الحلقي:الحرب تستهدف الجيش لصالح اسرائيل
موقع قناة العالم:
اكد رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي انه يحمل رسالتين الى القيادة الايرانية وان الرئيس بشار الاسد كلفه بالمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني، فيما اتهم الحلقي الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول العربية بأنها غير جادة في ايجاد حل سياسي للازمة القائمة في بلاده.
حرب كونية على سوريا
وقال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية: الحرب في سوريا تمضي الى الامام بعد اكثر من 28 شهرا على بداية الازمة، وفي كل يوم هناك مستجدات ومتغيرات تفرضها الظروف المحيطة، لان الازمة السورية لم تعد ازمة داخلية خارجية، معتبرا ان المكون الداخلي فيها بدا على شكل مطالب اصلاحية وتم التعاطي معها منذ بداية الازمة من خلال تكيف القيادة السياسية في سوريا مع هذه المطالب، لكن تبين فيما بعد ان هناك مؤامرة كبيرة تشن على سوريا وحرب كونية متعددة الجوانب سياسية وعسكرية وامنية واقتصادية وفي الاعلام المضلل لتشويه الحقائق وقلبها للرأي العام.
واضاف الحلقي : اليوم لا يبدو في الافق ان هناك موعدا قريبا لحل الازمة انطلاقا من ان قوى اقليمية وغربية تقف خلفها الولايات المتحدة واسرائيل لا تريد لهذه الحرب ان تنتهي بما تحقق على الارض من انجازات لاسيما ما تحقق على يد الجيش العربي السوري خلال الفترة الاخيرة.
الحرب تستهدف الجيش لصالح اسرائيل
واكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان كل المؤشرات والمعطيات تؤكد ان هذه القوى لا تزال لديها رغبة في استمرار هذه الحرب التي تستهدف كل مكونات الدولة السورية بكل مؤسساتها خاصة الجيش، خاصة بعد خروج الجيش المصري من المعركة القومية وحل الجيش العراقي منذ عام 2003، وكان الهدف هو اقصاء المؤسسة العسكرية واضعاف هذه المؤسسة وتفتيتها، وصولا بسوريا الى دولة فاشلة لا تستطيع ان تحمي حدودها وشعبها، اضافة الى استهداف البنى التحتية الخدمية والاقتصادية والتنموية في سوريا.
واكد الحلقي ان ما يجري في سوريا يروق لكل من الغرب والولايات المتحدة ولاسرائيل بشكل خاص لانها المستفيد الاكبر من هذه الازمة، وليس لهؤلاء مصلحة في انتهاء هذه الحرب لان سوريا لا تزال تقف على رجليها بقوة ولا تزال البنى التحتية والخدمية تقوم بدورها تجاه المواطنين السوريين، والاقتصاد الوطني لا يزال مستقرا الى حد ما.
الازمة في سوريا لا تنتهي في المدى القريب
واعتبر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان المؤشر على ان الحرب في سوريا لا تنتهي على المدى المنظور هو ان هذه الدول لا تزال تعلن تسليح وتمويل وايواء كثير من المجموعات الارهابية التي تتدفق باعداد كبيرة على سوريا.
وشدد الحلقي على ان قوة النظام وتماسكه ناشئة من التلاحم ما بين الجيش والشعب، الذي اصطف بعضه في بداية الازمة باتجاه اخر لكن عندما اتضحت الحقائق وتبين ان ما يجري في سوريا هو ليس اصلاحا ديمقراطيا بل هو حرب تستهدف الدولة بكل مكوناتها، اصطف الشعب والتحم مع الجيش ما اعطى قوة واستمرارية لصمود الدولة السورية وتأدية واجباتها تجاه ابناء شعبها، من دفع رواتب وتقديم خدمات في التعليم والصحة ومستلزمات الاغاثة للمهجرين ودعم المواد التموينية.
