السيد نصر الله: هكذا بالوقائع يعملون على بذر الفتنة.. “وما يعمل حدا معنا حسابات غلط”
الجزء المتعلق بالافتراءات على حزب الله من أجل تسعير الفتنة في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عبر تلفزيون المنار
سوف أعطي أمثلة في الدقائق المتبقية وأختم.
حين حصول حادث على حاجز في الشمال، على حاجز الجيش اللبناني وأدى إلى استشهاد الشيخين أحمد عبد الواحد ومحمد مرعب، حينها خرج نواب في الشمال ومشايخ في الشمال واتهموا حزب الله بقتل الشيخين. هذا ظلم واضح، افتراء واضح. أين هو حزب الله، هل هو موجود على الحاجز من أجل قتل الشيخين؟ يصبح التحليل فيما بعد، أن مخابرات الجيش تنفذ وتأتمر بأوامر حزب الله، هذا الحاجز ليس للمخابرات، يصبح الأمر أن الجيش كله يأتمر بأوامر حزب الله، وهذا أيضا كلام افتراء. من الذي يقول إن قيادة الجيش اللبناني أو مخابرات الجيش اللبناني تأتمر بأوامر حزب الله؟ يا أخي أنت مدّعٍ وأنت تقوم بدعوى تؤدي إلى حرب أهلية وتؤدي إلى فتنة بين المسلمين، أين البيّنة على ما تدعيه وأين الدليل كي يأتي العقلاء، كي يروا البيّنة التي تدعيها وأنا أقبل بمحاكمتهم وقضائهم والذي تريدونه، وإن أنكر عليّ اليمين وأنت الذي عليه البيّنة، ليس أنا الذي يتوجب عليه الدليل أن قيادة الجيش تأتمر بأوامر حزب الله، أنت الذي يجب أن يقدم الدليل، أنا أنكر، أنا انفي ذلك بشكل قاطع. حسناً (في قضية) مقتل الشيخين في الشمال، حزب الله يقف خلف مقتل الشيخين!
بعد ذلك جاء موضوع الموقوفين الإسلاميين، من الذي يعطّل محاكمة الموقوفين الإسلاميين؟ حزب الله، لأن حزب الله هو الذي يسيطر على القضاء اللبناني. هذا كذب.
أولاً: حزب الله لا يسيطر على القضاء اللبناني.
ثانياً: إذا كان هناك إي مكان من الأمكنة حزب الله يمن فيه على أي شخص في القضاء اللبناني فهو لم يعطّل ولا يعطّل محاكمة الموقوفين بل يطالب بإنصافهم. أنت من تدعي فعليك بالبينة، هناك مئات من الموقوفين الإسلاميين والعائلات السنية في بيروت يستمعون وخارج لبنان يسمعون أن هناك مئات الموقوفين الإسلاميين في السجون منذ خمس سنوات، ومن الذي يعطل محاكمتهم وإنصافهم؟ حزب الله، هذا الأمر إلى أين يأخذنا؟؟؟
حصلت عملية اغتيال إجرامية للواء وسام الحسن. استشهد الرجل وقبل أن يحقق أحد وأن يدقق أحد وحتى الآن ما زالوا يوحققون ويدققون، ومنذ اللحظة الأولى هؤلاء النواب وهؤلاء المشايخ وهؤلاء السياسيون ووسائل الإعلام (يدّعون أن) حزب الله قتل وسام الحسن، وهذا يطلق من اللحظة الأولى إلى الآن، يتداول على أنه مسلّمات. أنت لا تتهم، أنت تثبّت الاتهام وتبني عليه نتائج. هذا خطير. هذا إلى أين يأخذ البلد؟
وبعد ذلك مجموعة تل كلخ، يعبرون الحدود اللبنانية السورية إلى الأراضي السورية، ويحصل اصطدام مع القوات السورية، وبعد ذلك يُقتل من يُقتل وينجو من ينجو ويجرح من يجرح. يخرج البعض ليقولوا إن الذي خرق المجموعة هوحزب الله والذي أعطى المعلومات هو حزب الله والذي أعطى المعلومات للجيش السوري هو حزب الله والذي قام بالكمين في تل كلخ هو حزب الله والذي قتل أولادكم هوحزب الله…. هناك آخرة، هناك يوم قيامة. هذا من الأدلة الأكيدة على وجوب وجود يوم قيامة ويوم حساب لأنه في الدنيا ليس هناك من سينصف أحداً لكن هناك آخرة. حين تأتي أنت وتقول نحن أعطينا المعلومات ونحن الذين قتلنا ونحن الذي قمنا بالكمين، على إي أساس؟ أين دليلك، معطياتك، بينتك؟ ألا تخاف الله؟
