“السفير” عن مصادر سليمان: سيتخذ الموقف المناسب في اللحظة المناسبة ولن يتهور
نقلت صحيفة “السفير” عن مصادر مقربة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان قولها إن “كلامه بشان حكومة الامر الواقع خضع الى تأويلات غير دقيقة”، مشيرة الى ان “الصبر الذي يتحلى به في مواجهة ضغوط الفراغ يدل على تحسسه بقدر كبير من الحكمة السياسية والمسؤولية الوطنية”.
وشدّدت المصادر على ان “أولوية سليمان، كانت ولا تزال، تشكيل حكومة ميثاقية وجامعة، والاهم ان تنال ثقة مجلس النواب، لانه مقتنع بضرورة ان تتشارك كل الاطراف في تحمل تبعات مواجهة هذه المرحلة الدقيقة”، لافتة الانتباه الى ان سليمان “يحرص على عدم إدخال البلاد في أزمة جديدة، ويسعى الى تأمين التوافق قبل أي خطوة، والدليل على ذلك انه لا يزال يتجنب الذهاب نحو خيارات تصادمية في ما خص عملية تأليف الحكومة، برغم مضي أكثر من ثمانية أشهر على تكليف الرئيس تمام سلام. بل هو لم يمانع حتى في اعتماد صيغة 9-9-6، وكل ما طلبه ان تحظى هذه المعادلة بموافقة الاطراف الداخلية المعنية”.
واعتبرت المصادر ان “ما طرحه سليمان حول وضع الحكومة التي تصدر بمرسوم، وقبل ان تنال الثقة، إنما يندرج في إطار التحسب لأسوأ الاحتمالات والتفكير بصوت عال في الاحتمالات الممكنة في حال استمر تعذر التوافق على تشكيل الحكومة، مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي، من دون ان يعني ذلك انه حسم خياره في اتجاه محدد”.
وأشارت إلى أن “سليمان انطلق في مناقشة الفرضية التي طرحها من سوابق وأعراف، سجلت قبل اتفاق الطائف وبعده”، لافتة الانتباه الى انه “جرت العادة ان يستلم الوزراء الجدد وزاراتهم بعد توقيع رئيس الجمهورية على مرسوم تشكيل الحكومة مباشرة، وقبل ان تمثل هذه الحكومة امام مجلس النواب لمناقشة البيان الوزاري ونيل الثقة”.
وإذ لاحظت المصادر الرئاسية ان “التجارب أظهرت ان حكومة تصريف الأعمال التي تكون قائمة ينتفي دورها تلقائيا مع صدور مرسوم الحكومة الجديدة”، تساءلت عما “إذا كان يحق لحكومة تتولى تصريف الاعمال، ضمن أضيق الحدود كما جاء في الدستور، ان ترث صلاحيات رئيس الجمهورية في حال الفراغ، وهل تحتفظ الحكومة المستقيلة بامتياز الثقة النيابية في أعقاب استقالتها حتى يقال انها أكثر مشروعية من تلك التي لم تنل الثقة بعد؟”
ورات المصادر أن “عدم وجود نص قاطع يحسم النقاش، يُبقي الباب مفتوحا على مصراعيه امام الاجتهادات الدستورية المتناقضة التي غالبا ما تختبئ خلفها الأهواء السياسية المتضاربة”، مؤكدة ان سليمان “سيتخذ الموقف المناسب في اللحظة المناسبة، آخذا بعين الاعتبار الواقع الداخلي والوضع الاقليمي، ليُبنى على الشيء مقتضاه”.
وأكدت اللمصادر ان سليمان “لا يتهور في اي موقف، وهو يدرس جيدا خطواته وكلماته، وبالتالي ليس صحيحا ما قاله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من انه تسرع او ان التعبير خانه في معرض رده على الحملة التي تعرضت لها السعودية”، مشددة على أن رئيس الجمهورية “يتصرف انطلاقا من انه مسؤول عن كل الدولة وكل الجمهورية، وليس عن هذا الفريق او ذاك فقط”، لافتة الانتباه إلى انه “وبرغم التباينات بين الرئيس وحزب الله حول بعض المسائل، فلا توجد قطيعة، بل بسبب هذه التباينات يجب ان تستمر الاقنية مفتوحة لتبادل الافكار ووجهات النظر، والارجح ان تواصلا بين الجانبين سيتم قريبا”.