الديار: لماذا جاء غورلي وحربا الى لبنان وهما من اخطر الارهابيين اعترافات عن الشبكات وكيفية ذبح الشهداء حميه ومدلج والسيد
كتبت صحيفة الديار اللبنانية:
انجاز جديد للجيش اللبناني يضاف الى انجازاته في حربه ضد القوى الارهابية، وبالتالي فان تساقط الرؤوس الارهابية في قبضة الجيش انما يؤشر الى كم كبير من المعلومات تملكها مخابرات الجيش اللبناني عن الارهابيين وتحركاتهم، وهذا ما يكشف عن امكانية وجود خرق جدي من قبل مخابرات الجيش اللبناني للقوى الارهابية، لان المعلومات عن العدو اكبر عامل للنجاح لأي جيش في العالم، هذا بالاضافة الى ان “التعاون الامني” العربي والدولي ادى الى الكشف ايضا عن شبكات ارهابية فاعلة.
لكن السؤال الاساسي، لماذا يتحرك ارهابيان بهذا المستوى من الخطورة وبهذه الطريقة غير الحرفية رغم امتلاكهما هذه المعلومات “الدسمة” وهل كانا يحضران لعمليات ارهابية تستدعي اشرافهما العلني؟ وهل يمكن لارهابيين بهذا المستوى أن يشاركا بعمليات عسكرية على الارض ربما تؤدي الى قتلهما او اعتقالهما.
لا شك بأن حجم المعلومات التي كشفها حسين غورلي وحسين حربا جعلت مراكز داعش والنصرة مكشوفة في الجرود وتحديداً لطيران ومدفعية الجيش اللبناني باستهداف هذه المواقع.
التحقيقات مع غورلي وحربا سرية للغاية، وهناك تكتم عليهما ولم ينشر الا القليل، وان قائد الجيش العماد جان قهوجي هو المطلع على كل التفاصيل وسيضع الرئيسين نبيه بري وتمام سلام في اعترافات الارهابيين ومخططهما.
“صيدان ثمينان”، ويملكان كنزاً من المعلومات وقعا في قبضة مخابرات الجيش اللبناني خلال 7 ايام، فبعد اعلان الجيش اللبناني القبض على الارهابي حسين غورلي الملقب بابو حارث الانصاري واحالته الى القضاء المختص، اعلن امس عن اعتقال ارهابي بنفس المميزات والمواصفات الارهابية ويدعى حسين محمد علي حربا، والموقوفان سوريان ومركز عملياتهما جرود عرسال عبر المشاركة بالعمليات العسكرية ضد الجيش اللبناني والاشراف على ذبح الجنديين اللبنانيين واقامة الكمائن واعداد السيارات المفخخة والقيام بالتصفيات الى سلسلة من الانشطة الارهابية.
وحسب المعلومات فان الموقوفين الارهابيين يملكان معلومات مهمة عن كيفية انتشار المسلحين في الجرود والمناطق المتواجدين فيها، والتحصينات العسكرية، وكيفية عملهم وتحركاتهم، واسماء القيادات التي تقود العمليات وصولاً الى آمري المجموعات، بالاضافة الى كيفية “ذبح” جنود الجيش اللبناني الشهداء عباس مدلج ومحمد حمية وعلي السيد، وكيف تدار العمليات؟ وكيف يتم معاملة الجنود، هذه المعلومات تشكل “مادة” دسمة للجيش عن “الخصم” سيستفيد منها في عملياته المستقبلية ضد المسلحين.
واشارت معلومات “الى ان حربا كشف عن العدد التقريبي للمسلحين وكيفية انتشارهم في ظل العلاقات الجيدة التي تربطه بـ”داعش” و”النصرة” كونه يترأس مجموعة مسلحة شاركت في معظم العمليات العسكرية في الجرود، وكشفت المعلومات ان “حربا” كان ينتمي الى “النصرة” وله علاقة جيدة بـ”داعش” وكافة المجموعات في الجرود، ويترأس حالياً مجموعة مستقلة.
ـ توقيف حربا ـ
وبالنسبة لاعتقال الارهابي حسين محمد جميل حربا بتاريخ 27/2/2015 فقد ذكر بيان قيادة الجيش مديرية التوجيه انها أحالت قبل ظهر اليوم (امس) إلى القضاء المختص الموقوف السوري حسن محمد جميل حربا، والذي كان قد أوقف بتاريخ 27 /2 /2015 لانتمائه إلى تنظيمات إرهابية وقيامه مع آخرين بالإعتداء على مراكز الجيش.
وقد أكّدت الإعترافات التي أدلى بها الموقوف خلال التحقيق معه انتماءه إلى التنظيمات الإرهابية وترؤسه مجموعة مسلّحة كانت تتنقّل بين جرود فليطا وبلدة عرسال وجرودها.