واشار الى ان العالم اليوم يصطف فريقين، الاول يعي تماما ما يجري في سوريا ويقف الى جانبها في كل المحافل الدولية وعلى رأسها روسيا وايران ودول البريكس وبعض الدول العربية التي تعي ما يجري في سوريا وما هي اختلاطات الازمة فيها، في مقابل الفريق الاخر الذي تتزعمه الولايات المتحدة ويضم الغرب وتركيا ودول الخليج (الفارسي) مثل قطر والسعودية، معتبرا ان هذا الاصطفاف جعل الازمة تمتد وتأخذ منحى دوليا.
الازمة السورية حرب بين محورين
واكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان سوريا انفتحت على كل المبادرات منذ بداية الازمة وتعاونت معها وتكيفت مع كل الطروحات المقدمة، فيما قامت بلقاءات تشاورية من اجل عقد مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة كل القوى والاحزاب انطلاقا من الواقع السوري من اجل حل المشكلة بالطريق السياسي السلمي الذي يرسم مستقبل سوريا.
تابع الحلقي ان سوريا وافقت على المشاركة في مؤتمر جنيف اثنين واعلنت انها مع هذا المؤتمر وبدون اي شروط مسبقة، لكن هناك حتى الان عدم وضوح في راي الجانب الاخر ومن يقف خلفه من القوى الغربية والاقليمية والعربية.
واوضح ان هناك تناقضات وعدم انسجام ما بين مكونات الائتلاف المعارض، وفي كل يوم هنالك تصريحات متناقضة لرئيس الائتلاف الذي تبدل كثيرا خلال الفترة الماضية، حيث يبدي في دولة رغبته في المشاركة في مؤتمر جنيف اثنين وينقلب على ذلك في دولة اخرى.
سوريا مع كل حل سلمي والتقت حتى بعض المسلحين
وشدد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي على ان سوريا مع كل حل سلمي يفضي الى رسم مستقبل سياسي ديمقراطي تعددي لسوريا، وجاهزون لذلك في اطار الذهاب الى جنيف او الحوار الوطني في سوريا لتحقيق طموحات كل السوريين، وفق ما تقره صناديق الاقتراع.
واشار الحلقي الى ان الحكومة السورية تستكمل الان كل الاجراءات واللقاءات مع كل القوى والاطراف السياسية، معتبرا ان الحكومة مفتوحة على كل الاراء وكل من يؤمن بالحل السياسي الداخلي السلمي وبعيدا عن اي اجندات خارجية وارتباطات مع اسرائيل.
وتابع : ان الحكومة التقت حتى بعض من كانوا يحملون السلاح ضد الدولة في بداية الازمة وشعروا بانهم مخطئون وارادوا العودة الى احضان الوطن، الذي تقع مسؤولية بناءه على الجميع.
دور سلبي للجامعة العربية في علاقات سوريا مع العرب
واشار رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الى تراجع العلاقات بين سوريا وبعض الدول العربية خاصة في ظل رئاسة قطر للجامعة ما جعل العلاقات تأخذ منحى الخصومة، لكن عندما اتضحت الحقائق وانكشف الستار عن الحرب التي تشن على سوريا بدأت بعض هذه الدول تتراجع عن موقفها الذي اعلنته بداية لكن لا تستطيع الافصاح عن ذلك خشية عقوبات الولايات المتحدة التي تفرض وصايتها عليها.
واعتبر الحلقي ان العلاقات السورية العربية ليست على ما يرام بسبب الدور السلبي للجامعة العربية، باستثناء التواصلات المباشرة مع بعض الحكومات مثل العراق والتنسيق الاقتصادي معها، وبعض الدول الاخرى عبر التواصل الدبلوماسي وغير ذلك.
فشل مشروع الاسقاط، وبدء حرب اقتصادية
واشار رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي الى مراهنة اعداء سوريا على سقوط النظام خلال اسابيع او شهر ، منوها الى ان ارادة الشعب وصمود الجيش وتماسكه ومهاراته القتالية جعلتهم محبطين في هذا الجانب اضافة الى الدبلوماسية السورية مع الاصدقاء وخاصة الفيتو الروسي الصيني في اكثر من مرة.