بعد ذلك وصلنا إلى حادثة عرسال، وكانت حادثة كبيرة وضخمة وأدت إلى إستشهاد شهداء من الجيش اللبناني الأعزاء على عائلاتهم وعلى المؤسسة، والمؤسسة عزيزة على كل اللبنانيين. منذ اللحظة الأولى وقبل أن يحققوا وقبل أن يروا والناس ما زالت في ضياع لم تعلم ما الذي حصل.. (اتهموا) حزب الله –المجموعة التي دخلت إلى عرسال وكانت تريد أن تخطف واشتبكت وقتلت هي من حزب الله، ومن هذا الكلام، وحين تبيّن أنه ليس لهذا الكلام أي اساس، خرج من يقول إن الجيش يأتمر بأوامر حزب الله. حزب الله هو الذي أمر الجيش أن يذهب إلى عرسال من أجل إعتقال فلان أو فلان.
كل هذا الكلام ما هي بيّنته أو معطياته؟ ماذا تفعل أنت الذي تتهم؟
عرسال بلدة بقاعية في بعلبك الهرمل، تعيش في محيط كله محيط شيعي، وأغلب هذا المحيط هو حزب الله وأمل، أذا أنت تقول لأهالي عرسال إن حزب الله هو الذي أرسل الجيش وهو الذي دخل وهو الذي يخطف وهو الذي يقتل … إلى أين تأخذ المنطقة؟ هل لديك دليل؟ يا أخي أرني إياه. دع العقلاء يشاهدونه وليس أنا.
كل هذا إلى أين يأخذ الامور. لا يجب أن نختبئ وراء أصابعنا.
قد يخرج من يقول يا سيد ما الذي تقوله؟ هذا ما يجب أن نقوله الآن، وأنا واحد من الناس، بدأت اعتقد أن هناك من يريد أن يجعل بيننا وبين الفتنة أياماً قليلة وليس شهوراً أو سنين. الأمر يحتاج إلى صراحة ومكاشفة إلى حق.
نصل إلى صيدا، اليوم في صيدا، مع أنه لنا الكثير من الحلفاء والأحبة في صيدا من مختلف الطوائف وخصوصاً من الطائفة السنية الكريمة، لكن هناك آلاف العائلات الشيعية في صيدا منذ مئات السنين، ولدينا آلاف الناخبين في مدينة صيدا. الآن، أصبح السكن في صيدا يحتاج إلى إذن من هذه الجهة أو تلك الجهة! ويخرج ويقول أنا أسمح لفلان أو فلانة، أنا أسمح أن تأتي عائلة شيعية أو نساء أو أطفال ويأتون ويسكنون في هذا البيت أو ذاك البيت.
نحن في صيدا، نحن جزء ممن قاتل لتحرير صيدا في الجنوب، هناك شباب شيعة من صيدا أيضاً قاتلوا لتحرير صيدا والجنوب إلى جانب كل المقاومين، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من صيدا، نحن في حزب الله لدينا مراكز وشقق وبيوت ومساجد ومجمعات من عشرين سنة و25 سنة و23 سنة، الآن هناك أشخاص “يريدون أن يعملوا لنا مفعول رجعي”. نحن لدينا مراكز في عبرا قبل أن يقام مصلى، قبل أن يبنى مسجد، لم نأتِ نحن ونفتح مركزاً بجانب المسجد، هناك أناس جاؤوا وبنوا مسجداً بجانب مركزنا الموجود منذ أكثر من عشرين سنة. إلى أين؟ يذهبون، شتائم، شتائم، شتائم، نحن لن نرد على شتائم ولن ننجر إلى شتائم ولن يقوم أحد بأي رد فعل ميداني على شتائم، وهذا بحمد الله هناك التزام كبير فيه وأنا أؤكد على كل أحبائنا وجمهورنا وقواعدنا حرمة القيام بأي رد فعل على شتائم، لأن هذا يؤدي إلى الفتنة.
