السقوط الأمريكي الحر!
موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
على عكس ما يظنه البعض، السقوط الأمريكي لم يبدأ منذ اللحظة التي أنزل فيها بوتين أوباما من على شجرته.. السقوط بدأ بالضبط منذ عام 2003 .
فكما كان الغزو السوفيتى لأفغانستان هو المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفيتي، كان الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق هو المسمار الأول في نعش أمريكا كقطب أوحد وكدولة عظمى.
فمنذ هذا التاريخ، وأمريكا بدأت في التنازل والتراجع شيئاً فشيئاً.. غاصت في المستنقع الأفغاني، ولم تتعظ مما حدث مع الإتحاد السوفيتى سابقا، ثم وجدت نفسها مجبرة على التفاوض والإتفاق مع إيران لتأمين خروج آمن لها من العراق، بعد أن تحولت حياة جنودها في أرض الرافدين إلى جحيم، بعد أن تيقنوا أنهم دخلوا إلى مصيدة يقف على بابها الوحيد الإيرانيون.
غادرت امريكا العراق و تركتها للنفوذ الإيراني والروسي.. ثم استمر السقوط بعد أن راهنت على الإخوان المسلمين في مصر وتونس وليبيا.. وسوريا، لتكتشف أمريكا ورئيسها الحالي أوباما أن الرهان كان خاسراً بشكل سيجعل أمريكا تنحنىي لعدة مرات متتالية أمام روسيا.
الإنحناءة الأولى كانت في مصر، حيث اضطرت أمريكا للتخلى مجبرة عن الإخوان بعد سقوطهم المدوي، وعلقت مساعداتها العسكرية لمصر وفتحت الطريق أمام روسيا لعودة تحالفها القديم مع مصر، وهو ما بدأت بشائره فىي الظهور فعلياً في العروض العسكرية التي قدمتها روسيا إلى مصر والدعم الدبلوماسي الواضح من جانب روسيا للحكومة الانتقالية المصرية.
الإنحناءة الثانية و”القاصمة” كانت في سوريا، حين اندفع الأمريكان في تصريحات نارية حول ضرورة توجيه ضربة عسكرية لسوريا، وحتمية حدوث ذلك. لكن وقفت روسيا بقوة، لم تعهدها الدبلوماسية الغربية منذ عقود، لتجد أمريكا نفسها مغلوبة على أمرها ولا تستطيع فعل أي شيء لأول مرة منذ تسعينيات القرن الماضي.. وصل الأمر لدرجة جعلت أمريكا تستجدي مخرجاً من روسيا، فوفر لها القيصر الروسى مخرجاً “محرجاً” جعل الكل يعلم أن أمريكا تنهار فعليا كقوة عظمى..
استمرت الولايات المتحدة في الانحناء والأنبطاح أكثر فأكثر، فسحبت ثلاثة أرباع قوتها البحرية الموجودة في البحر المتوسط، لتتركه ملعباً لأكثر من 14 سفينة حربية روسية.
هذا السقوط الأمريكي في سوريا جعل حلفاءها “أو إتباعها كما أحب أن أصفهم”، يتراجعون شيئاً فشيئاً عن مواقفهم، مثل “قطر وتركيا و حماس” أو يصرون على مواقفهم تكبراً وكبراً “مثل السعودية”، ولكن يشترك الجميع في أنهم جميعاً سقطوا مع امريكا في الاختبار السوري.
أتت الأزمة الاقتصادية الأمريكية لتكون مسماراً آخر في هذا النعش، ثم أتى التجسس الأمريكي على رئاسات البرازيل وفرنسا وألمانيا، ليجعل أمريكا في موقف ضعيف و”ساذج” حتى أمام أقرب حلفائها…
والحبل على الجرار