السعودية فخّخت زيارة سليمان.. وكرّست قرار التعطيل
محمد ابراهيم – صحيفة البناء اللبنانية
باتت فرص الحلول الداخلية للأزمة القائمة معدومة في ظل إصرار السعودية على ربط تشكيل الحكومة بانسحاب حزب الله من سورية مع العلم أن الشرط التعجيزي لا علاقة له بعملية التأليف بأي شكل من الأشكال.
وللدلالة على هذا الاستنتاج يجب الإشارة إلى نعي الرئيس برّي طباخ الحلول أمس للمبادرات الداخلية وقوله صراحة بات يجب العمل من الخارج.
والسؤال المطروح ماذا يعني انسداد الأفق في وجه الحلول السياسية لا سيّما الموضوع الملحّ ألا وهو تأليف الحكومة؟
يقول مصدر سياسي بارز أنّ إصرار السعودية على إبقاء لبنان في دائرة الجمود والانتظار يعني ربط حلّ أزماته بمسار الأوضاع المتعلقة بالأزمة السورية وبمصير جنيف ـ 2 المزمع عقده قبل نهاية هذا العام فماذا إذا ما تأخّر انعقاد هذا المؤتمر أو طالت جلساته واجتماعاته؟
وحسب المصدر فإن المسألة لا تتعلق بتأليف حكومة جديدة أم عدم تأليفها بقدر ما ترتبط بمحاولة السعودية استخدام كل علاقاتها ونفوذها للضغط في كل الاتجاهات من أجل نجدة المعارضة السورية التي باتت في وضع صعب للغاية على المستويين السياسي والميداني.
ويرى أن مبادرة سعد الحريري فوراً إلى الردّ على خطابَيْ سماحة السيّد نصرالله بشكل هستيري وتصعيديّ «التوتير» ليس سوى ترجمة للقرار السعودي المتخذ في السابق وقبل عاشوراء بكثير. لا بل إن رئيس تيار «المستقبل» كان أبلغ هذا الموقف صراحة إلى رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة للسعودية.
وفي المناسبة يَعتبر المصدر السياسيّ أن هذه الزيارة كانت فخّاً سعوديّاً للرئيس سليمان الذي وجد نفسه محرجاً للغاية عندما أشرك الملك عبدالله الحريري في اللقاء وقطع الطريق على أي بحث جدّي في شأن تسهيل ولادة الحكومة الجديدة.
ويكشف أيضاً عن أن رئيس الجمهورية لقي تشجيعاً ودعماً قبل توجّهه إلى المملكة لطرح موضوع الحكومة مع الملك السعودي من أجل العودة بنتائج إيجابية تساهم في الإسراع بتشكيلها لكنّ ما حصل أطاح بكل ما كان يعوّل عليه البعض من هذه الزيارة التي لم تؤدّ سوى إلى نتيجة واضحة المعالم ألا وهي تأكيد قرار الرياض بتعطيل الحلول في لبنان.
ويخشى المصدر من حصول المزيد من الحوادث والتوترات الأمنية في ظل هذا «التجميد القاتل» لا سيّما أن فريق الحريري وأعوانه يمارس سياسة التصعيد في كل اتجاه ولا يكتفي فقط بعرقلة تأليف الحكومة أو تعطيل المجلس النيابي.
ويرى أن اغتيال الشيخ سعد الدين غيّة في طرابلس هو أحد أوجه محاولات التصعيد والتوتير كما أن عودة أنصار أحمد الأسير الفارّ من وجه العدالة إلى الحركات الاستفزازية في صيدا تدل على أن هناك جهات سياسية عادت لاستخدامهم من أجل توتير الوضع في المدينة.
ويحذّر من أنّ اللعب بنار أمن صيدا هو خطّ أحمر لأن الجميع متفق على أنه من غير المسموح عودة خطف المدينة وجعلها رهينة هذه المجموعات الإرهابية المتطرفة.