السيد الخامنئي لمواجهة الدعاية بالوقت المناسب: التوّابون لم يذكرهم التاريخ!
موقع الخنادق:
أشار الامام السيد علي الخامنئي إلى ان أعمال الشغب الأخيرة التي شهدتها إيران، كانت “يد العدو الأجنبي واضحة فيها”. مضيفاً ان “الولايات المتحدة ودول أوروبية مختلفة متورطة في هذه القضية، بشكل علني… كان الدور الأول للإعلام”.
ولدى استقباله حشداً من أهالي مدينة قم، في ذكرى الانتفاضة التاريخية في 9 كانون الثاني /يناير عام 1978، التي وصفها سماحته “بالحدث التاريخي والمفصلي الذي يجب تكرار احيائه في كل عام لأنه بداية جهاد عظيم، من هناك انطلق جهاد كبير في جميع أنحاء البلاد، هدفه إخراج إيران العزيزة من هيمنة الغرب”. مضيفاً ان “إيران التي سُحقت تحت أيدي وأقدام الثقافة الغربية المشوهة والخاطئة وتحت الهيمنة السياسية والعسكرية للغرب، يجب تكون مستقلة وتعيد إحياء الهوية التاريخية لإيران والإسلام، وإيران هي إيران الإسلامية”. لافتاً إلى انه من الضروري الاستفادة من التجربة التي قدمتها انتفاضة قم والتي تتلخص بـ :
النقطة الأولى: سرعة العمل. أي ان اهل قم ما قاموا بالواجب.
النقطة الثانية: هي أنهم قبلوا المخاطر الكبيرة لهذا العمل. لقد عرفوا حجم هذه المخاطر، وقبلوا بها
النقطة التالية: هي أنهم تحركوا في الوقت المحدد.
أعمال الشغب استهدفت الأمن ومراكز التقدم العلمي
وشدد السيد الخامنئي على ان “هؤلاء الناس الذين جاءوا وبدأوا أعمال الشغب، لم يكن هدفهم حل نقاط الضعف في البلاد، كان هدفهم تدمير نقاط القوة في البلاد… أرادوا تدمير قوتنا”. مفنّداً المستويات التي استهدفتها أعمال العنف: الأمن، مراكز التقدم العلمي، والمراكز التعليمية، حيث انهم “استهدفوا هذه المراكز لإغلاقها حتى لا يتم تدريس العلوم”، والإنتاج والسياحة. مشيراً إلى ان “السياحة، التي تعد مصدر دخل جيد؛ أرادوا إيقافها…لدينا مشكلة اقتصادية، لكن هل يمكن حل المشكلة الاقتصادية بحرق سلة المهملات؟ وهل ستحل بالمجيء والشغب في الشارع؟ لم يريدوا القضاء على نقاط الضعف. أرادوا تدمير نقاط القوة”. مشدداً على ان هذه الأعمال تعد خيانة و”المؤسسات المسؤولة تتعامل مع الخيانة بجدية وعادلة”.
الجهاد التفسيري لمواجهة الدعاية
وخلال تبيينه للحرب الإعلامية التي شُنّتها الدول الغربية والدول المحيطة في فلكها، أشار السيد الخامنئي على ضرورة مواجهة الدعاية بـ “الجهاد التفسيري”. وقال “العدو في مقدمة خططه هو الدعاية، وعلاجها هو “التفسير”، وشرح الحقيقة بلغات مختلفة، من حناجر مختلفة، بمبادرات مختلفة. يجب أن يؤخذ تفسير الجهاد على محمل الجد. الجميع، في الميدان، في الجامعة، في الإذاعة والتلفزيون والصحافة، أينما كنت ولديك محيط بسيط ويمكن أن تؤثر عليه، يجب تقديم تفسير؛ التفسير الصحيح”.
وأكد السيد علي الخامنئي، على ضرورة القيام بالواجب في توقيته المحدد وعدم التأخير في تنفيذه، قائلاً: التوابون ثأروا لدم الإمام الحسين (ع) وحاربوا وقتلوا جميعهم، لكن لا يمدحهم التاريخ على ذلك لأنهم تأخروا في القيام بأخذ الثأر. على هذا الاساس يجب القيام بما هو الصواب في توقيته وعدم إهمال الواجب الذي يمليه العقل والقانون.. ونظراً لأهمية هذه الخطوة علينا أن ندخل الساحة دون تردد او تأخير ونخوض المخاطر.
وخلال لقائه مع السيدات في حسينية الامام روح الله الخميني في طهران، أشار السيد الخامنئي على أهمية دور المرأة بعيد “الاغتيال” الثقافي التي تعرضت له المرأة في إيران، ومحاولة الغرب التجارة بقضاياها تحت مسمى الحرية. وقال هنا “تظهر وقاحة الغرب، فرغم الضربات كلها التي وجّهوها إلى المرأة ومكانتها وكرامتها، يتظاهرون بحمل راية “حقوق المرأة”… حقاً يخجل الإنسان من تسمية تلك الأشياء التي جرت السنة الماضية بين النساء في الغرب والاعتداءات الجنسية وأمثال ذلك. هذا ما يسمى “حريّة” بلغة الغربيين… ليست حرية! هذا هو الأسْر بعينه، وهذه هي الإهانة بعينها”.