع كما كانوا يعتقدون، لكن ببركة المجاهدين والشهداء والجرحى والأسرى وببركة العوائل الذين دعموا هذا الخط وببركة كل من تحرك وكان يدعم هذا الإتجاه ويقف أمام الأصوات النشاز التي كانت تغرد لمصلحة إسرائيل، تحققت هذه الإنجازات العظيمة”.
وحول المعارك الدائرة في الشمال السوري في حلب، تمنى الشيخ قاسم “على الأمم المتحدة أن لا تتباكى وهي في الحقيقة تتباكى على خسارة مشروع الإستكبار، مشروع تقسيم سوريا، وليس على الناس هناك، لأنهم كانوا يعتبرون حلب جزء من الضغط لتقسيم سوريا أو من الحلول التي يريدونها على مستوى الدولة السورية، وبالخسارة الكبيرة التي حصلت لهم في حلب فقدوا آخر أمل لهم بفرض سياساتهم الظالمة”.
وقال:”سيستمر العمل في حلب حتى تحقيق الإنجاز الكامل وإسقاط كل الذرائع التي يتحدثون عنها، لا عودة إلى الوراء والإنتصارات مستمرة. وهنا يسجّل للمقاومين شرف كسر مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أرادته أمريكا من بوابة سوريا بعد أن فشلت من بوابة لبنان سنة 2006 لإعادة توزيع المنطقة على الشاكلة التي تخدم إسرائيل واستطاع المقاومون أن يعطلوا قدرة القتلة والمجرمين على تغيير المعادلة، ولو لم يكن حزب الله في الميدان لإنتشرت داعش في كل العالم، لكن ما أنجزه شباب المقاومة هو كسر هذا الإتجاه ومنعه من التقدم”.
ولفت الشيخ قاسم إلى أن “الحرب معهم ليست حرباً عادية، هي حربٌ مع كل العالم المستكبر الذي دعمهم وأوجدهم وموَّنهم وأعطاهم، هي معركة وجود إن إنتصروا فيها لن تقوم فيها قائمة لأحد، وإن إنهزموا فيها ستنجوا المنطقة من مخطط شيطاني كبير، ونحن نرى بشائر نصر مشروع المقاومة وهزيمة مشروع الإرهاب”.
وحول الإستحقاق الرئاسي، أشار الشيخ قاسم إلى أنه “عندما يقر العالم بشكلٍ فاعل بدور حزب الله في إنجاز هذا الإستحقاق، فلا قيمة عندها لإدعاءات البطولة من بعض هؤلاء الذين يحاولون إبراز عضلاتهم خارج حلبة المصارعة في أنهم أول من أنجز الإستحقاق، وهم كانوا قد إلتحقوا في الركب الذي سار فيه حزب الله”.
وفيما خص موضوع تشكيل الحكومة قال سماحته:”لقد مرّ الأصعب وتم التكليف، أما عقبات التأليف فليست جوهرية، وبكل صراحة تتطلب بعض المرونة ونتيجتها إيجابية للجميع، ولا داعي أن تتأخر الحكومة في تشكيلها، وبالإمكان أن نتعاون لنصل في أسرع وقت إلى إنجازها لمصلحة الناس”.
وختم نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ قاسم مجددًا تأكيده بأن “حزب الله لن يوفر جهداً لقيام الدولة وبنائها لأبنائها، لا لتحقيق المكاسب الشخصية والفئوية، فلسنا ممن يسعون لإستحقاقات تعويضاً عن خسائر مالية أو سياسية، نحن نسعى لإنجاز الاستحقاقات لخدمة الناس وحماية الوطن وهذه مكرمة يعرفها ويشعر بها الجميع”.