أحياناً يريدون إختراع معركة أعلام، أحياناً يخترعون معركة لافتات، أحياناً يخترعون معركة شقق، أحياناً معركة مجمعات.
حسناً، سؤال لأهل صيدا، لكل إخواننا في المنطقة، ماذا، يا أخي ألا يوجد عقلاء، ألا يوجد حكماء، ألا يوجد أناس تتحمل المسؤولية، ألا يوجد دولة تتحمل المسؤولية.
يعني، هل المطلوب جرنا لقتال؟ وكل الشواهد تقول ذلك، ونحن نصبر ونصبر … بكل الاحوال، أنا الآن سأكتفي بهذا المقدار، لأقول: يوجد وضع يحتاج إلى وقفة، يوجد أناس يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم، نحن حريصون جداً جداً، لكن “ما حدا يعمل معنا حسابات غلط”، أرجع وأعيد، نحن حريصون جداً جداً جداً… حتى ينقطع النفس ، لكن “ما حدا يعمل معنا حسابات غلط”.
نحن لا نريد أن ندخل إلى بيت أحد، ولا إلى مسجد أحد، ولا نريد أن نهدد أحداً، ولا نريد أن نعتدي على أحد، ولا نريد أن نسيطر على أحد، نحن في الليل والنهار مشغولون في كيفية المحافطة على جهوزيتنا في مواجهة ما تعدّه إسرائيل للبنان والمنطقة وللشعب الفلسطيني، لا يأخذنا أحد إلى محل آخر، في نفس الوقت ” ما حدا يعمل حسابات غلط معنا” .
هذا البلد مسؤوليتنا جميعاً، كلنا حريصون عليه، كلنا يجب أن نبذل كل جهد ممكن، من أجل أن نحافظ عليه، الدولة هي المسؤولة في الدرجة الاولى، وهي التي يجب أن تتحمل مسؤوليتها في كامل المناطق. وهذه حكاية أن هناك مكاناً مغلقاً، طيب، دلوني أين المكان المغلق، في الضاحية الجنوبية، ” كل شوي يقول لك في الضاحية الجنوبية”، كان لدينا في الزمان مربع أمني، فتحناه كله. هذا الوضع الحاصل الآن، لا يجوز الاستمرار به، بشكل أو بآخر، نتمنى إن شاء الله أن يلجأ البعض الى المعالجة وأن يتحمل الجميع مسؤولياته، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا البلد وشعب هذا البلد وأناس هذا البلد.
نحن طبعاً مختلفون على الموقف من سوريا، لكن هذا ليس نزاعاً سنياً شيعياً، هناك جزء كبير من السنة في سوريا موقفهم مثل موقفنا. أيضاً، هناك جزء كبير من السنة في لبنان موقفهم مثل موقفنا، يوجد جرء كبير من السنة في العالم العربي والعالم الاسلامي موقفهم مثل موقفنا. وهذا خلاف سياسي، لماذا تريدون تحويله إلى (خلاف) سني- شيعي، ليس صحيحاً.
طيب، مختلفون على موقف، على توصيف حتى على أداء، دعونا نحصر هذا الخلاف، لماذا يتم أخذه إلى كل شيء ونحمل الأمور إفتراءات وظلم أو نفتح معارك ليس لها أي مبرر وليس لها أي منطق على الاطلاق.
على كل حال، الله يعافينا ويعافيكم جميعاً، الله يساعد الجميع ويساعدنا أن نتجاوز هذه المرحلة بالمسؤولية وبالعقل والوضوح والبصيرة والصدق، أيضاً بالالتزام والثبات.
“إذا طلّعوا عليّ إشاعات جديدة” أعود وأطل عليكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.