السوريون في مراكز الإحتجاز في ليبيا
وكالة أنباء آسيا-
رزان الحاج:
كشفت صور مسربة من سجون المنطقة الغربية احتجاز عشرات الشباب السوريين خلال محاولتهم اللجوء لأوروبا.
وأظهرت صورا سربها أحد الناجين من السجون بطرابلس، عشرات المحتجزين من محافظة درعا، جرى توقيفهم من خفر السواحل خلال محاولتهم اللجوء إلى أوروبا عبر البحر، موضحاً أنه تم إلقاء القبض عليهم واقتيادهم إلى طرابلس قبل أقل من كيلو متر واحد من شواطئ إيطاليا، في وقت تم توزيع المحتجزين بين سجون أبو سليم وعين زارة وغوط الشعال.
وبينت الصور عشرة أبنية يوجد في كل بناء حوالي ثلاثمائة وخمسين سجينا، يعانون من أوضاع سيئة للغاية، خاصة عمليات الضرب التي يتعرض لها السجناء بما فيهم المرضى.
وتحدث أحد الناجين عن معاناة عشرات السوريين الذين استقلوا قوارب الموت في هجرة عذاب جديدة آملين الوصول إلى أحد شواطئ الأمان، فكانت ليبيا محطتهم للعبور والخلاص من الأوضاع المزرية، إلا أن آمالهم تحطمت بعد القبض عليهم من قبل مجموعات مسلحة احتجزتهم في أحد المراكز الخارجة عن القانون التي تتجسّد فيها كل ممارسات القهر والتعذيب والإذلال والتجويع، في ظروف صحية غاية في السوء والتلوث
وقال إن حوالي 300 سوري يقبعون في غياهب تلك المعتقلات التي لا ينجو من ويلاتها سوى أولئك الذين تتولى أسرهم دفع فدية لإطلاق سراحهم حيث بلغت قيمتها 2500 دولار أميركي لكل شخص، لافتا إلى أن تلك المليشيات الإجرامية دأبت على ابتزاز المحتجزين كمصدر للنهب على حساب مآسي المعتقلين وظروف أهلهم القاسية
وأضاف: “كنت مسجونا وتمكنت من مراسلة أخي بعد محاولات عديدة مريرة، من خلال تكليف أحد المحتجزين الذي كان يستعد للمغادرة بعد دفع فدية، لإنقاذي بتوفير مبلغ مالي لفكّ أسري (…) لقد عشت كوابيس قد لا يتخيلها العقل في بلد عربي ولا تزال حالة الرعب وصور المآسي التي شاهدتها وعاشها جميع المعتقلين تحط بثقلها على نفسي”
وأوضح أن هناك محتجزين تونسيين ولبنانيين ومصريين وأفارقة من جنسيات مختلفة بمناطق جنوب الصحراء، كلهم يعيشون نفس الكابوس وينتظرون ساعة الفرج بإطلاق سراحهم لكن مأساتهم أصبحت مضاعفة بسبب عدم وجود أمل في توفير المبالغ الضخمة التي يفرضها عناصر المليشيات التي لا تعرف سوى منطق القوة والغطرسة والابتزاز
و عن ظروف المعيشة، قال: “لا نحصل سوى على حفنة من الأرز أو المعكرونة المسلوقة بماء مالح، في حين يتغذّى منا القُمّل والجراثيم والبكتيريا بأنواعها والجرب والأمراض المعدية، ولا تزال صور بعض الأشقاء الأفارقة تستفز الضمير وهم مجردون من ملابسهم الرثّة أصلا وينهشهم الدود، في مشهد تذوب له القلوب”
واستطرد قائلا: “لا يفوتني أن أتحدث عن ممارسات العنف والضرب المبرح بالكوابل البلاستيكية لتكسير العظام (…) أتذكر جيدا كيف تم ضرب ثلاثة سوريين بسيخ من حديد، أحدهم تم قطع إصبعه في مظاهر مجردة من الإنسانية والرحمة لا يمارسها حتى العدو في عدوه”
وأكد أن “هذه المراكز تديرها مليشيات خارجة عن سيطرة الدولة الليبية ظاهريا، متحدثا عن إصابة أخيه بالجرب والقمل بعد عشرين يوما متتالية لم يرى فيها الشمس، إلى جانب كوننا نجبر على افتراش الأرض ونحن عراة وحفاة”
وكانت مناشدات عديدة انطلقت خلال الساعات الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإنقاذ المعتقلين لدى المجموعات المسلحة الليبية، ومحاسبة الفاعلين.