الشهادةُ مدرسةُ التقوى يلتحقُ بها المتقون
صحيفة المسيرة اليمنية-
يحيى صالح الحَمامي:
الشهادةُ تجارةٌ رابحةٌ مع الله التضحية والعطاء تأتي من خلال الإيمَـان الحقيقي للإنسان المؤمن بالله والذي ينير دربه بالنور والهدي القرآني والذي يحرك مشاعر المؤمن على التحَرّك في سبيل الله.
الجهاد للمؤمنين والاستشهاد في ميادين العزة والكرامة تأتي من قناعة البذل والعطاء والمحب لله فالشهادة هي عشق في قلب المؤمنين وتوجّـه باندفاع وفيض من كرم وانطلاق نحو البذل والعطاء والتضحية في سبيل الله.
عطاء الشهداء هو عطاء العظماء عطاء الشهداء عبارة عن تقرب إلى الله وعقد صفقة تجارية مع رب السموات والأرض رابحة فالتجارة مع الله لن تبور ولن يضيع الله أجر المؤمنين ممن أحسنوا عملاً.
لقد قابل الله عطاء الشهداء بعطاء وأكرم العظماء بعطاء فائض وقد كتب الله لهم الحياة من جديد وأكّـد الله بها في كتابه الكريم بأنهم أحياء يأتيهم الرزق من الله تعمهم الفرحة فهم في ضيافةٍ ومقامٍ عالٍ عند ملك السموات والأرض الملك الكريم لذلك الشهداء في نعيم وفي حياة مليئة بالفرح الدائم لا يصيبهم الحزن، الشهداء يستبشرون برضا ربهم عنهم وقد أرضاهم وأكرمهم بالشهادة وهذا فضل الله عليهم وشرف كبير من الله سبحانه وتعالى للشهداء العظماء الكرام المتقين -سلام الله عليهم ورحمته-.
شروط الالتحاق بركاب الشهداء العظماء فالشهادة هي مدرسة التقوى للمتقين التقوى هو المعرفة بالواجب للمسلم والاعتراف بحق العبودية لله لن تأتي الشهادة إلَّا بعد التزود بخير الزاد والخير من الزاد التقوى لذلك التقوى يعزز مشاعر الإنسان بالتحَرّك في سبيل الله ويأتي البذل والعطاء والاستشهاد عن قناعة والتي يبذلها المجاهدون بالتحَرّك للجهاد من منطلق المسئولية أمام الله وتنفيذاً للتوجيهات الإلهية.
مواقف الشهداء وعطائهم أتى بكُلَّ ثقة وإيمَـان المؤمنين كُـلّ مواقف الشهداء ليست بالإكراه التضحية في سبيل الله وفي سبيل مواجهة أهل الكفر والفساد واجب لذلك يتحَرّك المؤمن في سبيل الله هي لنيل إحدى الحسنيين إما النصر أَو الشهادة.
الشهادة هي حب إزلي وعشق دائم يتعمق قلب الإنسان المؤمن بالله وتأتي القناعة للمتقين من خلال معرفته بالله والامتثال لأوامره في مواجهة أعداء الله من أهل الكفر وأهل الشرك والفساد الذين يسعون في الأرض فساداً لذلك يجب على المؤمنين الامتثال والعمل على التنفيذ لأوامر الله الواضحة التي لا تستثني أحداً في النفير العام، قال الله تعالى في سورة التوبة: “انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” صدق الله العظيم.
لقد أمر اللهُ سبحانه وتعالى كُـلَّ عباده بالنفير العام وهذه أوامر وتوجيهات إلهية لن تستثني أحداً لذلك نجد الفوز والفلاح والنجاح في تضحية الشهداء من خلال تحملهم المسؤولية أمام الله لذلك الشهادة هي إحدى الحسنيين لمن باعوا أنفسهم لله فالشهداء نالوا الشرف والفضل الكبير، الشهادة عطاء وواجب في مواجهة طغاة الأرض لذلك أوامر الله لعباده واضحة وصريحة وعلينا أن نقتدي ونمتثل ونسلك درب الشهداء، الشهادة عطاء يقابله الله بالعطاء.