السعودية على خطى الكيان الصهيوني في الهزيمة أمام المقاومة
صحيفة الوفاق الإيرانية:
باتت هزيمة تحالف العدوان العربي بقيادة السعودية في حرب اليمن واضحة جلية للعيان بعد لجوئه إلى إبادة المدنيين. وفي هذا السياق يعتقد البعض ان هناك تشابه بين هزيمة الكيان الصهيوني في الحرب على لبنان عام 2006 وهزيمة التحالف السعودي في اليمن، والتي ستؤدي بها في نهاية المطاف إلى قتل مدنيين وتدمير البنى التحتية.
ففي حرب تموز زعم رئيس هيئة الأركان المشتركة الإسرائيلية آنذاك دان هاتوس، أنه يستطيع تدمير صواريخ حزب الله البعيدة والمتوسطة المدى من خلال العمليات الجوية ضد حزب الله في لبنان لكنه فشل في تحقيق هذا الامر. كما كان للتحالف السعودي له ذات الرؤية في حرب اليمن.
أدرك الكيان الصهيوني أن حرب حزب الله بدأت عندما أعلنت تل أبيب نهايتها. أي بعد مهاجمة المواقع التي كانت في بنك اهداف هذا الكيان. حيث يقول المعلق السياسي في صحيفة “هآرتس” بن كاسبيت إن السعودية ما زالت لا تريد الاعتراف بأنها خسرت الحرب في اليمن.
فبعد المرحلة الأولى من الحرب على لبنان، كان المسؤولون الإسرائيليون يشعرون أنهم بحاجة الى سبعة أيام فقط حتى يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت “النصر” في الحرب، لكنهم أدركوا لاحقا أن الهجمات الصاروخية المتتالية للمقاومة على أعماق الأراضي المحتلة لا تتوقف.
وهذا الأمر ينطبق على عملية اعصار اليمن التي رأيناها بالضبط بعد شهر واحد من العدوان السعودي على اليمن؛ اذ زعم تحالف العدوان السعودي أنه دمر 80 بالمائة من امكانيات أنصار الله الصاروخية والتسليحية، وهو ما لم يستطع السعوديون قبوله بعد سبع سنوات.
ويرى مراقبون ان فشل وهزيمة الجيش الصهيوني في القضاء على المقاومة خلال الحرب واستمرار عمليات المقاومة ضد الأهداف العسكرية الصهيونية، البرية والبحرية والجوية، زاد من وحشية الكيان الصهيوني ضد المدنيين.
حيث أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة للكيان الصهيوني أنه يتعين على سلاح الجو الإسرائيلي تدمير 10 مبان متعددة الطوابق في حارة “حريك” بضواحي بيروت الجنوبية رداً على كل صاروخ لحزب الله على حيفا.
وبات اليوم من الواضح تماماً أن تحالف العدوان السعودي عالق في مستنقع شبيه بمستنقع السياسيين الصهاينة عام 2006 ، هذا بينما لم تتمكن السعودية من كسب هذه الحرب حتى من خلال صفقات السلاح الكبيرة مع بريطانيا وأمريكا وفرنسا وشراء ولاءات بعض القبائل اليمنية ودعم الجيوش العربية مثل الجيش السوداني وكذلك تشكيل الميليشيات، بل غرقت في مستنقع الحرب اليمنية.
تمكنت القوات المسلحة اليمنية من تحرير مناطق واسعة من مأرب والجوف والبيضاء والحديدة وشبوة بعد سبع سنوات من الحرب. كما وصلت الطائرات اليمنية المسيّرة والصواريخ البالستية إلى قلب المصالح الاقتصادية والعسكرية لدول تحالف العدوان العربي. كما زادت قدرة القوات اليمنية بشكل غير مسبوق. حيث تتراوح قدرات القوات اليمنية الآن بين استهداف السفن الحربية وتدمير الطائرات المسيّرة والدبابات والمعدات العسكرية.
ومن جهة أخرى بات تحالف العدوان العربي مرتبكاً من تقدم أنصار الله والجيش اليمني. لأن السعودية التي أنفقت 63 مليار دولار على الأسلحة الأمريكية منذ بداية الحرب اليمنية لإضعاف أنصار الله، هدرت جميع تلك التكاليف والأسلحة.
لكن يمكن القول إن عددا كبيرا من قنابل وصواريخ تحالف العدوان السعودي في اليمن أصابت أهدافها. فمنذ منتصف الأسبوع الماضي، نفذ تحالف العدوان السعودي أكثر من 100 غارة جوية على أحياء في العاصمة اليمنية صنعاء التي يزيد عدد سكانها عن 4 ملايين نسمة. كما استهدف تحالف العدوان مستودعات المواد الغذائية والمطارات والمناطق السكنية في مختلف المناطق، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين. وأدت الضربات الجوية لتحالف العدوان العربي على الحديدة وصعدة في الأيام الماضية إلى خسائر مالية وبشرية وتدمير للبنى التحتية.
لطالما كانت الهزائم العسكرية لتحالف العدوان العربي شكلاً من أشكال التطهير العرقي والإبادة الجماعية الانتقامية. اذ ان هناك “رسالة” خفية وراء استهداف المدنيين. ولخص العدوان رسالته لليمنيين بالتالي “لن ننتصر لكنكم لن تبقوا احياء للاحتفال”.
وفي الختام يمكن القول إن الصهاينة كانوا أقوى بكثير من التحالف السعودي في التحضير للعدوان وتنفيذ الهجمات، لكن رغم قوتهم، لم يتمكنوا من إطفاء نيران صواريخ المقاومة وتعويض هزائمهم. وهذا هو المسار الذي يسلكه تحالف العدوان السعودي، حيث أوصل المعركة الصاروخية إلى أعماق المدن السعودية، ويمضي بالمصير الذي حل بالصهاينة.