السفير الأميركي للجميّل: سمّعنا صوتك.. ضدّ العماد عون!
صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
ميسم رزق:
قد يكون أقل الواجب، تجاه الأطراف التي وقفت سدّاً منيعاً في وجه العماد ميشال عون، أن يُعدّل حزب الكتائب بعضاً من استراتيجيته. فسياسة الحياد والتمايز التي اعتمدها الحزب عن فريق 14 آذار في مفاصل كثيرة، لا يُمكن صرفها في معركة «كسر» الجنرال.
المطلوب موقف صريح ومباشر لا لبس فيه: «ضرب ميشال عون في الصميم»!
هذه الرسالة فهمها جيداً رئيس الحزب الجديد سامي الجميل، وبدأ بتطبيقها لاعتبارات كثيرة. أهمّها صدور قرار خارجي فرض على أطراف داخلية عدّة الذهاب في مواجهة عون حتى النهاية.
هذا الكلام سمعه الجميل بنفسه في جلسة جمعته مع السفير الأميركي في بيروت دافيد هيل. فقد علمت «الأخبار» أن الأخير، وقبل صدور قرارات تأجيل التسريح للقادة الأمنيين بساعات الاسبوع الماضي، إتصل بالوزير سجعان القزّي، مستفسراً عن مكان الجميل للقائه على الفور. فما كان من وزير العمل إلا أن رافق هيل إلى أحد المطاعم في الصيفي، حيث كان وريث آل الجميل يتناول غداءه.
طلب السفير الأميركي من رئيس الكتائب الانخراط في المعركة ضد عون
تحدّث الإثنان مطوّلاً في عدد من الملفات، وكانت الخلاصة ضرورة انضمام الكتائب إلى الحلف المواجه للرابية في ملف التعيينات الأمنية والعسكرية، على أن تكون الممارسة الكتائبية تصعيداً واضحاً ضد تكتّل التغيير والإصلاح، وتحميله مسؤولية كل التعطيل الحاصل في البلد. وبالفعل لم يتأخر الجميل في تنفيذ ما طُلب منه. خرج أمس، بعد اجتماع المكتب السياسي، ليشّن هجوماً ضد عون، من دون أن يسميه، بالقول إن «منطق أنا أو لا احد لن يوصلنا الى اي مكان، فقد جرّبناه لمدة سنة وثلاثة اشهر لكنه لم ينجح، لأن اي مرشح ينتمي الى محور معين لن ينجح».
أوساط كتائبية تعد كلام الجميل «بديهياً، وأقل ما يُمكن لرئيس حزب لبناني أساسي أن يقوله في بلد يتجّه نحو حافة الإنهيار»، لكن مصادر مطلعة على العلاقة بين عوكر والصيفي تؤكد أنه «عندما يُستقبل السفير الأميركي في الصيفي، فإنه يُستقبل كمحرّك من محركات السياسة الكتائبية». هذا الأمر، معطوفاً على العلاقات الفاترة بين الكتائب والتيار الوطني الحر، «أقلّ ما يمكن ان ينتج عنه ما سمعناه من الشيخ سامي اليوم (أمس)»، إذ إن «التعاطي العوني مع الكتائب يجري كما لو أن الحزب غير موجود»، وبالتالي «تأييد مطالب الجنرال سيكون هدية لا يستحقها».
لم يكتف الجميل بالهجوم على عون من باب الرئاسة والتعيينات، بل حمّله أيضاً مسؤولية الفشل الحكومي. وحاول تسجيل نقطة شعبوية لمصلحته، محاولاً الإيحاء بأنه الأحرص على «حل الأزمات الإقتصادية والإجتماعية المتراكمة»، فهاجم الحكومة التي يشارك فيها بوزيرين، معلناً أن «الحزب في حل من التضامن الحكومي، وقد قدمنا كل ما نستطيعه. وهذه اللامبالاة أصبحت مقصودة».
مصادر سياسية استبعدت أن يكون كلام الجميل هذا «خطوة في طريق رفع الغطاء الكتائبي عن حكومة تمّام سلام بعدما باتت تؤثر سلباً على رصيده الشعبي». وقالت: «من يعرف رئيس الكتائب حق المعرفة، يدرك أن هجومه على عون والحكومة، ليس سوى استثمار لحالة الصمت التي يلتزمها حزب القوات اللبنانية. فرئيس الحزب سمير جعجع يُحاذر حتى الآن الصدام مع عون، وفي هذا «فرصة للجميل لجني الثمار في الشارع المسيحي باعتباره الأعلى صوتاً والأكثر احساساً بوجع الناس».