السعودية والكيان المؤقت ينفخان في بوق الفتنة في العراق
موقع الخنادق:
لا شك بأن هناك العديد من الجهات الدولية والإقليمية، التي تراقب ما يحصل من أحداث في العراق، وتترقب إلى أين ستؤول حال احتجاجات التيار الصدري الأخيرة. لكن بالرغم من وجود هذا الاهتمام الكبير، فإن هذه الدول والهيئات الدولية نأت بنفسها الى حد ما، عن إعلان مواقف قد تساهم في تأجيج الوضع هناك، فحرصوا على إطلاق مواقف معتمدة دائماً في حالات الضبابية، وهي الدعوة الى الحوار مع حماية حقوق المتظاهرين السلميين.
فالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي اكتفيا بالدعوة إلى ما وصفوه بالتفاوض بين مكونات البرلمان (مع الإشارة الى أن التيار الصدري غير ممثل فيه)، وحماية حقوق المتظاهرين السلميين. فيما عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن انزعاجها من التوتر الحاصل، ودعت جميع الأطراف إلى حل الازمة العالقة بينهم منذ الانتخابات، مؤكدة على حرية التظاهر والاحتجاج. وكان لافتًا امتناع معظم الدول الخليجية والعربية عن التعليق على الأحداث، ما عدا الامارات التي دعت العراقيين إلى الاحتكام للحوار.
إلا أن هناك أطراف في المنطقة، كالسعودية والكيان المؤقت، لم يستطيعوا إخفاء تأييدهم لما يحصل من أزمة في العراق، وإن بشكل غير رسمي، من خلال وسائلهم الإعلامية أو من يعبرّ عنها، كقناة العربية ويديعوت أحرونوت و”إيدي كوهين”.
فتحركات التيار الصدري الأخيرة، تمثّل بالنسبة لهذين الطرفين فرصة ذهبية، لإثارة الفتنة في العراق على صعيد كل المستويات.
يديعوت أحرونوت وإيدي كوهين
ركزت صحيفة يديعوت أحرونوت تغطيتها لتحركات التيار الصدري، بأنها في سياق حملة قائده السيد مقتدى الصدر، ضد ما وصفته بالنفوذ الإيراني العميق في العراق. مبينةً أن السيد الصدر الذي “حارب الغزاة الأمريكيين في العام 2003، يطالب الآن بإزالة أبواق طهران، مشيرةً إلى ما يضمه في “ترسانته” من آلاف المحاربين المسلحين.
أمّا السياسي والإعلامي الإسرائيلي “إيدي كوهين”، فلم يخفي ترحيبه بما يحصل في العراق، من خلال عدّة تغريدات أو إعادة تغريد. داعياً في عدة تغريدات اللبنانيين، الى التمثل بما يحصل هناك (من مهاجمة لما يسميه هذا المعسكر بالاحتلال الإيراني)، أو من خلال إعادة نشر تغريدة لأحد الأشخاص، تتضمن مزاعم كاذبة تهدف الى زرع الشقاق بين المكونات العراقية، ويتهم من خلالها الرئيس المالكي والمرشح محمد شياع السوداني بالعمل على إحداث الفتنة في البلاد.
قناة العربية
تعتبر قناة العربية وقناة الحدث التابعة لها، من الوسائل الإعلامية التي تعبّر بشكل واضح وجليّ، عن سياسة الحكم في السعودية وأراءه، فيما يتعلق بالشؤون الإقليمية والدولية.
وخلال الأيام الماضية، لم تخلو عناوين المقالات والتقارير والفيديوهات في هاتين الوسيلتين عما يتعلق بالعراق، من خلال إظهار دعمهم الواضح للتيار الصدري، ومهاجمة وشيطنة الإطار التنسيقي وفي مقدمته رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي. كما لم توّفر أي وسيلة في الترويج لتحركات التيار، أو بيانات زعيمه السيد الصدر، بل وتقديم بعض مشاهد الاحتجاجات في إطار من الطرفة والفكاهة (بالرغم من حساسية الوضع في العراق).