وتبيّن أيضاً أن الموقوف حربا قد شارك مع مجموعته في الاعتداء على حاجز وادي الحصن، وفي تقديم الدعم للمجموعات الأخرى التي كانت تستهدف المراكز العسكرية، وبعد خطف العسكريين حاول على رأس مجموعته السيطرة على حاجز وادي حميّد وفشل، كما شارك عدّة مرات في الهجوم على حاجزي وادي سويد ووادي حميّد التابعين للجيش.
وفي أيلول الماضي بايع المدعو حربا أحد التنظيمات الإرهابية وعيّن من قبل هذا التنظيم مسؤولاً أمنياً داخل عرسال. وتمّ تجهيزه بآلية وأجهزة إتصال وسبع عبوات ناسفة تزن كلّ منها 3 كلغ، وكلّف بزرع هذه العبوات عند مراكز الجيش، حيث قام مع مجموعته بزرع عبوة على طريق المصيدة وتفجيرها في اليوم التالي، وزرع عبوة قرب مستوصف الحريري داخل عرسال حيث تمكّن الخبير العسكري في الجيش من تفكيكها، كما زرع مع مجموعته عبوة أخرى على طريق وادي عطا ولكنها لم تنفجر، بالإضافة إلى قيامه بركن سيارة مفخّخة في محيط بلدة عرسال لم تنفجر أيضاً لتمكّن وحدات الجيش من ضبطها.
كما اعترف الموقوف بمحاولته استهداف شخص من آل الفليطي بواسطة سيارة مفخّخة داخل عرسا، وبإقدامه على تصفية عدد من السوريين في جرود البلدة، بالإضافة إلى اعترافات مهمّة أدلى بها الموقوف حول هويّة ومكان الأشخاص الذين يقومون بعمليّات تفخيخ السيارات، ومعلومات أمنيّة تتعلّق بنشاط المجموعات الإرهابيّة.
ـ اعتقال غورلي ـ
وكانت مخابرات الجيش اعتقلت ايضا الارهابي حسين غورلي في احد مستشفيات البقاع الغربي بعد ان كان يعالج من اصابة في رأسه اصيب بها في معارك رأس بعلبك ضد الجيش اللبناني، ولدى سؤال غورلي في المستشفى عن سبب اصابته فرد “بانه جراء اصطدام دراجته النارية في احدى الصخور على طريق رئيسية في البقاع، ثم ما لبث ان اعترف بان الاصابة جراء مشاركته في معركة رأس بعلبك ضد الجيش اللبناني وقد سلم غورلي الى القضاء.
وأوضح بيان صادر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه ان “المدعو غورلي كان أوقف في تاريخ 2 /3 /2015 لمشاركته في الاعتداءات على مراكز الجيش في جرود عرسال في الثاني من شهر آب العام 2014، وفي الاعتداء على مركز الجيش في تلّة الحمرا – رأس بعلبك بتاريخ 23 /2 /2015 حيث أصيب المذكور خلال تصدّي الجيش للمعتدين.
وخلال التحقيق معه اعترف بأنه تابع دورات عسكرية لدى التنظيمات الإرهابية، وشارك في كل معاركها على رأس مجموعة مسلّحة بايعت تنظيم داعش الإرهابي في تموز 2014، واتخذت قراراً بمهاجمة مراكز الجيش إثر توقيف الإرهابي عماد جمعة، حيث جرى بعده الاعتداء على مركز وادي الحصن التابع للجيش. كما اعترف الموقوف غورلي أنه تولّى حراسة العسكريين المخطوفين لدى داعش، ونقلهم من مكان إلى آخر، وكان شاهداً على ذبح العريف الشهيد علي العلي. كذلك كشف عن هوية من أقدم على ذبح العسكريين الشهيدين علي السيد وعباس مدلج، بالإضافة إلى معلومات حول طبيعة عمل التنظيمات الإرهابية وقادتها”.
واستجوب قاضي التحقيق العسكري عماد الزين أمس الاول الموقوف في جرم الإنتماء الى تنظيم “داعش” والقتال ضد الجيش في عرسال وأصدر مذكرة توقيف وجاهية في حقه، سندا الى المواد 335 و549 و549201 عقوبات والمادتين5 و 6 من قانون الإرهاب الصادرفي 1111958 و72 أسلحة وذلك بعدما اعترف بتفاصيل مهمة وكثيرة عن عملية ذبح العسكريين المخطوفين والقتال ضد الجيش في عرسال.
وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، على غورلي في جرم الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح بهدف القيام باعمال ارهابية والاشتراك في القتال ضد الجيش في عرسال والمشاركة في خطف العسكريين المخطوفين.