الرياض وأبو ظبي متوجستان من سياسة ماليزيا الجديدة
قناة نبأ الفضائية ـ
تقرير: هبة العبدالله:
أثارت عودة مهاتير محمد إلى حكم ماليزيا قلق السعودية والإمارات، بما أنها تفتح المجال أمام سياسات مغايرة لكوالالمبور، بعيداً عن تخندق رئيس الوزراء السابق نجيب الرزاق مع أبوظبي والرياض.
منذ الانتخابات التي أطاحت بنجيب رزاق من منصبه في مايو / أيار 2018 وحقق فيها مهاتير محمد الفوز، تشعر السعودية والإمارات بكثير من القلق.
فخطاب رئيس الوزراء الماليزي الجديد مهاتير محمد، الذي ينعكس بقوة في سلسلة الإجراءات التي اتخذها لمكافحات الفساد، تشي بسعي الرئيس الماليزي الجديد إلى إعادة تشكيل علاقات دول جنوب شرق آسيا مع الدول الخليجية.
حذر مهاتير، في تصريحات كثيرة خلال الأعوام القليلة الماضية، من الطائفية المناهضة للشيعة في ماليزيا، وقرر مع وزير دفاعه محمد سابو مراجعة ملف تعاون ماليزيا مع السعودية لمكافحة الإرهاب. كما أعاد مهاتير تنشيط التحقيقات الخاصة بمكافحة الفساد مع سلفه نجيب الرزاق المدعوم من السعودية والإمارات.
يتحدث المسؤولون الماليزيون منذ إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة عن تغييرات محتملة ستقلب علاقات ماليزيا مع الدول الخليجية، وستؤدي إلى تبدل الموقف الماليزي اتجاهها.
ويقول محمد شكري عبدول، النائب المعين حديثا لمكافحة الفساد بعد استقالته في عام 2016 نتيجة للضغوط السعودية الإماراتية، إنه من المرجح أن تتكرر الصعوبات التي واجهها سابقاً في التعامل مع تلك الضغوط، خاصة وأن ماليزيا قريبة من هاتين الدولتين اللتين تشنان حرباً على اليمن وتعاديان الإصلاحات السياسية والاقتصادية في تركيا وقطر وإيران، ما يعني أنه سيطلب من ماليزيا الانحياز إلى أحد الأطراف، أو أنها ستكون مهددة بالخطر.
بدوره، كان وزير الدفاع الجديد محمد سابو قد دعا أواخر عام 2017 إلى ألا تكون ماليزيا قريبة جداً من بلد تتعرض سياسته الداخلية إلى الاضطراب، في إشارة الى السعودية، معتبراً أن السعودية “عبارة عن بركة من التنافس المستمر بين الأمراء”. وشدد سابو ، حينها، على أن السعودية “تحكمها أيديولوجيات سلفية متطرفة أو وهابية، حيث يتم تفسير الإسلام بشكل حرفي”، معتبراً أن “الإسلام الحقيقي يتطلب فهم الإسلام، وليس فقط الحرف القرآني ولكن فهم روح النص”.
ويأتي فوز مهاتير محمد، وفق خبراء في الشؤون الماليزية، ليثير الآمال في أنه سينقل ماليزيا بعيداً عن احتضان الرزاق للإسلام المتطرف المستوحى من السعودية كأداة سياسية، حيث من المرجح أن يعزز وجوده قلق السعودية والإمارات من أن تقود تحركاته إلى التقارب مع إيران.