“الخليج”: أزمة أميركا إقتصادية سياسية في دوافعها وفي نتائجها
أشارت صحيفة “الخليج” الإماراتية إلى ان “الولايات المتحدة عاشت أزمة سياسية تتمحور حول الموازنة، وهي قد تبدو في ظاهرها عقائدية لكنها حقاً اقتصادية سياسية في دوافعها وفي نتائجها، فالمحافظون المتطرفون الذين يسيطرون على الكونغرس يربطون رفع سقف الموازنة بتنازلات تتصل بالبرنامج الصحي للرئيس الأميركي، ببساطة هؤلاء يدفعهم في الظاهر التزامهم العقائدي بعدم زيادة الإنفاق لكنهم في الحقيقة يدفعهم انتماؤهم الاجتماعي وارتباطاتهم الاقتصادية بلوبي الأغنياء للتأثير في مجرى السياسة الاقتصادية في الولايات المتحدة”.
وفي إفتتاحية الصحيفة، أضافت انهم “لا يعارضون زيادة الإنفاق العسكري الذي يفيد الشركات الكبرى ومعها طبقة الأغنياء، وهم يطالبون بخفض الضرائب على الشريحة الأعلى ثروة ودخلاً في الولايات المتحدة، هم مع الإنفاق إن أفاد القلة، وهم ضده إن أفاد الكثرة، وهم مع زيادة الضريبة إن مست الكثرة، وضدها إن طالت القلة”، مشيرةً إلى ان “تماماً هذا ما نشهده في المسرح السياسي الأميركي حينما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان أو أسلحة الدمار الشامل، فسلاح الدمار الشامل حتى إن كان غير فعال يقيمون عليه الدنيا إن كان في اليد غير الصحيحة، والسلاح النووي الذي تحوزه إسرائيل بالمئات يتم الدفاع عنه لأنه في اليد الصحيحة”.
وأضافت ان “المجموعة التي حبست أنفاس الولايات المتحدة ومعها معظم بلدان العالم بسبب النتائج الخطيرة على اقتصاداتها وبالتالي على استقرارها لا يهمها ما سيصيب المواطن الأميركي العادي، ولا ما سيطال شعوب البلدان الأخرى من مخاطر نتيجة تداعيات هذه الأزمة، لأنها تصرّ على تحقيق أهدافها التي تغطيها بالدثار العقائدي، لكنها في الحقيقة ليست إلا أهدافاً سياسية تخدم مصالح قلة في الولايات المتحدة، وهذا تماماً ما يفعله هؤلاء حينما يدفعون بلادهم إلى شن الحروب على البلدان الأخرى بحجج حقوق الإنسان أو أسلحة الدمار الشامل، لكنهم في الحقيقة إنما يخدمون مصالح لوبيات لها مصالح في الحرب مثل اللوبي اليهودي أو المجمع الصناعي”، قائلةً: “كان هذا هو الحال في مختلف الحروب والتدخلات التي قامت بها الولايات المتحدة، كثير منها كانت تدفع إليها مجموعات ترفع شعارات سامية لكنها في واقع الأمر كانت تخدم مصالح ضيقة داخل الولايات المتحدة، وأسهل على هذه المجموعات أن تختبئ خلف المبادئ والعقائد من أن تصرح بحقيقة مقاصدها، لأنها لو فعلت لما وجدت صدى لصرخاتها . ويساعد هذه المجموعات المنظمة في عملها غالباً إعلام أميركي متواطئ مع أهدافها أو خائف من قدراتها”.