الديار عن جنبلاط: مقال نيويورك تايمز يُذكرني بمخطط كيسنجر لتقسيم المنطقة
ذكرت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي لـ”الديار” ان “رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط ابدى اهتماما بالغا بالمقال الذي نشر في صحيفة “نيويورك تايمز” وتناول قضية تقسيم 5 دول من منطقة الشرق الاوسط، مرفقاً ذلك بخرائط، والذي قد مرّ مرور الكرام لدى بعض السياسيين الذين صنفوه في خانة “حكي جرايد” لعدة اسباب، يأتي في طليعتها ان الصحيفة التي تناولت هذا الموضوع تتمتع بصدقية عالية ولديها ما يكفي من مصادر المعلومات داخل كواليس صناع القرار الاميركي، بالاضافة الى ان جنبلاط يتمتع بقدرة على استشراف الافاق بحكم شبكة من العلاقات الدولية والاقليمية”.
اضافت الاوساط ان جنبلاط قرأ المقال المنشور بامعان وعلق عليه بالقول: ان “الخرائط تذكرني بمخطط كيسنجر وطلب من احد المسؤولين لديه الحصول على نسخة من خرائط التقسيم التي راجت في العام 1975 اثر انطلاقة اولى شرارات الحروب الاهلية اللبنانية والموجودة في ارشيف جريدة “النهار”، وانه عندما استبق الجميع ساخراً من الضربة الاميركية على سوريا، مشيراً الى ان من يراهن على “التوماهوك” يعتبر ساذجا. لم يقل ذلك لولا معرفته العميقة بالسياسة الاميركية، لان الضربة لو حصلت لادت الى انهيار النظام السوري، في وقت خططت فيها لادارة الاميركية لاطالة امد الاقتتال في سوريا حتى اشعار آخر وبهدف احلال اكبر دمار في سوريا واضعاف كافة المتقاتلين في المناطق السورية ودفعهم للقبول بالطبق الاميركي للمنطقة والذي يضع امن اسرائيل فوق كل اعتبار”.
ولفتت الاوساط الى ان “ما يقلق جنبلاط تقسيم المنطقة على خلفية استكمال تطبيق “اتفاق سايكس بيكو”، وان روسيا على الرغم من دعمها للنظام السوري الا انها بالنتيجة لن تقف في وجه التقسيم اذا راعى مصالحها في المنطقة، وان ما يحصل في العراق يوازي بدمويته ما يحصل في سوريا، حيث يرى المحللون ان تقسيم المنطقة قد يبدأ من العراق المفروز ديمغرافياً وطائفياً حيث يتموضع الثقل السني في الوسط ويمتد ليتلاقى مع نظيره في شمال حلب، واذا كان ما نشر في “نيويورك تايمز” يشير الى قيام دولة سنية ودولة علوية واخرى درزية وكردية متصلة باكراد العراق، الا ان التقرير لم يشر الى امتداد الدولة الدرزية الى لبنان.
واوضحت الاوساط انه “من هذه الزاوية يحاول جنبلاط استباق العاصفة قبل ان تضرب الساحة المحلية المزعزعة سياسيا وامنيا واقتصاديا، حيث المجلس النيابي في عطلة قسرية وتشكيل الحكومة في انتظار التوافق الاقليمي السعودي – الايراني، يضاف الى ذلك النزوح السوري الذي بات يشكل كابوسا فعليا خطرا في ظل ما حل في اجتماع جنيف للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وقبول 17 دولة فقط للمساهمة في استقبال لاجئين سوريين اليها بمعدل 300 لاجئ في كل منها بينما قد يتعدى عددهم في لبنان المليونين مع استمرار المعارك في الداخل السوري”.