السنيورة يودّع نيابته…وسينفصل عن المستقبل بعد الإنتخابات
ذكرت صحيفة الأخبار أن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لا يعيش وضعاً سياسياً مُريحاً. مقامه داخل تيار «المُستقبل» لا يُشبه ما كان عليه في الأمس القريب ولا الصّورة التي يُحاول إظهارها اليوم. يُواجه مُشكلة لا يستطيع إنكارَها ببساطة. هو اليوم رئيس كتلة مُهمّش، مُعاقب، ممتنِع حتى الآن عن اتخاذ أي خطوة صِدامية مع الرئيس سعد الحريري… وعلى بعد خطوات من إعلانه (مُرغماً) عدم نيّته الترشّح إلى الانتخابات النيابية
وتابعت الصحيفة أن الحظوة التي نالها رئيس كتلة المُستقبل النيابية لم تدم طويلاً، وها هي تؤول اليوم إلى حرس الحريري الجديد، بدليل أنه بات من الصعب على السنيورة الاحتفاظ بمكانته بين جناحين يتباعدان عن بعضِهما البعض بمقدار تباعد الخصوم في الرؤية والهدف. وإلا ما معنى استخدام أسلوب التجاهل والتهميش حياله، واستبعاده عن مركزية القرار وإصدار حُكم بعدم ترشيحه على لوائح «المُستقبل» في الانتخابات النيابية المُقبلة؟
فور عودته الحريري من الرياض، أصرّ الرجل على ترؤس اجتماعات الكتلة بدلاً من السنيورة. حتّى إنه وخلال الاجتماعات تقصّد تجاهله، وغلّب عليه مستشاره باسم السبع الذي تولّى صياغة البيانات وتلاوتها، بعد أن جرت العادة بأن يكتب السنيورة بحسب تراتبية المواقع مسودة البيان. وكان ذلك أول إشارة من رئيس تيار المُستقبل تجاه رئيس الكتلة بأن قرار استبعاده دخل حيّز التنفيذ. حينها ظنّ البعض بأن هذا التصرّف ينطلِق من قناعة لدى الحريري ودائرته الضيقة بأن السنيورة متورّط في المؤامرة السعودية، وأنه من ضمن الذين اتُهموا بأنهم «كتبة تقارير للمملكة». لكن سرعان ما اتضح بأن الإبعاد نوع من الرد على رفض السنيورة القطيعة مع الرياض وعدم استساغته التقارب مع التيار الوطني الحر وعملية ربط النزاع مع حزب الله.
يمُر السنيورة في مرحلة صعبة بالتأكيد، ولا يتصرف على أن ما يجري مجرد أزمة عابرة داخل التيار، فصورته حاضراً في الصفوف الأمامية خلال إحياء ذكرى اغتيال الحريري، في «البيال»، وتفاعله بحماسة زائدة مع خطاب رئيس الحكومة ضد حزب الله، لا يُلغي حقيقة أن دوره كنائب صار في نهاياته.
قبل أسابيع قليلة، قال السنيورة أمام مستقبليين بأنه لم يحسِم بعد أمر ترشّحه للانتخابات، ملمّحاً إلى «إمكانية نزولِه على لوائح غير لائحة المُستقبل». لكنه منذ أيام كشف أمام زواره أنه لن يخوض معركة الانتخابات، وأنه في صدد التحضير لبيان يُعلن فيه ذلك. وقد علمت «الأخبار» أن اجتماعاً كان سيجمعه منذ حوالى الأسبوعين بسعد الحريري وبهية الحريري، لبّت الأمر، لكنه تأجّل «لأسباب لوجستية».
يُقال في الكواليس إن السنيورة «كان ليترشّح وحيداً لو كان هناك قانون نسبي على مستوى لبنان ككل، لأنه بذلك يضمَن فوزه»، وهو «لن يغامر في ظلّ قانون يراه هجيناً ولا يؤّمن صحّة التمثيل». لكن الأصح أن قراره ناتج عن سماعه من داخل التيار بأن «لا أمل له، وأن أولوية التيار هي تجديد نيابة بهية الحريري وإعطاؤها كل الأصوات التفضيلية»، فكان ذلك بمثابة إشارة له بأنه «أول ضحايا الانتخابات»، بدليل أنه لم يُسجّل منذ فترة للسنيورة أي نشاط انتخابي في مدينة صيدا.
النقاش الدائر حالياً، يطرح إمكانية إبقاء السنيورة رئيساً للكتلة كجائزة ترضية مقابل حجب النيابة. وبحسب مقربّين من السنيورة، فقد أسرّ لهم الأخير أنه «يفكّر في إعلان انفصاله عن تيار المُستقبل بعد الانتخابات، من دون اتخاذ أي خطوة صدامية مع الرئيس سعد الحريري». لكن الرجل نُصح من قبل أعضاء في «مجموعة العشرين» بعدم الانفصال قبل تشكيل جبهة مستقّلة تضمه وآخرين من البيئة نفسها.