الربيع الحاسم
موقع التيار الوطني الحر ـ
ادمون ساسين:
كل المعطيات تشير الى أن الربيع المقبل في لبنان سيكون حاسما على مستوى ملفات الجبهة الشرقية على الحدود بين لبنان وسوريا . منذ ثلاثة اشهر تقريبا يقول نائب شمالي عندما تتحدث معه عن قضية المخطوفين العسكريين لدى داعش والنصرة وعن وجود مؤشرات ايجابية للحل ، يقول ان أي تحريك للملف لن يتم قبل حلول الربيع. وعلل النائب الشمالي كلامه يومها بأن المجموعات المسلحة ليست مستعدة للتضحية بورقة تبيض لها مؤنا وخطوط امداد الى جرد عرسال. وبالفعل وبالواقع العملي يلاحظ متابعو هذا الملف أن هذه المجموعات تمتنع منذ مدة عن تصفية عسكريين مخطوفين وهو ما يفسر بحصولهم على بعض ما أرادوه في مجال الامداد بالمؤن اضافة الى أمور أخرى معقولة.
بموازاة كلام هذا النائب الشمالي المتابع لهذه القضية يبرز كلام لا يمكن فصله عن الملف . تقول احدى الفعاليات الدينية منذ أيام قليلة ان الأنظار ستعود مجددا الى البقاع ليس من باب الخطة الأمنية التي بدأت مفلسة، انما من الباب الأمني الواسع. اذ وبحسب هذه الفعالية الدينية فان داعش واخواتها في الجرود تستكمل استقدام التعزيزات والتحضيرات وهو ما ينبىء بمعركة قد تحصل في أي لحظة ابتداء من الربيع حيث تكون حركة المسلحين أفضل من فصل الشتاء الذي تتلاقى فيه الثلوج مع وعورة الجرود لتعيق نسبيا أي هجوم لهؤلاء المسلحين. يقول هذا المصدر ان أمام المجموعات المسلحة اما الخروج من الجرود في اتجاه الأراضي السورية واستعادة مناطق في القصير والقلمون واما في حال كان الوضع الميداني السوري لا يسمح بذلك قد تتجه هذه المجموعات في اتجاه المناطق اللبنانية. ويربط هذا المصدر من جهة أخرى بين الترجيحات الكبيرة لانطلاق معركة ابتداء من الربيع على الجبهة الشرقية وبين بدء وصول الأسلحة للجيش اللبناني في نيسان كما قيل بموجب الهبة السعودية المصروفة من مخازن ومصانع السلاح الفرنسي. وبهذا تكون للجيش ايضا ل مبادرة هجومية في حال وصول أسلحة متطورة نسبيا تمكنه من القيام بعمليات جوية وحتى برية ضد هذه المجموعات لمنعها من أخذ زمام المبادرة الهجومية في اتجاه القرى البقاعية.
في حال صحت هذه الترجيحات والمعلومات فان الربط بين الملفين اي بين تجدد المعركة ابتداء من الربيع على الجبهة الشرقية سواء من خلال حسابات المجموعات المسلحة أو من خلال الحسابات اللبنانية ، وبين ملف العسكريين المخطوفين، فان الأمور في الملف الثاني ستصبح مفتوحة على كل الاحتمالات اذ سيدخل الى معطيات التفاوض الحاصل المعطى الميداني وتطوراته ونتائج اي عمل عسكري يحصل في تلك الجبهة.
أمام هذه التوقعات هل ستحاول السلطة السياسية المعنية والمختصة أن تضغط وتوظف كل العلاقات للاسراع في وصول الاسلحة للجيش سواء عبر الهبة السعودية الاولى او حتى الثانية، وهل ستمتنع السياسة عن عرقلة وصول المساعدات العسكرية للجيش وتستشعر الخطر الحقيقي الموجود على الحدود الشرقية والذي يكبر يوما بعد يوم ؟