الزلزال بين الكارثة الطبيعية وتكهّنات المؤامرة
جريدة البناء اللبنانية-
سارة السهيل:
أدمى الزلزال المدمِّر في تركيا وسورية قلوب شعوب العالم نظراً لقوته التي بلغت 7.9 على مقياس «ريختر»، وما تسبّبه من فتكٍ بالبشر وتدمير للحجر وسقوط أكثر من أربعين ألف ضحية في هاتين الدولتين، وعشرات الآلاف من الجرحى وملايين المنكوبين والذين لا يزالون تحت الأنقاض رحمهم الله تعالى أحياءً وأمواتاً.
الطامة الكبرى تكمن في قوة هذا الزلزال الذي ضرب جنوب شرقي تركيا وأجزاء واسعة من شمال وغرب سورية وأعقبه زلزال ثانٍ بقوة مماثلة، حيث وصفه أحد خبراء الجيولوجيا في اليابان انّ قوة التدمير تعادل 130 صاروخاً نووياً، وانه لو حصل في اليابان لدمّر 850 الف منزلاً، وقتل أكثر من سبعة آلاف مواطنٍ رغم تصميم المباني في اليابان تصميماً خاصاً لمواجهة الزلزال
صحيح انّ الزلزال في تركيا لم يكن مستبعداً بسبب موقعها الجغرافي الذي يجعلها مركزاً للنشاط الزلزالي ووقوعها على عدة خطوط صدع، وهو ما يجعلها أكثر المناطق تضرّراً، لكن الخطر يكمن في وقوع زلزالين قويين في الشبه متتالين أحدهما ضرب جنوب شرق تركيا بقوة 7.8 درجة، بعدها بساعات ضرب زلزال آخر بقوة 7.5 درجة وسطها٠
استوقفني في ملف الزلزال التركي عدة إشكاليات منها، انّ هذا الزلزال قد حرّك الأرض بتركيا ثلاثة أمتار نحو البحر، وهذا يعني أنّ نتائج الزلزال ليست تدميرية للإنسان والبنيان فحسب، بل له أيضاً آثار جيولولجية مثلما حدث مع زلزلال تشيلي، رصدها علماء وكالة ناسا، وأثبتوا انّ تأثيرات الزلازل على الكرة الأرضية قد تتسبّب في جعل الأيام أقصر قليلاً.
أفاد علماء وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بأنّ الزلزال القوي، الذي ضرب تشيلي وبلغت شدّته 8.8 درجة على مقياس ريختر، قد أدّى إلى إزاحة الكرة الأرضية عن محورها وبالتالي التأثير على طول اليوم.
وللزلازل آثار أخرى كثيرة منها انّ الطاقة الناتجة عنها تكفي لغلي 150 لتر من الماء من نصيب كلّ فرد في العالم، وتتسبّب في تذبذب سطح الأرض حوالي 20 إلى 30 سنتيمتراً، ويتوقع أن تؤثر تلك الطاقة في دوران الكرة الأرضية.
وتتولد من الزلازل موجات بحرية، وعندما حسب العلماء طاقة تلك الأمواج، فوجدوها تعادل الطاقة الناتجة عن انفجار 5 طن من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار، وانها تعادل ضعف الطاقة المتفجرة أثناء الحرب العالمية الثانية بما فيها طاقة القنبلتين النوويتين اللتين أُلقيتا على هيروشيما ونغازاكي في اليابان.
ورغم أنّ الزلازل قد تحصل في أيّ مكان، ولكنها تتركز في أماكن محدّدة من العالم ومنها «حلقة النار» أو حزام الزلازل الذي يحيط بالمحيط الهادي، وحزام جبال الألب في أوروبا، وجبال الهمالايا في آسيا، وقيعان البحر .
وبينما كان يعتقد العلماء قديماً انّ اليابسة كانت قطعة واحدة تسمّى «بانجيا» والتي وجدت قبل 360 مليون سنة، ثم أخذت تتكسّر بفعل الزلازل والبراكين قبل 210 مليون عام تقريبا، لتشكل في ما بعد سبع قارات، غير أنّ القرآن الكريم وصف سطح الأرض بقطع متجاورات، وإذا ما تقاربت القطع وقعت الزلازل٠
كارثة زلزلال تركيا ألقى بالعديد من علامات الاستفهام الخاصة بالمؤامرة، بدءاً من توقع الخبير الهولندي والباحث في شؤون الزلازل فرانك هوغيربيتس تغريدة على «تويتر» توقع خلالها زلزال تركيا بدقة قبل 3 أيام من وقوعه وذكر الدول التي ستتأثر بالزلزال.
فهل يرتبط هذا التوقع بمشروع محطة «هارب» الأميركية التي تعمل على التصرف في الطبقات العليا للجو وتوليد الشفق القطبي بطريقة صناعية تتولد عنها رياح شمسية تصدم بموجات كهربية بالمجال المغناطيسي للأرض فتنتج الألوان المتنوعة الزرقاء والبرتقالية وغيرها، ومن شأنها استنزال المطر وإحداث تصحّر في مناطق محدّدة من العالم او إحداث «تسونامي» بحري في إحدى بقاع العالم، وهل له علاقة ما سواء طبيعية او متعمدة في إسقاط المنطاد المرسل من الصين الى أميركا فحصل الزلزال في اليوم التالي أم انها مجرد تكهّنات.
ولكن لا أحد يستطيع اليوم أن يؤكد بأن زلزال تركيا هو مؤامرة من ضمن مشروع «هارب»، وان لم يكن مستبعداً خاصة أنّ العالم يعيش أتون حربٍ عالمية ثالثة .