الشيخ الزاكي: لا يمكن أن يُلغى دور “العلمائي” بالبحرين بقرارٍ سياسي وإن غُطّي قضائيًّا
أبو صيبع – المجلس العلمائي/البحرين
أكّد رئيس اللجنة الشرعيّة بالمجلس العلمائي سماحة الشيخ فاضل الزاكي، أن “مؤسّسة إسلامية علمائية متجذرة كالملجس الإسلامي العلمائي، عاشت هموم الأمّة وسعت بكل جهدها للدفاع عن المظلومين في هذا البلد لا يمكن أن يُلغى دورها وتُمسح بقرارٍ سياسي وإن غطّي قضائيًا”، مشددًا على أن المجلس مؤسسة “غير محدودة بمقر ومبنى لتنتهي بإغلاق مقر ومبنى، ولا منحصرة بأفراد قلّوا أو زادوا حتى توأد هذه المؤسسة بقمع هؤلاء الأفراد أو اعتقالهم”.
وأشار الشيخ الزاكي خلال كلمة ألقاها ليلة السبت 13 ذو القعدة 1434هـ الموافق 20 سبتمبر 2013م بجامع أبوصيبع، إلى أنّ “تبليغ دين الله من أعظم الوظائف المناطة بالأنبياء والرسل ومن بعدهم بالعلماء الأعلام الذين هم ورثة الأنبياء، ويرثون منهم هذا التكليف ولا يصح التنازل عنه بأي حالٍ من الأحوال”. موضحًا “يجب على العلماء أن يبلغوا رسالات الله ولا يجوز لهم أن يرفعوا يدهم عن هذا التكليف، وهذا التبليغ والتكليف لا يتوقّف على إذن أحد من العباد كائنًا من كان، بل يجب القيام به مهما كانت الظروف”.
وقال في معرض حديثه “من الواضح جدًا أنّ أي قانون وضعي يُشرَّع ويقنّن من أجل وضع يد على هذا التكليف وهذا الأمر مما لا يجوز، وهذا التبليغ من الشؤون الدينية التي لا يصح أن تخضع ليد السياسة، وكلامنا هنا بغض النظر عن الساسة الذين يتولون شؤون السياسة في أيّ بلدٍ من البلدان”.
وأوضح سماحته أنّ “المجلس الإسلامي العلمائي انطلق منذ قرابة عقد من الزمن للقيام بأعباء تبليغ الرسالة وبث الوعي وطلب الاصلاح في المجتمع، هذه العناوين التي وضعها مؤسسو المجلس في قائمة أولوياتهم ونظامهم الأساسي، ويهدف هذا المجلس من خلال السلوك العملي الذي سلكه طوال عشر سنوات لتنسيق جهود العلماء للقيام بهذه الوظيفة المهمّة، والعلماء في هذا البلد كثُر ولا شك ولا ريب أنّهم يحتاجون إلى مؤسسة تنظم شؤون هذا التبليغ وتنسق جهودهم”.
وأضاف الشيخ الزاكي، إنّ “المجلس العلمائي أثبت للكل بأنّه مؤسسة إسلامية حريصة على وحدة الأمّة، لم يخطو أيّ خطوة لشق صف الأمّة بل سعى جاهدًا لرأب الصدع وتوحيد الصف ونبذ الطائفية، فلم يصدر من هذا المجلس أيّ موقفٌ طائفي على الإطلاق، ابتعد عن هذا النفس الطائفي الكريه الذي لا زال الكثير الكثير من الإعلام في هذا البلد يقتات عليه، وتبنّى من المواقف الدينية والوطنيّة كلّ ما هو شريف، ومطالعة سريعة لمواقف المجلس تعطي للكل أنّ هذه المواقف كلّها مواقف وطنيّة سعت إلى خير الوطن بكلّ طوائفه وبكل فئاته وبمختلف انتماءاتهم”.
وأكّد الزاكي، أن “محاولة تغييب هذه المؤسسة الدينية مهما كانت التبريرات التي يتذرّع بها المسؤولون في وزارات الدولة وفي إعلام السلطة برفع دعوى قضائية لحل المجلس، ومحاولة تهجير آية الله الشيخ حسين النجاتي وفرض الإرادة على الأوقاف الجعفريّة وعدة خطوات قامت بها هذه السلطة ولازالت تقوم بها، لا يمكن أن نفهمها خارج نطاقها الزمني والإجرائي ضدّ هذه الطائفة، وأنّها حرب على الدين بشكل عام وعلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) بشكل خاص، وحرب طائفية بامتياز ومحاولة لجر البلد لمزيد من التأزيم، وهو الواقع في دوامة من التأزيم منذ قمع المعتصمين في دوار اللؤلؤة إلى يومنا هذا”.
وختم الشيخ الزاكي حديثه بالإشارة إلى “أنّ مؤسّسة إسلامية علمائية متجذرة كالملجس الإسلامي العلمائي، عاشت هموم الأمّة وسعت بكل جهدها للدفاع عن المظلومين في هذا البلد لا يمكن أن يُلغى دورها وتُمسح بقرارٍ سياسي وإن غطّي قضائيًا، وهي غير محدودة بمقر ومبنى لتنتهي بإغلاق مقر ومبنى، ولا منحصرة بأفراد قلّوا أو زادوا حتى توأد هذه المؤسسة بقمع هؤلاء الأفراد أو اعتقالهم”. مضيفًا أنّه “من الخير لهذه السلطة أن تتراجع عن ما هي مقدمة عليه من إجراءات ضدّ هذه المؤسّسة حفاظًا على وحدة الأمّة ومنعًا للشرور عن هذا البلد”.