“السفير”: لقد وافق أهل العروس والعريس على الزواج ويبقى رأي العريس والعروس!
أبلغت مصادر مواكبة للمشاورات صحيفة “السفير” ان المطلوب كسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها التفاوض على التركيبة الحكومية، في ظل انتظار الرئيس المكلف تمام سلام حصوله على الأسماء من القوى السياسية التي تنتظر بدورها كيف سيوزع سلام الحقائب حتى يبنى على الشيء مقتضاه، في حين يعتبر الأخير أن التوزيع هو من شأنه وحده بالتشاور مع رئيس الجمهورية، ويرفض الخوض في التفاصيل والكشف عن أوراقه على هذا الصعيد.
وعلقت المصادر على اقتراح منح “الخارجية” لعون بالقول: لقد وافق أهل العروس والعريس على الزواج ويبقى رأي العريس والعروس!
واعتبرت المصادر أن الآلية التي يعتمدها سلام في التفاوض لا تساعد على إنجاز التأليف، مشيرة الى ان هناك حاجة ليكون أكثر واقعية في أدائه. ورأت أن ما حصل مع وفد “حزب الطاشناق” خلال زيارته الرئيس المكلف يعبر عن الخلل القائم، فقد سأل الوفد سلام عن طبيعة الحقيبة التي يفكر في منحها لـ”الطاشناق” فرفض الإفصاح عنها، ما دفع الوفد الى الردّ عليه بالقول: دولة الرئيس.. ألا يفترض أن تبلغنا مسبقاً بما تنوي فعله حتى نختار الشخص المناسب، ماذا لو أعطيتنا حقيبة الإعلام…ألا ينبغي أن نسمّي لك شخصاً يتقن العربية؟
كما لفتت المصادر الانتباه إلى أن عون يبالغ في تشدّده، معتبرة أنه مدعوّ الى إبداء قدر من المرونة والتجاوب مع الأفكار التي تطرح عليه لإيجاد مخارج، لا سيما ان هناك توجهاً شبه محسوم لمنحه حقيبة سيادية وأخرى خدماتية أساسية، في مقابل قبوله بمبدأ المداورة.
واعتبرت المصادر أنه يجب على كل طرف أن يتوقف عن انتظار الآخر وأن يبادر في اتجاهه، لعل التلاقي يحصل في منتصف الطريق، لأن البديل عن التوافق سيكون الاندفاع نحو مأزق أكبر بكثير من ذاك الذي نواجهه حالياً.
وكان الرئيس المكلف تمام سلام قد زار أمس الرئيس ميشال سليمان الذي التقى أيضاً رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. أما الوسيط المكوكي وائل ابو فاعور فقد أدار محركاته بطاقته القصوى وتنقل بين المقار الرئاسية، من عين التينة الى قصر بعبدا مروراً بالمصيطبة، وبقيت أقنيته مفتوحة مع “حزب الله”، محاولاً ان يفتح كوة في جدار المداورة، ليخلص في نهاية اليوم الطويل إلى تأكيد أن جولته أفضت إلى “طرح أفكار جديدة، نأمل أن تحظى بقبول العماد ميشال عون”.