السعودية تعمد إلى إبتزاز لبنان
قناة نبأ الفضائية:
رغم التعقيدات غير المحدودة، وتجاذب الداخل والخارج، إلا أن لبنان سعى خلال السنوات الخمس الماضية لأنْ يحافظ على سياسته المعروفة بالنأي مع مصادر النيران التي تشتعل في أكثر من مكان في المنطقة.
الإرهابُ الذي كان يترصّد له من بؤره الصاعدة من سوريا، اضطرّ لبنان لأن يتّبع سياسة الكيّ المسبَق، وهي سياسة أمّنت، مع الوقت، لأن تظلّ الدولة اللبنانية في مأمنٍ من التداعيات الأعنف للأزمة في سوريا، إلا أنّ ذلك لم يستمر طويلاً مع شعور لبنانيين بأنّ شعلة النيران التي تحملها السعودية في أكثر من مكانٍ على وشك أن تُغرِق المنطقة، بما فيها الدول المحيطة بلبنان، ما يعني أن تكون العاصمة بيروت مفتوحة على الخطر الأكبر الذي كانت تدفعه عنها مراراً.
لم يكن “حزب الله”، فحسب، صاحب الصّوت العالي في رفض سياسة السعودية الرامية لإشعال الحرائق وتفجير براميل الطائفية، وبدا واضحاً للرياض أن صورتها في المشهد اللبناني تُشبه صورة “العدو” الذي يريد بالبلدِ شرّا مستطيرا. وهنا كان الرفضُ العلني، غير المسبوق، للسعوديةِ وبأوضح العبارات التي جلّاها العدوان على اليمن، وإعدام الشيخ النمر.
الانتقام السعوديّ متوقّع في أيّة لحظة. والإعلام السعودي بدأ يمهّد لإجراءاتٍ عقابية محتملة، وخاصة بعد الموقف اللبناني الرسمي إزاء ملف التوتر بين طهران والرياض، وامتناع وزير الخارجية جبران باسيل عن التصويت لقرار جامعة الدول العربية الذي دان إيران أحادياً.
حلفاء الرياض في بيروت استلموا الأوامر، وبدأ الحديث عن خطوات سعودية تجعل لبنان يندم على قراره في الحياد، وهو أمر غير بعيد عن المعلومات التي تتحدث عن تبخُّر الهبة السعودية للجيش اللبناني.
مع سحب البساط عن الرياض في ملف رئاسة الجمهوريّة، باتت السفارة السعوديّة حبيسة الأسمنت المسلّح الذي يُحاصرها في رأس بيروت بشارع “بلس”. انحباسٌ قد يتحوّل إلى السياسة بانسحاب الاستثمار السعوديّ تدريجيا من لبنان، وطرد التجار اللبنانيين في السعودية.
ابتزازٌ يضع اللبنانيين بين خياري الانحناء أمام العرش السعودي، أو ابتلاع المرارة. فماذا هم فاعلون؟