الديمقراطية نظمت اعتصاما تضامنيا مع الأسرى: الأمن لم ولن يتحقق في المنطقة إلا بإنهاء الاحتلال عبر سلام قائم على العدل
نظمت “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” اعتصاما تضامنيا مع الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية، بمناسبة الذكرى 46 لانطلاقتها، وذلك امام مكتبها في مخيم الرشيدية – جنوب مدينة صور، في حضور ممثلي الفصائل والفاعليات الوطنية والمكاتب النسوية واللجان الشعبية والاتحادات.
وقدم للاعتصام وليد فاعور، موجها التحية الى الاسرى، داعيا الى “تعزيز الوحدة الوطنية، دعما لنضال الاسرى”.
كنعان
ثم ألقى مسؤول الجبهة في فرع صور عبد كنعان كلمة جاء فيها: “في الوقت الذي نحتفل وشعبنا الفلسطيني بذكرى انطلاقة الجبهة الديمقراطية السادسة والاربعين، نستذكر أن الجبهة قدمت آلاف الشهداء والجرحى والاسرى على درب الحرية والعودة والاستقلال”.
وقال: “لا بد من وقفة تضامن مع اسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني. وهم يخوضون معركة البطولة والفداء، معركة الارادات والصمود والتحدي، معركة ابطالها اطفال بعزيمة الرجال، شربوا حليب العز والكبرياء الفلسطيني”.
وإذ هنأ الاسيرة الطفلة المحررة ملاك الخطيب ب”تحريرها”، وجه التحية “للاسير الطفل خالد الشيخ ابن المناضل القائد الرفيق حسام الشيخ ابن القدس، والجبهة الديمقراطية، ومن سبقهم، ورمز العنفوان الاسير القائد سامر العيساوي والقافلة طويلة”.
وقال: “بهذه المناسبة، نبعث بأسمى آيات الحب والتقدير لكل أسرانا وأسيراتنا، وفي المقدمة منهم الأسرى القدامى ورموز المقاومة والقيادات السياسية، وللأسرى المضربين عن الطعام”.
أضاف “حينما نتحدث عن الأسرى، فان حديثنا لا يقتصر على بضعة آلاف يقبعون في سجون الاحتلال، منهم الأطفال والشيوخ، الأمهات والقاصرات، النواب والقادة السياسيون، المرضى والجرحى، إنما نقصد قضية وانتماء، ونتحدث عن تاريخ عريق ورافد أساسي للثورة، نتحدث عن تجارب من الصمود والتضحيات وفصول من المعاناة والانتهاكات والجرائم، التي مورست واقترفت بحقهم من قبل السجان الإسرائيلي”.
وتابع “نتحدث عن حركة نضالية متجذرة ومتطورة دوما، انضوى تحت لوائها وانضم لصفوفها منذ احتلال فلسطين، مئات الآلاف من الفلسطينيين، وهؤلاء هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وهم من حملوا لواء النضال جنبا إلى جنب، مع بقية المناضلين، ولم يعرفوا إلا الثورة وطنا وهوية في السراء والضراء، وانخرطوا في صفوف النضال في أصعب مراحله، وأحلك لحظاته، وقدموا الغالي والنفيس دفاعا عن كرامة وشرف شعبهم وحقوقه العادلة، وتركوا عائلاتهم، فكان لهم في سجل التاريخ والبطولة صفحات مضيئة”.
وأكد أن “المستقبل الفلسطيني سيبقى مشوها، ما لم ينل من تبقى منهم خلف القضبان حريتهم”، معتبرا ان “قضية الأسرى قضية مركزية بالنسبة للشعب الفلسطيني، وفصائل العمل الوطني، وهي جزء من الثوابت الفلسطينية، التي لا يمكن تجنبها وتجاوزها أو القفز عنها باعتبارها قضية وطن وشعب”.
وأشار إلى أن “هذه الايام، تحولت السجون بمختلف أسمائها وأماكن وجودها إلى بدائل لأعواد المشانق، فبداخلها يجرى أبشع عمليات القتل الروحي والنفسي والتعذيب الجسدي، وبداخلها يتم إعدام الأسرى بشكل بطيء. وإدارة السجون تتفنن في ابتداع السبل والوسائل بهدف التضييق على الأسرى ومفاقمة معاناتهم، وتسعى جاهدة إلى استهداف كل جزئيات حياتهم الاعتقالية، من خلال تحديد ساعة النوم وفترتها، كمية الهواء وساعات التعرض للشمس، نوعية الغذاء وما يحتويه من قيمة غذائية وكمية السعرات الحرارية فيه، وتتدخل في لون الملبس ونوعيته”.
وكشف أن “الأسرى يعيشون ظروفا مأساوية، ويتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة وانتهاكات جسيمة تصل لدرجة الجرائم وفقا للتوصيف الدولي، وهذا ما دفع الأسرى إلى التحرك والبدء بالتحرك النضالي والتحضير للتصعيد في الايام القادمة، ردا على مجمل الانتهاكات والجرائم التي لم تعد تطاق. كما لم يعد بالإمكان تحملها أو الصبر والصمت إزائها. وهذه الحركة المتصاعدة بدأت منذ أسابيع عدة ومن خلال الإضرابات الفردية وتتطور وتتصاعد تدريجيا وصولا إلى الإضراب الجماعي والشامل”.
ورأى أن “ما يجري يستدعي المسارعة الى انهاء حالة الانقسام نهائيا، وتوحيد جهود الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقطاعاته وفصائله ومنظماته، وتجنيد الرأي المحلي والإقليمي والدولي، وتوسيع دائرة التضامن مع الأسرى ومساندتهم في إضرابهم، ودعم حقهم بالعيش بكرامة على طريق تحريرهم جميعا”.
واعتبر أنه “على العالم أجمع أن يدرك، بأن الأمن لم ولن يتحقق يوما في المنطقة، إلا بالسلام القائم على العدل، الذي يبدأ بإنهاء الاحتلال، وإطلاق سراح كافة الأسرى وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين”.
وختم موجها التحية إلى ” 300 طفل اسير و7 الاف مناضل اسير، والى كافة أبطالنا الأسرى” معاهدا إياهم أن “يبقى ملف الأسرى في أولويات جدول أعمالنا الوطني، من أجل إطلاق سراحهم جميعا، دون قيد أو شرط أو تمييز”.