الخداع والمراوغة الاميركية
صحيفة كيهان العربي ـ
مهدي منصوري:
تساءلت بعض الاوساط الاعلامية والسياسية من انه هل اصرار بارزاني على اجراء الاستفتاء جاء بضغوط اميركية صهيونية، رغم كل الرفض المحلي والاقليمي والدولي؟، و هل اراد بارزاني وبهذا الاستفتاء ان يحقق الحلم الاميركي الصهيوني بوضع الخطوة الاولى لتحقيق مشروع بايدن في تقسيم العراق؟.
ومن الطبيعي ان الجواب على هذه التساؤلات يأتي بالايجاب لان الذي تابع الموقف الاميركي المراوغ والخادع والذي اكد ومن خلال جعجعة اعلامه المزيف رفضه للاستفتاء وانفصال كردستان عن العراق وغيرها من التصريحات التي تصب في هذا المجال اتضح انه ينفخ في النار كي يصعد لهيبها الى اعلى مايمكن.
لان التصريحات التي خرجت بالامس وبعد انتهاء الاستفتاء والذي جاء مغايرا لكل التصريحات السابقة بعض التغريدات من قبل بعض صناع القرار الاميركي وبعض اعضاء الكونغرس وفي تحول ملفت من ان الاستفتاء قد عبر وبوضوح عن ارادة الشعب الكردي ولابد من احترام هذه الارادة ووصل باحد اعضاء الكونغرس المطالبة باصدار قرار بالاعتراف بدولة كردستان.
ولم يكن الموقف الاميركي هذا مستغربا بل لانه وكما معروف عنها ومن خلال تجربة مريرة انها لايمكن الاعتماد والثقة بها لان المصالح هي التي تحكم مواقفها وليست المبادئ.
ولكن والذي لابد من الاشارة اليه ان الراي العام العراقي قد رفض الاستفتاء الذي سيفضي الى انفصال هذا العضو المهم عن الجسد العراقي خاصة وان الاكراد قد تعايشوا مع اخوتهم العراقيين وفي مختلف محافظات العراق ولايمكن لقرار مثل هذا ان يشتت او يفرق هذه اللحمة الوطنية العراقية، وقد اشارت بعض الاوساط السياسية والاعلامية الكردية من ان عملية الاستفتاء لايمكن ان تفصلنا عن اخوتنا وانهم جزء لا يتجزأ من هذا البلد. بحيث يمكن القول ان مثل هذا الامر سيفشل الامال الاميركية الصهيونية التي تريد ان تجعل من كردستان مدخلا او منفذا لتحقيق عملية تقسيم هذا البلد.