السعودية: مملكة الارهاب والكراهية
لا يختلف اثنان ان السعودية اكبر مصدر للبترول والارهاب. وهذا الارهاب الذي يضرب في العراق وسوريا وافغانستان وباكستان واليمن وسيناء سبق وضرب في نيويورك ومدريد ولندن وبالي مرتين، وبالامس ضرب في بيروت مستهدفا قلعة متقدمة من قلاع المقاومة تلاها 7 تفجيرات في العراق. هذا العقل السعودي الدموي لا يفرز سوى الموت والكراهية.
في عام 2010 كشفت الاندبندنت البريطانية عن مذكرة سرية لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اشارت فيها الى تمويل قطري واماراتي وكويتي لطالبان، لكن السعودية هي اكبر ممول للارهاب.
وسبق ذلك اعتراف مسؤولون امريكيون ان التورط السعودي في الارهاب يتجاوز الدعم الى الصناعة. وكتب ابرز المحققين الامريكيين سيمور هيرش عام 2007 تحقيق بعنوان “اعادة التوجية Redirection” يستعرض الاستراتيجية الامريكية الجديدة في المنطقة التي تسعى لخلق فتنة سنية-شيعية بالاعتماد على السعودية من خلال اطلاق الوحش الوهابي تنفيسا عن هزيمتهم النكراء في حرب تموز 2006.
اشار سيمور هيرش ان جوهر الاسراتيجية الامريكية الجديدة المسماة “اعادة التوجيه” تقوم على “القيام بعمليات سرية ضد ايران وسوريا وحزب الله على ان يُترك التنفيذ والتمويل للسعوديين”. الرهان الامريكي على الخط الفاشي الديني السعودي باعتباره اقل خطراً على المصالح الامريكية بحسب تعهدات ربيبها بندر بن سلطان. واضاف الكاتب “قال لي مستشار الحكومة الامريكية بأن بندر بن سلطان وسعوديين اخرين طمأنوا البيت الابيض بانهم سيراقبون الاصوليين عن كثب، كانت رسالتهم لنا: نحن انشأنا الحركة ونحن نسيطر عليها”، واضاف المستشار بأن بندر حدد الجهات التي يرغب بتوجيه الارهاب السعودي ضدها “ليس الامر اننا لا نريد السلفيين ان يلقوا القنابل، بل على من يلقوها – على حزب الله ومقتدى الصدر وايران وعلى السوريين”.
في باكستان مئات وربما آلاف المدارس الدينية بتمويل من منظمات خيرية سعودية تجند اطفال باكستانيين (8-12سنة) في “حروبهم المقدسة”. وتضيف تقارير امريكية رسمية بأن الحكومة السعودية تشرف مباشرة على التمويل فلا يمكن تبرئة آل سعود من النتائج. مائة مليون دولار تذهب الى منطقة البنجاب فقط. وتضيف التقارير ان الاطفال يُحرمون من العيش حياة طبيعية كباقي الاطفال ويُمنع عليهم الاتصال بالناس خارج المدارس، يتم عزلهم كليا عن الناس للسيطرة المطلقة على عقولهم. يتعلم الاطفال التطرف المذهبي والكراهية لدرجة مرعبة بحيث تصبح الكراهية منهج ومحرك ودافع للقتل وإثارة الفوضى، وتوسم المناهج المدرسية “الاخر” (الشيعي والعلوي والسني المعتدل والعلماني والمسيحي) بأنه كافر وان وقتله واجب ديني. في النهاية يتخرج من المدارس قتلة بلا اي رادع اخلاقي او ديني لا يفهمون سوى الغزو والقتل والسبي – الجاهلية بكل رموزها. هذه العقيدة الوهابية بكل ابعادها الفاشية تؤكد ان مملكة آل سعود “مملكة الكراهية” ورجال الدين السعوديين “هم جذور الارهاب” بحسب وصف توبي هارندن مضيفاُ “المملكة العربية السعودية هي فرخت الإرهاب العالمي الجديد.”
في شهر حزيران/يونيو اطلق ارهابيون النار على شيعة خلال تجمعهم لصلاة الجمعة ثم فجر ارهابي نفسه داخل المسجد، وفي نفس الشهر هاجم ارهابيون باص يحمل طالبات جامعيات جنوب غرب كويتا. لم يكتف المجرمون الوهابيون من سفك الدماء ليوم واحد فذهبوا الى المستشفى لقتل المصابات.
بالامس ضرب الارهاب الوهابي السفارة الايرانية في بيروت كمؤشر قوى على مستوى التعاون او التحالف بين الرياض وتل ابيب ومؤشر على السقوط المريع للسعودية على كافة المستويات ما اوقعها بين “الافلاس والارهاب” وفي النهاية، لا مفر من دفع فاتورة جرائمها على امتداد الكرة الارضية.
مشاعر الاشمئزاز من السلوك السعودي الارهابي دفعت السفير الامريكي “كيرتين وينزور” ان يخصص فقرة بعنوان “تصدير الكراهية”. يشرح فيها كيف ان السعودية صرفت 87 بليون دولار خلال العقدين الماضيين لنشر الوهابية خارج المملكة واصفا السعوديين بـ”طليعة الفاشية الدينية”. ووصفها جون ستانتون بـ”مركز الكون الشيطاني”، ثم يأخذ تعليقه طابع الاشمئزاز من سلوك المسؤولين الامريكيين “الرئيس أوباما وكلاب الصيد من جحيم الكونغرس الأميركي ومختلف المفكرين الذين يسعون إلى إرسال الأميركيين للقتال والموت في ايران، ينبغي عليهم استخدام غضبهم لاستهداف بيت آل سعود”.
السؤال في هذا السياق، كيف يمكن التعامل مع الام البيولوجية للارهاب – السعودية. هذا الاجرام الوهابي السعودي لا يمكن السكوت عليه بعد اليوم تحت اي مسميات.
قبل التفجير لا يمكن ان يكون كما بعده، سقطت كل الخطوط الحمر واصبح امر استئصال الارهاب السعودي ملحاً من خلال تحالف دولي على قاعدة “العدو المشترك”.
رضا حرب – موقع قناة العالم