واضاف الحلقي ان ذلك جعل الاعداء يتجهون الى الملف الاقتصادي ، مشيرا الى انه لا وجود لنمو اقتصادي في ظل الازمة بسبب استهداف البنى التحتية، لكن الاقتصاد وتنوع مصادره جعله يبقى متوازنا ولا يترنح ويتهاوى كباقي اقتصاديات بعض الدول التي تعتمد على جانب واحد من مكونات الاقتصاد.
واكد ان الاقتصاد السوري مايزال يقدم واجباته تجاه الشعب لكن هناك استهدافا ممنهجا للبنى الاقتصادية والمعامل والمؤسسات الانتاجية وسرقة اكثر 1500 معمل، وتدميرها بشكل ممنهج، كي لا تؤدي دورة انتاجية وطنية سلعية، ما جعل هناك نقصا في تدفق السلع الى السارع السوري.
وتابع الحلقي انه الى جانب ذلك هناك حصار اقتصادي فرض على سوريا منذ بداية الازمة، استهدف المؤسسات المصريفية والتجارية والتأمين والنفط، ما جعل هناك جانبا ضاغطا، بالاضافة الى تدفق السلع الى الداخل السوري ما ادى بمجموعه الى حالة من ارتفاع وغلاء المستوى المعيشي للشعب.
دعم المتضررين، رفع الرواتب، وتوسيع السلمة التموينية
واوضح رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان الحكومة عمدت الى رفع مستوى الرواتب لتقوية القدرة الشرائية للمواطن، بالاضافة الى توسيع السلطة التموينية المدعومة الى ست بدل اثنتين من اجل تأمين المواد الاساسية بأسعار مدعومة.
واشار الحلقي الى ان هناك اكثر من 844 مركز ايواء للمتضررين من الحرب، وتقدم لهم كل المواد الضرورية من ماء وغذاء وكساء، مؤكدا ان الحكومة تتعاطى بايجابية مع كل ما ما شأنه الارتقاء بالمستوى المعاشي للمواطن.
وشدد على ان هناك تعاونا ايضا ما بين المنظمات الدولية المجتمع الاهلي في تقديم الدعم للمتضررين والمهجرين من جراء الازمة وعددهم ليس بقليل.
العلاقة مع ايران تاريخية
واكد رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي عمق العلاقة بين بلاده وايران وقال انها علاقة تاريخية وقامت منذ انتصار الثورة الاسلامية في عام 1979، مشدداعلى ان العلاقات بين البلادين متجذرة وتزداد في كل يوم وشهر وعام رسوخا ، انطلاقا من مصلحة الشعبين الصديقين والمصالح المشتركة والتحديات التي يواجهها البلادين على المستوى الاقليمي والعالمي.
واوضح الحلقي ان سوريا وايران اليوم هما جزء من محور المقاومة ، الذي اصبح المحور الاساسي في وجه المحور الصهيوني الاميركي الذي يستهدف المنطقة وشعوبها وتاريخها وحضارتها، معتبرا ان التنسيق بين سوريا وايران ليس وليد الازمة السورية القائمة.
علاقات اقتصادية متنامية
وتابع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين اصبحت تسير باتجاه يوازي العلاقات السياسية الراسخة، معتبرا ان الاقتصاد السوري يعاني، ولابد من الاتجاه الى الدول الصديقة وعلى رأسها ايران.
واوضح الحلقي : من هنا تبلورت صياغة الاتفاقيات الاقتصادية المبرمة بين البلدين التي تبلورت منذ اكثر من سنة ويجري استكمالها، منوها الى انها تشمل قطاع الكهرباء والصحة وانشاء المطاحن وقرضا ائتمانيا يسهل مرور السلع الغذائية والتموينية من ايران الى سوريا.
وبين ان الكثير من حقول النفط وخطوط نقل النفط والمشتقات قد طالها الضرر بسبب العمليات الارهابية، ما جعل هناك احتياجات من المشتقات النفطية لتلبية الاحتياجات الداخلية، الامر الذي استلزم ابرام اتفاقية مع ايران لتوريد مادة النفط الخفيف وباقي المشتقات الى سوريا على مدى عام كامل.