“السفير”: حراك هادئ بحثاً عن مخارج على خط بعبدا ـ المصيطبة
شهدت الساعات الثماني والأربعون الماضية حراكا نشطا، حول الملفات الداخلية المطروحة التي صار من المحتوم ان مفتاح الحلول لها يكمن لبنانيا بتأليف الحكومة الجديدة، مع السعي لإبقاء عوامل التأثير الخارجي محدودة، او تثميرها ايجابيا.
وفي حين يستمر الافرقاء السياسيون على مواقفهم من عملية التأليف، “ما يزيد الصورة ضبابية هو انعدام الرؤية الاقليمية لمسار الاحداث والحلول المطروحة للازمات الدامية، والتي تتوالد من بلد عربي الى آخر، الامر الذي يصيب الواقع اللبناني بإرباك ناجم في اسبابه الاساسية عن انعدام الثقة التي هي الركيزة لمباشرة اي تفاهم او تسوية بين افرقاء الصراع السياسي اللبناني”، على حد تعبير مصدر مواكب، الذي يضيف سببا جوهريا آخر يتمثل “في التباعد الحاصل، وعدم الاقبال على الحوار بعقل وقلب مفتوحين وتغليب المصلحة الوطنية اللبنانية على سواها من اعتبارات”.
ويقول المصدر: “إن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، دائم الحركة والتفاعل مع كل الافرقاء، محاولا تدوير الزوايا وطرح الافكار في سبيل الوصول الى حلّ خلاّق يخرج الازمة الحكومية من عنق الافتراق الداخلي والتوتر الاقليمي، وهو عقد لقاءين مهمين امس مع كل من رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل كلّ على حدة، حيث كان الوضع الحكومي جزءا اساسيا من نقاط البحث”.
ويضيف المصدر: “إن اللقاء مع السنيورة، الذي دام ساعة وربع الساعة، تخلله عرض شامل لمجمل المستجدات، حيث اعاد طرح فكرة تشكيل حكومة حيادية تتولى مباشرة ادارة امور الناس، بعيدا عن المحاصصة بين القوى السياسية ومن شخصيات تتمتع بكفاءة وسمعة طيبة، معددا الاسباب والاعتبارات المختلفة، في حين ابدى معاون الرئيس بري استعدادا للانفتاح على الحلول المنطلقة من ضرورة الحوار المباشر الذي من شأنه ان يؤدي الى نتائج مطلوبة”.
ويوضح المصدر “ان الواقع غير ما هو مأمول، وليس صحيحا ما يشاع عن قرب ولادة الحكومة، الا اذا شهدت الايام التالية لعيد الاضحى حراكا من نوع ومستوى جديدين، لانه الى الآن، وبعيدا من الموقف السعودي المعلن والمشجع على اتفاق اللبنانيين على حكومة جديدة، الا ان زوار الرياض لا يلمسون جوا سعوديا واضحا حول الموضوع الحكومي، وهذا الامر لمسته شخصية لبنانية التقت الرئيس سعد الحريري منذ ثلاثة ايام، حيث لم تتمكن الشخصية من تكوين صورة واضحة عن الموقف من تأليف الحكومة”.
اما على خط المصيطبة، فيقول المصدر “إن هناك حراكا لافتا ومتنوعا تشهده دارة آل سلام، والجامع بين كلام كل الوان الطيف اللبناني، الذي يتردد على الدار ويلتقي الرئيس تمام سلام، هو التمني عليه الاستمرار في مهامه، لانه في حال التوصل الى اتفاق حكومي سيبقى سلام هو الضمانة للافرقاء في عدم الدخول في صدام داخل الحكومة استنادا الى التاريخ الوطني العريق لآل سلام، وهو سيتكامل مع رئيس الجمهورية في اعادة تحريك عجلة المؤسسات بما يثمر انتاجية تزيل كل اسباب الجمود الحاصل، وبما يستجيب مع حاجات ومتطلبات الناس التي هي واجب على المسؤول، كلّ في موقعه”.
واشار المصدر الى “الزيارة اللافتة للسفير الاميركي لدى لبنان ديفيد هيل، والتي وضعت في اطار الاستطلاع والاستماع الى رأي الرئيس المكلف من مواضيع مختلفة، والامر نفسه ينطبق على زيارة ممثلين لمختلف القوى السياسية. وبالتالي هذا التحرك الصامت على خطي بعبدا والمصيطبة، والذي سيلاقيه الاجتماع الثاني المنتظر بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة قريباً، ربما يرسو على نتيجة ايجابية، بحيث تشهد الايام التي تلي عيد الاضحى حراكا نوعيا، وهذا ما سيتباحث بشأنه رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف الذي يزور بعبدا قبل ظهر اليوم في اطار التشاور المستمر وتبادل الافكار والاجواء”.