السياسة قوتُ أيامنا
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
مر معي أمس خبر يقول إن العرب هم الأكثر حديثاً عن السياسة على الانترنت. قبله كان قد مرّ معي أن العرب هم الأكثر بحثاً من غيرهم عن المواضيع الجنسية على موقع غوغل. ولا أدري كيف جاء في بالي هذا السؤال: هل يتحدث العرب في السياسة وحين ينهكهم تفكيرهم يبحثون عما يروّح عنهم في المواقع الإباحية؟ هذا تفكير عابر، لا أدري إن كان صائباً أم لا.
لا بأس.
التفكير لا يكلف شيئاً.
لن أتحدث عن الشق الجنسي من الموضوع.
ما أريد التحدث عنه هو الشق السياسي. أنا لا أتعجب من هذه الحقيقة، فلو كنت مواطناً أعيش في سويسرا أو النروج أو غيرهما من الدول المتقدمة في مجالات حقوق الإنسان، والتي تعتبر الإنسان إنساناً وتعترف له بكل ما للإنسان من حقوق لكان آخر همي الحديث في السياسة، وللجأتُ إلى مواضيع أخرى تنمي تفكيري وقد تجعلني أساهم في تطوير بلدي، وقد تكون هذه المواضيع أدبية أو فنية أو اجتماعية أو غيرها.
أما وأنا مواطن لبناني (أي عربي)، فكيف لا أهتم بالسياسة وأنا لا بد لي من أن ألعن صباحاً مساءً ثلاثة أرباع سياسيي بلدي، وأن أشاهد كل ليلة عشر نشرات أخبار مختلفة لأرى إلى أين يسوقون البلد، وأن أقرأ عدة صحف كل صباح، وأن أطالع المنشور في عدد من المواقع الإخبارية لأعرف كم سياسي قد خان بلده اليوم، حتى أزيله من قائمة الشرفاء التي يتناقص عدد السياسيين فيها كل يوم.