السودان ” سلة الغذاء العربي” الذي عجز عن سد إحتياجاته
وكالة أنباء آسيا-
شيماء أحمد:
بالرغم من الكنية التي تصف السودان بسلة الغذاء العربي (العالمي) إلا أنه لم يستطع تحقيق حتى أدنى مستويات آمنه الغذائي الخاص، نظرا لما تعانيه البلاد من تدهور القطاع الإنتاجي بشقيه الزراعي والحيواني. ويتميز السودان بموارده الطبيعية الهائلة، إلا أنه وبالرغم من ذلك يعيش أزمات معيشية منذ سنوات عديدة، قد يعود ذلك إلى ضعف السياسات المتبعة لتحقيق أدنى تطور لتلك الإمكانيات الطبيعية.
ويتناول التقرير الذي أصدرته الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية في مطلع شهر مايو (أيار) الماضي أهم الأزمات الغذائية التي تفتقر إلى القدرات المحلية لمواجهتها، مما يستدعي طلب التعبئة العاجلة من المجتمع الدولي.
ووفقاً للتقرير، جرى خلال سنة 2020 تصنيف 155 مليون شخص في 55 دولة ضمن مرحلة الأزمة الغذائية، أو المراحل الأسوأ (الطوارئ والمجاعة)، التي تعاني فيها الأسر من فجوات غذائية وسوء تغذية حاد، أو تكون معرضة لذلك نتيجة استنفادها للممتلكات بشكل متسارع.
ويحدد التقرير 10 أزمات غذائية هي الأسوأ عالمياً من حيث عدد الأشخاص، كان من بينها 6 أزمات في بلدان أفريقية من بينهم السودان. ويشكل السودان (9.6 مليون)، ما يزيد على 45 في المائة من مجموع السكان المصنفين عالمياً في مرحلة الأزمة الغذائية أو المراحل الأسوأ.
وللموازنة، كان التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية الصادر عام 2016 قد صنف 14.13.5 مليون شخص في السودان، ضمن مرحلة الأزمة الغذائية أو المراحل الأسوأ.
وفي عام 1974 من القرن الماضي اورد تقرير اممي اعدته منظمة الاغذية والزراعة العالمية (الفاو) عن حالة الغذاء في العالم، مشيرا الى ان السودان واستراليا وكندا هي سلال العالم من الغذاء، في مجال توفير الغلال والحبوب الزيتية والمنتجات الحيوانية، لما لهذه الدول من امكانات طبيعية. وفي هذه البلدان تتوفر الأراضي الزراعية الشاسعة الخصبة الصالحة للزراعة، والمناخات المتعددة التي تضمن اكثر من موسم زراعي خلال العام، ومياه نقية ومتعددة المصادر.
لكن السودان خلال السنوات الماضية وقع أثير الأزمات السياسية التي بدورها ألقت بظلالها على كافة القطاعات، فلم يتحرك قيد أنملة في اتجاه تحقيق تلك مقولة ( الفاو)بل يعتبر الان من اكبر الدول المستوردة للغذاء، واكبر دولة تتلقى العون الإنساني الأممي في العالم بسبب الأزمات المتتالية.
ويرى عدد من الخبراء أن هناك أسباب تسببت في تدني الإنتاج الزراعي، منها تردي البيئة السياسية واحتقان الوضع الأمني، وعجز الدولة عن مواجهة تبعات انفصال دولة الجنوب، إضافة إلى تبني الحكومة سياسات غير مدروسة لإدارة المشاريع، مع تفشي الفساد، إضافة إلى وجود مشكلة استخدامات الأراضي. بالإضافة إلى وجود فجوة في التشريعات الخاصة بالزراعة خاصة، وارتفاع تكلفة الإنتاج الزراعي نتيجة استيراد 95 في المائة من مدخلات الإنتاج من الخارج من مقويات وأسمدة وحزم تقنية.
وظل القطاع الزراعي بالسودان يواجه خلال السنوات الماضية عدة إشكاليات تعيق الاستفادة من المساحات الصالحة للزراعة والبالغة نحو 200 مليون فدان لا يتجاوز المستغل منها نحو 25 في المائة، بسبب إشكاليات في عمليات الري وضعف التوسع في الحزم التقنية واستخدام الأسمدة.
ويعتبر القطاع من أكبر القطاعات الاقتصادية في السودان، ويشارك القطاع الزراعي بحوالي 44 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، ويعد المحرك الرئيسي للصناعات الزراعية ومدها بالمواد الخام.