الرياض تخسر حرب اليمن وتهرول إلى وقف القتال
بسبب المأزق الذي تعيشه الرياض في هذه الأيام، فإنها لم تستطع تأكيد موافقتها على وقف القتال في اليمن، بل احتفظت بموافقتها ضمن الأروقة المغلقة، لأن ذلك وبحسب مراقبين معنيين بالشأن الخليجي سيكسر من هيبتها ويظهر بمظهر الخاسر لرهانه في كسر شوكة المقاومة اليمنية المتمثلة بالحوثيين.
جماعة أنصار الله التي وافقت على وقت القتال أعلنت على لسان عضو مجلسها السياسي، محمد البختي، أن النظام السعودي وافق على مبدأ وقف القتال، لكن لم يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي سعودي حول ذلك.
وأكد المسؤول في أنصار الله أن جماعته كانت منذ البداية تريد وقف القتال بين اليمنيين ولا جديد أو تغيير في سياستها وموقفها في وقف القتال، لكن الأمر الجديد هو موافقة السعودية على ذلك وهو ما لم يكن موجوداً من قبل.
بدورها تظهر حكومة هادي رفضاً لأي مسعى لوقف القتال الذي يفضي لحكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الأطياف، كما أنها غاضبة من عدم تنسيق الولايات المتحدة معها بل مع الرياض في كل أمر يخص الحرب على اليمن، وقد أتى ذلك أيضاً على لسان وزير خارجية حكومة هادي عبد الملك المخلافي الذي أكد عدم تنسيق واشنطن معهم بشأن وقف إطلاق النار وإعلانها عن ذلك.
بالعودة إلى الحرب على اليمن فإن الحوثيين استطاعوا تحقيق نجاحات عسكرية في الداخل السعودي عمدت الرياض إلى التعتيم عليها، وبطبيعة الحال فإن المال السعودي يسيطر على كم كبير من وسائل الإعلام المؤثرة في المنطقة وهو ما منع من إبراز الانتصارات التي حققتها السواعد الحوثية لا سيما في المدن الحدودية.
وبما أن حلفاً “عربياً” تقوده السعودية فشل في تحقيق مبتغاه في اليمن، فإنه من الضرورة بمكان أن يُعتبر ذلك بحد نفسه انتصاراً للحوثيين الذين فرضوا وجوده؛ فجماعة أنصار الله لا تريد الاستئثار بسلطة في اليمن وانما تريد تمثيلها بعدد مع باقي الأطياف اليمنية، وهو ما أغضب الرياض وحكومة هادي المدعومة منها، لم لا فاليمن كان في العرف السعودي مجرد حديقة خليفة أو مزرعة يتم فيها غرس مقاتلين تكفيريين للقاعدة من أجل تصديرهم إلى دول المنطقة والعالم فضلاً عن حماية المضائق والممرات المائية.
اما فيما يتعلق بحكومة هادي وغضبها من عدم تنسيق واشنطن معها، فإن بعض المراقبين سخروا من الأمر بقولهم إن كان هادي قد هرب سابقاً إلى الرياض وسير حكومته من هناك، وإن كانت السعودية هي من دعمته وحكومته وقدم لهم الحماية والدعم وكان قرار هذه الحكومة باليد السعودية تماماً فما الداعي إذن أن تنسق واشنطن مع حكومة هادي طالما أن هذه الحكومة هي حكومة سعودية قرارها بيد الرياض؟
لا شك في أن الرياض تعيش حالة استنزاف وخيبة أمل، استنزاف بسبب الأموال التي صرفتها وتصرفها على حرب اليمن دون جدوى، وخيبة أمل بسبب عدم إزاحة الحوثيين وتمكين الأمر لحكومة هادي، فضلاً عن وجود امتعاض في الداخل السعودي لا سيما في المناطق التي طالتها صواريخ المقاومة اليمنية والتي استهدفت مراصداً وثكنات عسكرية سعودية.
الرياض،اليمن،القتال
[ad_2]