السيد نصر الله: المعركة مع داعش بدأت ومصممون على انهاء هذا الوجود التكفيري
أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان المعركة مع داعش في القلمون وفي السلسلة الشرقية قد بدأت . واضاف هم بدأونا بالقتال لكن نحن سنواصل هذه المعركة مشددا على اننا مصممون على انهاء هذا الوجود التكفيري الخبيث عند حدودنا مهما غلت التضحيات.
وقال السيد نصر الله: هم بالامس هاجموا بمئات المقاتلين عدة مواقع للمجاهدين في جرود رأس بعلبك، يمكن ان يكونوا افترضوا ان الجبهة هادئة وان يستفيدوا من عنصر المفاجأة ويحتلوا مواقعنا ويسيطروا على مواقع حساسة جدا ومؤثرة بالنسبة للحدود والتوسع في المنطقة، والهجوم بالامس كان له استهدافات عديدة سواء على المستوى المعنوي والاعلامي او الميداني والمجاهدون تصدوا بكل شجاعة وبسالة واوقعوا عشرات المسلحين من داعش قتلى وجرحى وعادوا خائبين مهزومين مخلفين عددا من قتلاهم في ارض المعركة ، والمقاومة قدمت عددا من مجاهديها شهداء اعزاء في هذه المعركة.
وقال سماحته:
في الأيام القليلة الماضية حصلت إنجازات كبيرة في القلمون، وخصوصاً مع انجازات صباح اليوم، أستطيع أن أقول : القمم العالية والجبال الشامخة، والبعض يقول الجبال الحاكمة، أصبحت كلها تحت سيطرة الجيش العربي السوري ومجاهدي المقاومة، وأصبحت لديهم السيطرة المطلوبة والكافية بالنار على مختلف بقية الجرود من تلك الجهة.
في جرود عرسال، حصل في الأيام الماضية هذا التقدم الكبير، ولحقت هزيمة حقيقية ونكراء بجبهة النصرة. هناك بعض الناس في لبنان يحاولون مساعدة جبهة النصرة معنوياً، نفسياً، إعلامياً، يستنهضونها، ولكن انتهى الموضوع، هذا المسار مستمر.
التطور المهم هو بدء المعركة والمواجهة مع داعش، ولا بأس أنهم هم الذين بدأونا بالقتال، فهذا بالنسبة لنا ـ يمكن أن يعطيه بعض الناس من الناحية العسكرية قيمة ما ـ نحن، لا، حتى على المستوى النفسي والمعنوي والديني، أن تبدأنا جماعة بقتال أفضل لنا من أن نبدأها نحن بقتال. هذا الأمر يفهمه رجال الدين خصوصاً والمتابعون في الموضوع الفقهي والثقافي يعرفونه.
هم بالأمس هاجموا بمئات المقاتلين وعدد كبير من الآليات العسكرة عدة مواقع لإخواننا في جرود رأس بعلبك عند الحدود اللبنانية ـ السورية. يعني هم لم يهاجموا من جهة عرسال ومن جهة القلمون في الجبهة المفتوحة، يمكن أن يكونوا قد افترضوا أن هذه الجبهة هادئة، نائمة، فيمكن أن يستفيدوا من عنصر المفاجأة أو الغفلة ويحققوا انجازاً معنوياً كبيراً، أن يحتلوا مواقعنا ويسيطروا عليها، ويسيطروا بالتالي على مواقع حساسة جداً ومؤثرة بالنسبة للحدود اللبنانية – السورية، وخصوصاً بالنسبة لبلدتي القاع ورأس بعلبك، وأيضاً التوسع في المنطقة ووصل بعض المناطق ببعضها البعض.
الهجوم بالأمس كان له استهدافات عديدة، سواءً على المستوى النفسي، المعنوي، الإعلامي أو على المستوى العسكري والميداني والتواجد في الميدان.
الإخوة المقاومون تصدوا بكل شجاعة وبسالة، أوقعوا عشرات المسلحين ـ ليست مسؤوليتي أن أقول أرقاماً بالدقة وإنما تتابع من خلال وسائل الإعلام ـ من داعش، قتلى وجرحى ودمروا عدداً من آلياتهم وعادوا (الإرهابيون) خائبين مهزومين مخلّفين عدداً من قتلاهم في أرض المعركة.
