الرئيس الأفقر في العالم غادر منصبه
على الرغم من أن شعبيته لم تخفت إطلاقاً، ترك خوسيه موخيكا “الرئيس الأفقر في العالم” كرسيه وسلّم الحكم لرئيس الأوروغواي الجديد تاباريه فاسكيز.
رئيس الأوروغواي، خوسيه موخيكا، المعروف باسم “بيبيه” بلغ الثمانينات من العمر، وقد حرص طوال فترة حياته الرئاسية على ألا يستفيد من أموال السلطة، فتمسّك بسيارته الـ “فولكس فاغن” القديمة وبمنزله الذي شارف على الانهيار.
وعلى مبدأ أن “من يعشق المال لا مكان له في السياسة”، رفض موخيكا التمتع بالقصور الرئاسية والسيارات الفارهة، في حين أن شعبه الفقير غير قادر على الوصول إلى هذه الرفاهية.
“بيبيه” الذي كان رئيساً متقشفاً يكره البروتوكول – وربما لم يرتد ربطة العنق في حياته –استطاع أن يبهر العالم بإنجازاته، والقوانين البارزة التي أدخلها للحكم في الأوروغواي، على الرغم من أنه قضى 15 عاماً في السجن بسبب نضاله ضد النظام الديكتاتوري.
في حديث لقناة “بي بي سي” البريطانية يقول موخيكا: “لقد كنت في الحبس الانفرادي لفترة طويلة، لدرجة أنني شعرت بالراحة الشديدة، بمجرد أن وضعت في زنزانة عادية!”، مشيراً إلى أنه لو لم يعاني من السجن لما كانت شخصيته كما هي اليوم.
“كان للحبس الانفرادي تأثير كبير علي، لم يكن أمامي حلا سوى أن أجد القوة الداخلية. لم أتمكن من قراءة كتاب طوال سبعة أو ثمانية أعوام”، يقول موخيكا متعجباً، في حين أنه أصبح اليوم قارئاً نهماً تتوسط منزله مكتبة متهاوية من ثقل الكتب.
هذا الماضي يفسّر السبب الذي يدفع “بيبيه” إلى توزيع حوالي 90٪ من راتبه للأعمال الخيرية، وذلك ببساطة لأنه “لا يحتاج إليه”.
ويقول بغضب:”هذا العالم هو مجنون، الناس مهووسون بأمور تافهة وعادية جداً وهذا أكثر ما يقلقني”.
موخيكا يترك منصبه في بلاد تتمتع باقتصاد سليم نسبيا، ومع استقرار اجتماعي لا يمكن أن تحلم به حتى أية دولة من الدول المجاورة.
المبادئ الأساسية لموخيكا ما زالت اشتراكية لكن مواقفه صارت أكثر ليناً مع التقدم في السن، وهو ما يبدو واضحاً من خلال بعض المبادرات السياسية الأكثر إثارة للجدل في السنوات الخمس التي قضاها رئيسا للبلاد، مثل إباحة الإجهاض والقنب (حشيش).
ويقول: “الماريجوانا طاعون آخر، إدمان آخر. البعض يقول انها مفيدة لكن هذا هراء، لا الماريجوانا ولا التبغ ولا الكحول تعتبر إدمانا جيدا، الإدمان الجيد الوحيد هو الحب”، يقول الرجل الذي تزوج لوشيا توبولانسكي في عام 2005 شريكته وحبيبته منذ فترة طويلة والتي شاركته في الثورة.
لكنه يضيف: “هناك 150،000 شخصاً ممن يدخنون الماريجوانا وأنا لا أستطيع أن أتركهم تحت رحمة تجار المخدرات. من الاسهل السيطرة على شيء إذا كان قانونياً وهذا هو السبب وراء تشريع الماريجوانا”.
في الختام، يقول “بيبيه” انه يرفض أن يصبح “متقاعداً ومستسلماً يجلس كل النهار لكتابة مذكراته، نما متعب بالطبع لكنني لست مستعداً للتوقف”.
غادر الرئيس الفقير حاملاً معه كنزاً ثميناً وهو محبة شعبه الذي خاطبه قائلاً: “لن أرحل. سأرحل عندما ألفظ أنفاسي الأخيرة، سأكون معكم أينما كنتم… شكرا أيها الشعب العزيز”.
[ad_2]