الرئيس عون في دمشق: سوريا تحفظ الود
موقع العهد الإخباري-
محمد عيد:
لقي الرئيس اللبناني السابق العماد ميشال عون استقبالاً دافئًا من الرئيس السوري بشار الأسد لدى زيارته الخاصة إلى سوريا، وهي زيارة بدت أشبه بالرسمية احترامًا من دمشق لمكانة الرجل الذي سبق وسجل مواقف لافتة في مقاربته للأزمة السورية ودعوته الحثيثة إلى عودة سوريا لمحيطها العربي، فيما شكّل اللقاء مع الرئيس الأسد مناسبة لمناقشة ملف النازحين والاستحقاق الرئاسي اللبناني ضمن سياقه الطبيعي البعيد عن التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية.
صاحب المغامرات المبدئية
يرى المحلل السياسي د. مهند الضاهر أن استقبال الرئيس اللبناني السابق ميشال عون في سوريا على النحو الدافئ الذي تم عليه اللقاء مع الرئيس بشار الأسد ليس أمرا مستغرباً من دولة تحفظ الكثير من الود للرجل الذي سجل مواقف داعمة لها كانت في يوم من الأيام أشبه بالمغامرات المبدئية التي نجحت رغم رهان الكثيرين على فشلها سواء في لبنان أو الإقليم.
وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري أشار الضاهر إلى أن دمشق لا يمكن أن تنسى موقف الرئيس عون المختلف والمتمايز عن موقف النظام الرسمي العربي في مقاربته للأزمة السورية ورهانه على قدرة الجيش والقيادة السورية على استعادة زمام المبادرة محليًا وإقليميًا، وهو ما تحدث عنه بوضوح عقب انتهاء مباحثاته مع الرئيس بشار الأسد الذي دعاه إلى غداء عمل.
وشدد الضاهر على أن الجنرال عون سمع من القيادة السورية ما طمأنه تجاه رغبة سوريا في حل مسألة المهجرين السوريين إلى لبنان وابداء المرونة في ذلك مع ما يتطلبه الأمر من تعاون من الجانب اللبناني ورفع الفيتو الدولي عن عودة هؤلاء وعدم التلويح بمصيرهم كورقة ابتزاز سياسي مشهرة في وجه دمشق.
وحول الملف الرئاسي في لبنان أكد المحلل السياسي أن طرحه للنقاش أمر طبيعي ولا يندرج مطلقاً في سياق التدخل السوري في هذا الملف الهام، مشيراً إلى أن القيادة السورية أكدت للجنرال عون أنها تدعم وحدة اللبنانيين واتفاقهم عبر بوابة مؤسساتهم الوطنية والرسمية والتي يبدو الاحتكام إليها بوابة لحل كل المشاكل السياسية والاقتصادية التي تواجه لبنان.
وبحسب الضاهر فإن حرص القيادة السورية على إظهار الترحيب بالرئيس عون وإن كان خارج الموقع الرسمي للرئاسة هو اعتراف منها بمكانته وحظوته وهي التي تفهمت عدم قيامه بزيارة دمشق أثناء ولايته الرئاسية مؤثرة رغبتها في تقديم التماسك الداخلي اللبناني على استثمار تلك الزيارة لو حصلت حينها في سبيل تحقيق مصالح ذاتية لم تكن مقدمة يومًا على استقرار الجار والشقيق اللبناني.
عون كسب رهانه
المحلل السياسي حسام طالب أكد في حديث خاص بموقع “العهد” اللبناني أن الجنرال عون ومن خلال قيامه بتهنئة سوريا على عودتها إلى مكانها الطبيعي عربياً يشير ضمنياً إلى أنه قد كسب الرهان على ذلك باعتبار أنه كان من الرؤساء العرب القلائل الذين آمنوا بقدرة الجيش والقيادة السورية الممثلة بشخص الرئيس بشار الأسد على الصمود ونقل البلاد إلى ضفة الاستقرار.
وأضاف طالب إن وزراء خارجية لبنان كانوا قد سجلوا مواقف بارزة في هذا السياق أثناء اجتماعات القمم العربية والندوات والمؤتمرات الدولية بمن فيهم الوزير السابق جبران باسيل الذي سبق وألقى كلمة مهمة في اجتماع وزراء الخارجية العرب دعا فيها إلى استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية وما سيترتب ذلك من أجواء استقرار على المحيط العربي وعلى لبنان بشكل خاص.
وختم طالب حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن القيادة السورية حرصت أثناء استقبال الرئيس عون على احترامها لحلفاىها وتقديرها لمواقفهم الوطنية والقومية بما لا يبيح لها التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد وهي التي عانت طويلاً من التدخلات الخارجية في شؤونها وأن المعيار الحقيقي لأي دعم سوري للبنان يرتبط بتوافق اللبنانيين بالدرجة الأولى فيما بينهم وفق مؤسساتهم الوطنية والدستورية وأن دمشق ستحترم ما يتفقون عليه في نهاية المطاف.