السعودية تبحث عن بديل لـ «سعد الحريري»
ان “قرار العودة كان قريباً، ولكن إغتيال الحسن أظهر مرةً اخرى إستهداف هؤلاء المجرمين للرموز اللبنانية، ولذلك تأجلت العودة، بالرغم ان الكثيرين لا يريدون عودتي. الا أنني سأعود الى لبنان وآمل ان يعود لبنان كما كان، وكما أراده رفيق الحريري ووسام الحسن وبيار امين الجميّل وكلّ شهداء ثورة الارز”.
هكذا عبر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن رغبته بالعودة الى لبنان واصراره عليها، وقد يعود الرئيس الحريري ويعود لبنان كما كان، ولكن السؤال الجدي المطروح الآن هو: هل سيكون الرئيس السابق للحكومة لا يزال المرشح لرئاسة الحكومة أو حتى لا يزال الزعيم الأول بين قادة ١٤ آذار وعلى رأس كتلته النيابية، وممثلاً للطائفة السنية بحكم زعامته لتيار المستقبل وكتلته النيابية؟.
السؤال لم يعد محلياً، ولم يطرحه نائب متمرد أو خصم سياسي للشيخ سعد، بل هو حقيقة أجواء مدينة الرياض، العاصمة السعودية التي باتت مشغولة في الفترة الأخيرة بعملية البحث عن بديل «سعد الحريري» وهي على انشغالها وبحثها وتمحيصها لم تجد حتى الساعة بديلاً عنه، يناسب نظرتها إلى لبنان ودوره في تحقيق هذه النظرة على الأرض.
سعد الحريري الذي فوجئ بخبر تأجيل زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للسعودية بينما كان يجري الترتيبات مع دوائر القصر الجمهوري للقاء سليمان خلال زيارته. لم يكن قد تبلغ خبر إلغاء الزيارة من الجانب السعودي مسبقاً.
كانت هذه واحدة من الإشارات الحقيقية على «انتهاء الدور» وبداية رحلة البحث عن بديل، التي لم يلتقطها الشيخ سعد ولم يفهمها جيداً، ولم يخبره عنها زوار الرياض من الطامحين الى «استلام الدفة» بديلاً عنه، حتى أقرب المقربين اليه من النائب نهاد المشنوق إلى نجله صالح، اللذين سرعان ما سمعا كلاماً يبدد أحلامهما، لأن توجهات الرياض تحتاج «زعيماً» له وزنه وقدرته الاعتبارية على الساحة السنية على الأقل.
الشيخ المشغول بحل مشاكله المالية، يبحث مع شريكه الأمير السعودي عن الطريقة الأفضل لإعلان إفلاس «سعودي أوجيه» وجدولة ديونها وإنشاء شركة بديلة لمتابعة أعماله من خلالها، دون أن يلتفت إلى مشاكل «شركاته» اللبنانية وعلى رأسها قناة المستقبل التي وصلت معاناة الموظفين فيها إلى درجة عدم قدرتهم على تأمين مادة البنزين لسيارات القناة، وتخوفهم من أن تقطع الخطوط الهاتفية، أخر ما تبقى لهم من وسائل التواصل مع العالم الخارجي حالياً.
أما الرياض، التي فكرت ولو لفترة وجيزة، باستبدال سعد بشقيقه بهاء، فيبدو أنها سارعت لصرف النظر عن المسألة، وبدأت رحلة البحث خارج إطار العائلة «الحريرية» في لبنان، الأمر الذي يفسر سبب تمنع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن الموافقة على عقد جلسة لمجلس الوزراء لدراسة مشاريع النفط، وتشدده الواضح في العديد من المواقف الداخلية، خاصة ما يتعلق بمسألة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في تناغم واضح مع «إرادة المملكة» عل هذه المواقف تكون سبباً في تزكيته من جديد لدى صناع القرار فيها لخلافة سعد الحريري، رسمياً، بدل كونه بديل وخيار مؤقت في كل مرة تصل فيها الأمور في لبنان الى مرحلة «اللا إتفاق».
حظوظ ميقاتي ليست أفضل حالاً من حظوظ الصفدي، لكن حظوظهما معاً ليست كافية لحسم «قرار الرياض» الذي لا يزال في حالة بحث غير معلن عن الوريث الأفضل لزعامة آل الحريري في لبنان، ولكن وبحسب المعلومات الواردة من العاصمة السعودية، فإن التركيز لا يزال على الرئيس الحالي لحكومة تصريف الأعمال، وإن طال الوقت قليلاً قد لا تجد المملكة العربية السعودية بداً من اتخاذ القرار ، على أقل قناعة ممكنة، لأن مسرح التسويات على وشك رفع ستارته، وهي تحتاج لحسم خياراتها قبل أن ينتهي المشهد الإقليمي على المزيد من الخسائر السياسية لها ولحلفائها.
موقع سلاب نيوز ـ
جمال شعيب