الدولة اليهودية و سورية
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:
تبدو إطالة الحرب العالمية على سورية هدفا تتلاقى عليه دول الغرب الاستعماري و قاعدتها الصهيونية في المنطقة و الاستثمار في هذه الحرب يقوم على معادلة تدمير سورية و إعلان الدولة اليهودية عبر تطهير عرقي شامل يستهدف فلسطينيي الضفة و الأرض المحتلة عام 48 .
اولا جميع الخطوات الأوروبية و الخليجية التركية تحظى بمباركة و دعم حكومة الولايات المتحدة و هو ما اعترف به جون كيري امس جهارا و بالتالي انهارت الكذبة السمجة و الرخيصة عن خلافات بين الولايات المتحدة و حكومات مستعمراتها في اوروبا و المنطقة ، إنه توزيع أدوار محكم و كل ما أشيع خلاف ذلك كان الهدف منه ذر الرماد في عيون الروس و الصينيين و الإيرانيين للتأثير على مستوى اندفاعهم في اتجاه تقديم الدعم و المؤازرة للدولة الوطنية السورية و لتلافي انتقال جميع القوى العالمية و الإقليمية المناهضة للهيمنة نحو تحرك رادع و مؤلم اقتصاديا و سياسيا ضد جميع المتورطين في العدوان على الدولة السورية التي تقاوم نيابة عن كل شعوب الأرض المتوثبة للتخلص من الهيمنة الاستعمارية الأميركية على العالم المعاصر فتعزيز الوهم باقتراب التسوية و برضوخ اميركي لشروطها غايته كسب الوقت لصالح العصابات التي أغدقت عليها الأسلحة و الأموال و تقرر ان تشكل لها حكومة فباتت واجهات المعارضات السورية العميلة مثل “جراب الحاوي ” باللهجة الشامية في كل مرة تطلع منها تركيبة و يسمى رئيس و هي أكثر التشكيلات السياسية المعروفة تغييرا للتسميات و الرؤساء و الحاوي هنا هو المهرج الأميركي يصاحبه الكومبارس التركي الخليجي الأوروبي التعيس .
ثانيا كشف رئيس الأركان الصهيوني الجنرال بني غانتس معالم المخطط الأميركي الإسرائيلي لاستثمار الحرب العالمية على سورية عندما قال في مؤتمر هرتسيليا إنه لو طالت هذه الحرب ( بلهجة التمني ) فسوف تتشظى سورية – و معاذ الخطيب نفسه صرح بأن إعلان حكومة سيكون إيذانا بتقسيم سورية – و لكن غانتس أردف قائلا ان العدوى سرعان ما سوف تنتقل إلى لبنان و الأردن و العراق و ان هذه الحروب المتنقلة سوف تولد ملايين النازحين العرب في المنطقة و يمكن عندها لإسرائيل ان تتحرك لتهجير الفلسطينيين من الضفة و من الأرض المحتلة عام 1948 و يمكن لمشروع توطينهم مع جموع النازحين الأخرى أن يمر لتعلن إسرائيل قيام الدولة اليهودية النقية و دعا جيشه ليكون جاهزا لاجتياح غزة بالمناسبة لأن الحروب التي يبشر بها بعد تشظي سورية سوف تحدث انقلابا في البيئة الاستراتيجية لمصلحة إسرائيل و يقينا إن كلا من تركيا و محميات الخليج و المستعمرات الأوروبية تعمل و بكل إدراك مسبق وفقا لهذا المخطط و هذا هو ما يفسر إشارة كونيللي بالتصعيد في لبنان و ما يجري في العراق و الأردن عطفا على ما يتم في سورية من تخزين أسلحة و اموال و إرهابيين من كل العالم بما يخدم إطالة امد الحرب لسنوات و محاولة دفع سورية إلى التشظي الذي يراهن عليه الصهاينة لإعلان الدولة اليهودية بعد تطهير عرقي شامل ضد الفلسطينيين (هل يقرأ الأخ خالد مشعل ليعرف ما اقترف بيديه و بيد أخوانه في تنظيم الأخوان ؟).
ثالثا منذ امد بعيد كان الترابط العضوي بين سورية و فلسطين ميزة لتاريخ المنطقة و لمقاومة الغزوات الاستعمارية و اليوم يتقرر مصير فلسطين و شعبها و قضيتها في الميدان السوري فانتصار مقاومة سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد و نهوض دولتها الوطنية المركزية و جيشها له معنى واحد هو منع قيام الدولة اليهودية و منع المذابح القادمة بحق الشعب الفلسطيني لكن الأكيد ان كلفة النصر ستكون أقل في حال انتقلت منظومة المقاومة للمبادرة و أربكت الحلف المعادي بجميع مكوناته و خصوصا محميات الخليج و حكومة تركيا المتآمرة مع الصهيونية العالمية و الاستعمار الغربي .
قدر سورية ان تكون قلعة الشرق الحرة و قلب العالم و هي تكتب تاريخا جديدا للشرق و للعالم و ما ينبغي قوله لجميع حلفائها انهم شجعان و مبادرون و اتخذوا مواقف مشرفة لكنهم مدعوون للتخفف من الكذبة الأميركية عن التسوية بالإصرار فورا على تنفيذ خطة وقف العنف التي طرحها الرئيس الأسد و تبناها أصدقاء سورية الذين ما يزالون رغم كل شيء فعلوه لأجلها أقل جسارة من أعدائها .