السعودية تعوّل على سياج أمني لحمايتها من الإرهاب الذي تغذيه
في محاولة من آل سعود لعزل السعودية عما يجري في المنطقة من تمدد للإرهاب بعدما دعموه في البداية بكل ما يحتاج في سورية والعراق دشنت اليوم سياجا أمنيا على حدودها الشمالية راجية أن يجنبها تدفق الإرهابيين من العراق الذي طالما حرضت على العنف فيه ودعمت التنظيمات الارهابية التي تقاتل الدولة العراقية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الملك عبد الله بن عبد العزيز افتتح المرحلة الأولى من المشروع.
ويشير مراقبون إلى أن هذه الخطوة لن تفيد السعودية بشيء وسيصل الإرهاب الذي شاركت في صنعه إليها ما لم تنخرط مع دول المنطقة بشكل جدي بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله ودعمه بالسلاح والأفراد.
وكان الكاتب في صحيفة الاندبندنت البريطانية بول فاليلي أكد في 25 من الشهر الفائت أن الدعم المستمر من نظام آل سعود ومشيخة قطر منذ سنوات طويلة للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة المختلفة التي تشيع القتل والخراب في سورية أدى إلى خلق وحش مخيف يعرف باسم تنظيم داعش الإرهابي الذي يرتكب مجازر وجرائم تتخطى كل حدود الفظاعة.
وأوضح فاليلي أن نظام آل سعود يشكل مصدرا رئيسيا لتمويل التنظيمات الإرهابية منذ سبعينيات القرن الماضي وذلك من خلال المبالغ الطائلة التي أنفقها في سبيل نشر فكرها الوهابي المتزمت والصارم.
وأضافت الوكالة أن مشروع السياج يتضمن خمسين كاميرا نهارية وليلية وأربعين برج مراقبة وخمسين رادارا بالاضافة إلى ساتر ترابي وسياج من الشبك وآخر من الشبك الملحوم بحيث أصبح عدد المتسللين ومهربي المخدرات ومهربي الأسلحة ومهربي المواشي الآن صفرا.
وأشارت الوكالة إلى تشييد مجمعات لقيادة القطاعات في طريف قرب الحدود مع الاردن ورفحاء وحفر الباطن قرب الحدود مع العراق تتضمن جميع المرافق الادارية والتعليمية والصحية والترفيهية بالاضافة إلى مبنى للاستخبارات وسجن.
ووفق تقارير أعدتها وزارة الخارجية الامريكية فان نظام آل سعود استثمر على مدى العقود الاربعة الماضية أكثر من عشرة مليارات دولار في مؤسسات خيرية مزعومة في محاولة لنشر الايديولوجيا الوهابية التي تتسم بالتعصب والقسوة فيما يقدر خبراء استخبارات أوروبيون بأن 20 بالمئة تقريبا من هذه الأموال السعودية تم تحويلها إلى تنظيم القاعدة وتنظيمات إرهابية أخرى.