السلطة لا تتعظ: اعتقال نبيل رجب
صورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لرجب يغادر منزله إلى التحقيق..
صحيفة السفير اللبنانية ـ
خليل حرب:
«لن أتألم لو تم سجني او قتلي، لكن سيؤلمني كثيرا لو أن أحدا تنازل عن حقوق الناس، أو انحنى للظالم وانكسر». كانت هذه من اواخر «التغريدات» التي قام بها الناشط الحقوقي البحريني نبيل رجب، قبل أن يغرد لاحقا بأنه جرى استدعاءه من جانب السلطات الأمنية للتحقيق معه، بعد اقل من 24 ساعة على عودته الى المنامة.
ثم جرى اعتقاله، على ان يعرض امام النيابة العامة اليوم. لم تكن السلطات البحرينية تحتاج الى اعتقال نبيل رجب مجددا، لتتهم مرة اخرى من جانب نشطاء المعارضة، بانتهاكها حقوق المدافعين عن الحراك السلمي في البحرين، والذي يعتبر نبيل رجب من رموزه.
خرج رجب في ايار الماضي من سجن استمر عامين بتهمة المشاركة في تظاهرات. وهو أسوة بالاف النشطاء الذين جرى التنكيل بهم بأشكال شتى منذ بدء الحراك قبل اكثر من ثلاثة اعوام. في بيروت التي زارها مؤخرا، كان مبتسما وهو يتحدث بمرارة عن فترة اعتقاله التي ارادتها السلطات الامنية لكسر ارداته، لكن خرج اكثر حيوية ونشاطا، ولف عواصم اوروبية مدافعا عن بديهيات حق الانسان البحريني، والنضال السلمي لاكثر شعوب الخليج العربي حيوية.
ومن غير الواضح كيف تستوي الدعوة الى انتخابات جديدة في البحرين في تشرين الثاني المقبل، مع اعتقال رموز الحراك السلمي. أي اراء تظهر السلطات استعدادا لسماعها، اذا لم يكن نبيل رجب ـ وغيره ـ قادرا على النقد والترويج للحوار المتزن لاسماع اصوات البحرينيين، او شريحة واسعة منهم.
المهم ان التهمة جاهزة وفق ما اعلنت وزارة الداخلية التي قالت في بيان احتجز بسبب تغريدات على «تويتر» الاحد الماضي اعتبرت «مهينة» بحق قوى الامن، اذ قال فيها إن «العديد من البحارنة الذين التحقوا بصفوف الارهاب وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) جاؤوا من مؤسسات أمنية كانت بمثابة حاضنات أيديولوجية لهم».
وكان نبيل رجب عاد الى المنامة امس الاول، متجاهلا الكثير من التوقعات بشأن اعتقاله في ظل تصريحاته وجولاته الأوروبية. وقال رجب قبل عودته بعدما عبّر عن امتنانه لمن حثّوه على البقاء خارج البحرين حفاظا على سلامته، «سيعذبني ضميري… فقد خلقت من الناس وعشت بين الناس وأريد أن اقضي بقية حياتي في ارضي وبين ناسي».
لعل السلطة تتعظ…