السيد السيستاني مظلّة الأمان للعراق بكافة أطيافه
موقع الخنادق:
لم تمرّ الإساءة للمرجعية الدينية في العراق، الممثلة بالسيد علي السيستاني بهدوء، كما يظنّ ويفضّل المسيئون. لا سيما بعد أن هبّت الجماهير الشعبية بتظاهرات وفعاليات مستنكرة وغاضبة، رافقتها بيانات الشخصيات والمسؤولين السياسيين المنددة.
فبعدما توجه شخص يدعى “نايف الكردستاني” بتغريدة تويتر، أساء فيها للمرجع السيد السيستاني. أضرم محتجون غاضبون من أنصار فصائل المقاومة النيران، في مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني بالعاصمة بغداد. ما دفع بالأخير الى المسارعة في الإدانة، مؤكداً في بيانه على أنه لا يمكن القبول بأي شكل من الإشكال، الإساءة للمقدسات والرموز العليا. عادّاً إياها تجاوزا للخطوط الحمراء، وأن لا مكان لها في ثقافة ومبادئ شعب كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني.
كما أدان حزب بارزاني تغريدة نايف الكردستاني، مؤكداً أنه ليس للأخير أية علاقة أو انتماء به لا من قريب ولا من بعيد، وأن تغريدة الكردستاني تمثل رأيه الشخصي.
فيما أعلنت وزارة الداخلية في الإقليم قبل ذلك، أنها اعتقلت نايف الكردستاني، مضيفةً بأن القوات الأمنية التابعة لها قد قامت بتسليمه للجهات القضائية، من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه. مشدّدةّ على أن حرية التعبير، لا تعني المساس بالرموز الدينية والوطنية، وأن التطاول عليهم وبالأخص مقام المرجعية التي وصفتها بالرشيدة في العراق والعالم الإسلامي، ليس مقبولاً ولا يمكن السكوت عليه.
ونشر الكاتب الكردي لاحقاً، تغريدة ثانية قدم فيها الاعتذار إلى السيد السيستاني حول سوء الفهم، معلناّ قراره حذف تغريدته الأولى.
السيد السيستاني مظلًة الأمان العراق
ويحظى المرجع السيد علي السيستاني بالتقدير والاحترام والمحبة، لدى غالبية الشعب العراقي، ومسؤوليه ورؤساء القوى السياسية المختلفة. فهو من استطاع حماية الدور التاريخي، لمرجعية حوزة النجف الأشرف، بعدما مرّ البلد بالكثير من الاستحقاقات الخطيرة، وفي فترة زمنية متلاحقة. فهو الذي حمى الحوزة من بطش صدام حسين، ولاحقاً في فترة الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003. بل وهو الذي ساهم بشكل أساسي في وضع دستور للبلاد، كما يقرّ بذلك عضو وفد الأمم المتحدة الى هناك غسان سلامة. كما يعود الفضل في نشاط العملية السياسية الى السيد السيستاني، الذي يصرّ دائماً على حق وواجب الشعب، في اختيار ممثليه الى المجلس النيابي. وكان له الفضل الكبير، بعد غزو داعش الوهابي الإرهابي للعراق في العام 2014، الى تأسيس الحشد الشعبي من خلال فتوى الجهاد الكفائي، فاستطاع بالتعاون مع القوات العسكرية الأخرى من تحرير البلاد، ووأد حلم داعش بإقامة دولته المزعومة.
وهذا ما يؤكد عليه أيضاً قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، المعروف بأنه قد مدح السيد السيستاني في اوقات ومناسبات ولقاءات مختلفة، لما له من دور حاضن لكافة أطياف الشعب العراقي. حيث يدعو الإمام الخامنئي الوفود العراقية دائماً، إلى أن يعرفوا قيمة السيد السيستاني جيّداً، وأن يستمعوا الى نصائحه. ووصفه ذات مرّة، بأنه باختصار “رمز يهتدى به، وعمامة يحتمى بها، وهو قبل كل ذلك ليس حكرا لقوم ولا لطائفة ولا لشعب بل هو ذخيرة الامة”. وأنه أيضاً “حكيم، صموت، لا ينطق الا عند الملمات، وإذا نطق لا ينحاز، ولا يتطرف ولا يتخندق ولا يجرح، ينصح ولا يفرض، يوحي ولا يأمر، يلمح ولا يقرر، وهو بوصلة تهدي الملايين الى حيث يجب ان يتحركوا ويسيروا ويتجهوا، يضبط ايقاع العراق من غير ان يتصدر منه ايعاز بذلك….”. حتى أن الإمام الخامنئي قد وصف فتوى الجهاد الكفائي بـ”الإلهام الآلهي”.