بطبيعة الحال، المقاومة وهي تقاتل في أشرس المعارك، قدمت عدداً من مجاهديها شهداء أعزاء في هذه المعركة المظفرة، الذين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّلهم وأن يلهم عائلاتهم الصبر والسلوان وأن يجعلهم لعائلاتهم ولنا جميعاً شرفاً وكرامةً وعزاّ وذخراً في الدنيا وفي الآخرة.
ما أريد أن أقوله : أن المعركة مع داعش في القلمون قد بدأت وفي السلسلة الشرقية والحدود اللبنانية السورية. هم بدأونا بالقتال. لا مشكلة، لكن نحن سنواصل هذه المعركة.
نحن مصمون على إنهاء هذا الوجود الإرهابي التكفيري الخبيث عند حدودنا، مهما غلت التضحيات.
هذا بالنسبة لنا أمر محسوم.
حدة المعارك، حجم التضحيات، التوهين الإعلامي، التواطؤ الإعلامي، الضغط الذي يحصل هنا وهناك، ما تسمعونه من هنا وهناك، ليس جديداً ما أقوله لكم، وإنما للتأكيد: في كل يوم، ومع كل شهيد يرتفع إلى ملكوت الله سبحانه وتعالى، نحن نؤكد عزمنا وتصميمنا وإرادتنا الحازمة والقاطعة في أننا لن نقبل بعد اليوم ببقاء أي إرهابي أو تكفيري في حدودنا وجرودنا وعلىى مقربة من قرانا.
وأنا أؤكد لكم أن الهزيمة ستلحق بهؤلاء. المسألة هي مسألة وقت. ونحن، كما قلت في أكثر من مناسبة، لسنا مستعجلين، نحن نعمل بالهدوء المطلوب لنحقق هذا الهدف وهذه الغاية. عندما يمتلك أحدنا أو بعضنا الإرادة والعزم والحزم، وأيضاً يملك القدرة والتوكل والثقة، ولديه مثل هؤلاء المجاهدين الأبطال، بالتأكيد لا يجوز أن تتطلع عيناه إلا إلى النصر الآتي.
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان يتحدث عبر الشاشة خلال المؤتمر الثاني للتجديد والإجتهاد الفكري عند الامام السيد علي الخامنئي.
واشار السيد نصر الله الى ان مرجعية التقليد هي مسألة مهمة وعلى درجة عالية من الحساسية وتحتاج الى فقه وجهد علمي، وهذا ما هو عليه الامام الخامنئي، والامام الخامنئي يشغل ايضا موقع القائد اي ولي الامر وهذا الموقع بالاضافة الى شروط الفقاهة والاعلمية يتطلب الكفاءة والشجاعة.
واشار الى ان موقع القائد يحتاج الى معرفة التهديدات والفرص وتحويل التهديدات الى فرص والقدرة وتحمل الاعباء والضغوط العالية.
واشار الى ان الامام الخامنئي يعطي من وقته وعنايته هذا الجهد ولديه هذا التواصل المباشر للمخاوف والهواجس التي تعاني منها الامة.
ولفت الى ان هناك عوامل عديدة لا شك انها ساهمت الى جانب الجهد الشخصي لسماحة القائد في ان يحتل موقع المفكر الاسلامي الكبير منها على سبيل المثال:
اولاً موقعه القيادي: كونه قائدا يتيح له الاطلاع الواسع بل الاحاطة العميقة بجميع القضايا الفكرية والثقافية التي تعنى الامة وخصوصا جيل الشباب، وموقع القيادة يجعله في صميم الواقع وهذا يجعله مفكرا من نوع اخر.
العامل الثاني امكاناته الفكرية والعلمية وهو الذي يملك اجابات واضحة ومتينة ومستدلة على كل هذه المشاكل والهواجس.
ثالثا هو يملك لغة العصر ولا يتحدث الا في الابحاث العلمية الخاصة مع النخب المعنيين، و لديه اللغة التي تستطيع ان تصوغ هذه المضامين اللغوية والفكرية، ولديه كل المنهجية والوسائل والادوات التي تمكنه من فهم النصوص الدينية بشكل مترابط وقوي ومتكامل.
واكد السيد نصر الله اننا نحتاج الى معرفة سماحة الامام اكثر والتعريف به اكثر من اجلنا وليس من اجله، كما يحتاج الناس في كل زمن الى مرجع للتقليد تحتاج الامة الى قائد يقودها في مواجهة كل هذه المحاور الدولية والتهديدات والمؤامرات والناس يحتاجون الى مفكرين اسلاميين كبار يواكبون العصر .