الداخلية: خيانة أحد رجال الأمن مكّنت الانتحاري من تفجير مسجد الطوارىء
خلافاً للعمليات الإرهابيّة الأخرى، لم تعلن أية جهة تبنيها للهجوم الذي استهدف مسجد الرضا في الأحساء، بما في ذلك تنظيم “داعش” الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات مماثلة وقعت خلال العامين الماضيين في المملكة، واستهدفت ستة مساجد، منها أربعة للشيعة، وخامس للطائفية الإسماعيليّة، وسادس لأهل السنة في عسير، جنوب السعودية.
وفي حين عمدت بعض المواقع الموالية للقاعدة إلى نشر فيديوهات تشيد بالهجوم على الأحساء، فإنّ “داعش” اختار حتى الآن عدم الإعلان عن مسؤوليته عنه، فيما رجّح مراقبون أن يكون القبض على الانتحاري الثاني السبب وراء ذلك، حيث لجأت التنظيمات المتشددة إلى عدم الإعلان عن تبني عملياتها في حال القبض على أحد عناصرها أثناء عملية التنفيذ.
الأصداء الغاضبة التي أحاطت حادثة الأحساء، عمدت وزارة الداخلية إلى التغطية عليها بحادثة الهجوم على مسجد تابع لقوات الطوارىء السعودية في عسير الذي وقع في أغسطس الماضي.
وزارة الداخلية اختارت اليوم الثاني للهجوم على الأحساء لتُعلن عن تفاصيل الهجوم في عسير، حيث كشفت أن رجل أمن ساعد انتحاريّ من “داعش” على الدخول إلى قاعدة “خميس مشيط” الخاصة بقوات الطواريء، وتمكن من تفجير نفسه بالمسجد، الذي أوقع حينها 15 قتيلاً، بينهم 11 من رجال الأمن.
وقال الناطق باسم الداخلية، منصور التركي، في مؤتمر صحافي بأنّ الانتحاري يوسف السليمان ارتدى الحزام الناسف ودخل مقر قوة الطواريء في سير بمساعدة أحد عناصر الخلية، وهو الجندي بقوة الطواريء صلاح علي الشهراني. وأوضح التركي بأنّ الحزام الناسف تم نقله من الرياض إلى “خميس مشيط” عن طريق السعودي فهد الحربي الذي استعان بزوجته في إخفاء الحزام.
وكانت عملية “خميس مشيط” أثارت جدلاً واسعاً، وأورد محللون استحالة دخول الانتحاري إلى القاعدة المحصنة دون مساعدة منْ في داخلها.
ومع الكشف عن هذه التفاصيل، تساءل ناشطون عن مدى توغل عناصر “داعش” داخل الأجهزة الأمنية السعودية، وما إذا كان التحريض المذهبي الرسمي له أثره في تحويل هذه الأجهزة إلى بيئة حاضنة لتكفيريين متعطشين لتنفيذ عمليات إرهابية شبيهة بما حصل في الأحساء وغيرها.