الرئيس الأسد: الليبرالية الغربية والتطرّف خطران يهدّدان المنطقة
موقع الخنادق:
أجرى الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الى الصين منذ أيام، مقابلةً مع تلفزيون الصين المركزي (CCTV)، تخللها العديد من المواقف والقراءات المهمة، التي من الضروري الوقوف عندها، لما تقدمه من نظرة استشرافية على صعيد العلاقات السورية الصينية، وأيضاً على صعيد المواجهة مع المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وبدأ الرئيس الأسد مقابلته بإعطائه رأيه حول المقارنة لوضع الصين خلال 19 عاماً (ما بين زيارته عام 2004 وزيارته هذا العام)، بحيث اعتبر أنه من الصعب إجراء مقارنة، لأن ما تغيّر فيها كثير جداً. بحيثُ تحوّلت الصين من مصنع العالم أو مصنع البضائع للعالم، الى مصنع الإبداع بحسب الرئيس الأسد. مؤكداً بأنه رغم هذا التغيير الكبير تقنياً واقتصادياً وبمجالات مختلفة علمية، إلى أن أهم شيء لم يتغيّر في الصين هو الثقافة، والانتماء للوطن وللمجتمع، للعادات والتقاليد الصينية، معتبراً هذا النجاح بأنه الأكبر، والذي لم تستطع الكثير من الدول تحقيقه.
الصين تسعى للشراكة لا الهيمنة
وفي سؤال حول معنى الشراكة الإستراتيجية ما بين البلدين، وفي أي المجالات التي يمكن أن يشهد التعاون فيها ما بينهما تطوراً أكبر. أجاب الرئيس الأسد بأن الصين اليوم “دولة عظمى تلعب دوراً مهماً جداً على مستوى العالم، ومع ذلك فهي عندما تتحدث عن الشراكة فهي تتحدث عن مبدأ جديد، لا تتحدث عن الهيمنة، ما ينقصنا نحن كدول في مختلف دول العالم، ليس فقط في سورية، ولكن خاصة الدول الأصغر تحتاج لهذه الشراكة وتحتاج لهذا الدور”.
وهذا ما يشكّل رداً قوياً على البروباغندا الأمريكية والغربية التضليلية، التي لا تتوقف عن نشر المزاعم والادعاءات، مثل ما يطلقون عليه بأنه “فخ الديون” مقابل السيادة، وغيرها من الأكاذيب، من أجل تشويه دور الصين في تنمية بلدان كثيرة في العالم، بعكس الدور الأمريكي والغربي الذي ما كان يوماً سوى لاحتلال أو استعمار الدول في العالم.
الهدف هو تطوير الجانب الاقتصادي من العلاقات الثنائية
وأكّد الرئيس الأسد بأن العلاقات السياسية بين الدولتين كانت متقدمّة، مستعرضاً وقوف بكين الى جانب دمشق من خلال دور الأولى في مجلس الأمن وفي عدد من المحافل الدولية، بالإضافة للمواقف “السياسية الواضحة البعيدة عن المجاملات”. مبيناً بأن الهدف هو تطوير الجانب الاقتصادي للعلاقات الثنائية، خاصةً على صعيد تنمية سوريا، لأنها معرضة لحصار اقتصادي سيئ وقاسٍ وخطير من الغرب يهدف لتجويع شعبها.
وهنا كشف الأسد بأن هذا الموضوع كان أحد العناوين الواسعة التي تم التوسع فيها مع المسؤولين الصينيين وفي عدة جوانب. بحيث تم الاتفاق على عناوين ما بين الجانبين، ستكون سبب عقد لقاءات واجتماعات ثنائية في دمشق خلال الفترة المقبلة، من أجل وضع آليات لتحويل هذه العناوين إلى مشاريع عمل تطبيقية.
خطران يهدّدان المنطقة: الليبرالية الحديثة الغربية والتطرّف
وحول سؤال عن انتهاء الحرب في سوريا، أجاب الرئيس الأسد بأن الحرب لم تنتهي في بلاده. كاشفاً بأن المنطقة تواجه في ظل الحرب المستمرّة على سوريا نوعين من الخطر، هما خطر الليبرالية الحديثة الغربية التي نشأت في أمريكا، وخطر التطرف، اللذان وإن ظهرا أمام المجتمعات كأنهما شيئان مختلفان ولكنهما في الحقيقة شيء واحد، فهما يستهدفان قيم شعوب المنطقة.
واعتبر الرئيس الأسد في جواب على سؤال آخر في نفس السياق، بأن تدخل القوى الخارجية هو أكبر عائق أمام حل القضية السورية التي وإن بدت معقدة – وهي ليست كذلك- يمكن أن تُحل في أشهر قليلة وليس في سنوات.
وفي السياق نفسه، شدّد الرئيس الأسد على أن المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا التي يحتلها الإرهابيون هي نفسها التي يشرف عليها الأمريكيون الذين يتشاركون مع الإرهاب في تقاسم الأرباح الناجمة عن سرقة القمح والنفط في تلك المنطقة، وهو ما شكل سبباً أساسياً في تدهور الأوضاع الاقتصادية في سوريا، بالإضافة الى ظروف الحرب والحصار الغربي عليها. مؤملاً بأنه إذا ما انتهت الحرب ورفع الحصار، وبمساعدة من أصدقاء سوريا (أي الصين)، يمكن إعادة إعمار البلد وإعادة الأوضاع إلى أحسن ما كانت عليه قبل الحرب.