الدعايةُ والحربُ النفسية.. وأدواتُ العدوان المهترئة
صحيفة المسيرة اليمنية-
عبد القوي السباعي:
بعد فشلهِ الذريعِ سياسياً على كافة الأصعدة, وعسكرياً في مختلف الجبهات والمحاور, وأمام كل الانتصارات التي يحققها المجاهدون الأبطال في الجيش واللجان الشعبية, سعى ويسعى جاهداً تحالُفُ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي الصهيوني, وأدواتُه من العملاء والخونة والمرتزِقة, في محاولةٍ يائسةٍ لاختراق جبهتنا الداخلية الفولاذية وخلخلةِ تماسكها الصُّلب, من خلال تبني استراتيجياتٍ متعددة, أبرزُها استراتيجيةُ حربهِ الاقتصادية الشاملة والمتمثلة بالحصار الخانق جواً وبراً وبحراً, واتخاذُه سياسةَ التجويع الممنهَج والإفقار المنظَّم لمختلفِ شرائح المجتمع اليمني.
ناهيك عن حملاتهِ الإعلامية والدعائية بمختلف قنواته ووسائله, أو عبر عناصره من سَدَنَةِ الطابور الخامس, المتغلغلين في الأوساط المجتمعية بمختلف فعالياتهم الموبوءة عمالةً وحقداً, والتي دائماً ما تجيدُ الكذبَ والخِداعَ والمكرَ وتوظيفَ الوقائع والأحداث عن طريق تزييف الحقائق والتلاعب بالألفاظ والمصطلحات؛ بهدفِ بَثِّ روح الانهزامية وإشاعة الخَوفِ والرُّعب في الأوساط الجماهيرية, وتضليلِ الرأي العام العالمي بما يخدُمُ تحالفُهم العدواني المشؤوم.
لذلك فالوعيُ بأهدافِ تحالف العدوان وأساليبِه المتعددة والتوكل على الله, هو خيرُ سبيل للوِقاية من الدعايات السوداوية والحروب النفسية التي لم تكُنْ جديدةً, بل واكبت العدوانَ على مدى سبع سنوات, يقولُ الله جل وعلا: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ), (آل عمران:173).
الأمرُ الذي يتوجَّبُ علينا كأُمَّةٍ مؤمنةٍ تجسيدُ مبدأَ الثقة بالله وبالقيادة والجيش واللجان, والتوكل على الله في كُلِّ الاتجاهات, وتهيئة المناخات اللازمة التي تسيرُ بنا إلى النصر المحقَّق بإذن الله تعالى, ومن جانب آخر تفعيلُ الرقابة والمحاسبة وعدمُ التساهُلِ أمام كُلِّ مَن تسوّل له نفسُه المساسَ بالجبهة الداخلية؛ لما لها من انعكاسات سلبية على قيّم الصمود والثبات, ودوافع التصدي والمواجهة.
هُنا أدعو كُلَّ مَن نال شرفَ الدفاع عن اليمن الأرض والإنسان والهُوية, وحَمَلَةَ الأقلام الحُرة والكلمات الشريفة, أن يتصدوا لكل أشكال وأساليب العدوان التي تستهدفُ منظومةَ الوعي والإدراك المجتمعي تشويهاً وتشتيتاً.. إرهاباً وتخويفاً, والتي دعا إليها السيدُ القائدُ –يحفظُهُ الله– في أكثرَ من مناسبة, كُلٌّ من موقعِه وبحسب إمكانياته وقدراته, كما أن على جميع مَن نالوا شرف التكليف وتحمُّل المسؤولية في مختلف قطاعات ودوائر وإدارات الدولة, أن يدركوا حقيقةَ هذه المعركة المتمثلة بمعركة الوعي, من خلال الاستمرارِ في التصدي الحازم, وسَدِّ الثغرات التي يحاولُ أن يَنْفُــذَ منها أزلامُ العدوان وأدواتُه.
فنحنُ اليومَ أمامَ استحقاقٍ تاريخيٍّ لنصرٍ عظيمٍ وكبيرٍ بإذن الله تعالى, فما علينا إلا التوكُّلُ على الله والثقةُ بنصره وتأييده, وبحكمة القيادة الثورية السياسيّة والعسكرية, والتسليمُ لها والوقوفُ إلى جانبها إصراراً وتحدياً في مواجهة العدوان بكل أشكاله وفعالياته.