“الحريري” كلمة مُشتركة لجميع الأزمات المُفتعلة في لبنان
وكالة مهر للأنباء-
مهدي عزيزي:
لا يقتصر اسم الحريري في لبنان على كونه اسم عائلة سياسية واحدة. فبالنظر إلى الأحداث السياسية في لبنان، وخاصة منذ عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، يمكن ملاحظة أن الكلمة المشتركة لجميع الأزمات اللبنانية المُفتعلة هي كلمة تحت عنوان “الحريري”.
وبقدر ما تم تشبيه اغتيال رفيق الحريري عام 2005 بأحداث 11 سبتمبر؛ وذلك لأن اغتياله كان إيذاناً ببداية مؤامرة جديدة في لبنان تم حياكة جميع مراحله، إلا أنه كان لابد من تحقيق بعض النتائج.
لقد تحققت معظم الأهداف والنتائج الكامنة وراء عملية اغتيال الحريري، لكن النقطة الأساسية التي ما زالت بعيدة المنال بالنسبة لأمريكا والتيارات الدائرة في فلكها في لبنان، هي تقليص الدور السياسي والقدرة العسكرية للمقاومة في لبنان.
مهّد اغتيال الحريري الطريق لتشكيل توجّهات سياسية بين التيارات المعارضة للمقاومة والموالية لأمريكا. قسّمت تلك التشكّلات السياسية الجديدة والأدبيات السياسية الوليدة لبنان إلى قسمين أساسيين وهم 14 مارس و8 مارس مع انقسام أنصار الحريري والمقاومة.
أصبح سعد الحري بمثابة الوريث السياسي الوحيد للأب، وطلب الدعم في هذا السبيل، فضلاً عن طلب الجنسية الفرنسية والسعودية. وبالإضافة إلى الانتماء السياسي وخلفية سعد الحريري السياسية، فإنه يتمتّع بسمات شخصية يُمكنها أن تُكسِب أيضًا ثقة الأمريكيين بالصينيين في لبنان.
لقد شكّل افتقاد الحريري للثقة بالنفس ، والخوف ، والازدواجية والاستسلام، إلى جانب إرث والده، نقطة اعتماد موثوقة للأمريكيين والسعوديين. لقد تم وضعه في التركيبة السياسية اللبنانية كما كان، وغيابه لاحقاً أبقى على الفراغ السياسي في لبنان وحال دون تحقيق الاستقرار والهدوء.
استقالة الحريري وإبقائه في السلطة سيّان الهدف منه منع تحقيق السلام في لبنان
إن استقالة الحريري وإصراره على البقاء في السلطة في نفس الوقت فضلاً عن خلق ضغط اجتماعي في لبنان بهدف إخضاع حزب الله، جميعها أمور لاتدع مجالاً للشك بأن استقالة الحريري وبقائه في السلطة أمر واحد، الهدف منه هو منع تحقيق السلام في لبنان.
كما تعتقد بعض التيارات السياسية أن الحريري فقد موقعه ومكانته في لبنان ولا يمكنه الفوز في الانتخابات، فقد تشكلت حوله ائتلافات متفرقة وضعيفة وهو ينافس تحالفًا قويًا للغاية متمثل بسوريا وإيران، ولهذا السبب أقدم على الاستسلام، وقد تم التخطيط لاستقالته الحالية.
في غضون ذلك، علّق رئيس الوزراء السابق أنشطته السياسية بعد سلسلة من الانتكاسات المالية والسياسية التي تعرّض لها خلال السنوات الأخيرة، كانت علاقات الحريري المتوترة مع السعودية نقطة عطف في حياته السياسية
وينظر أصحاب هذا الاتجاه إلى استقالة الحريري على أنها ضربة لبعض النتائج البرلمانية اللبنانية، ويصفون الوضع بأن لبنان يعاني من أسوأ الانهيارات في التاريخ المعاصر، ولقد اعترف الحريري المدعوم من السعودية بأنه منع لبنان من الانهيار. لقد فشل الاقتصاد المدمر.
وهناك أيضا رأي مفاده أن تصرّف الحريري يعني مقاطعة السنّة للانتخابات ومن المرجح أن يتم تأجيلها. ومن شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية.
على عكس بعض التعليقات التي حاولت أن تجعل من استقالة الحريري أمر مُحزِن للغاية وضربة لمستقبل لبنان السياسي، هناك مجموعة من التيارات السياسية تعتقد أيضًا أن الحريري فقد موقعه ومكانته في لبنان ولا يمكنه الفوز في الانتخابات، وإنه قد تشكلّت حوله ائتلافات متفرقة وضعيفة وهو ينافس تحالفًا قويًا للغاية متمثل بسوريا وإيران، ولهذا السبب أقدم على الاستسلام
لكن بالنظر إلى التعليقات السياسية والإعلامية حول هذه الاستقالة، أستطيع أن أرى ما يُحاك وراء الكواليس وأن أتلمّس المعادلة الجديدة المُحاكة للبنان.
وقد قيل أن سعد الحريري هو الزعيم السنّي الرئيسي في لبنان، على الرغم من المشاكل السياسية. وإن انسحابه من الحياة السياسية سيخلق فراغاً وصراعًا للحصول على عباءة قيادة الطائفة السنية.
كما أن التغطية الإخبارية لاستقالة الحريري من قبل وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية مثيرة للاهتمام، ويمكن أن تكون بمثابة تفسيراً أساسياً له ولمناصريه عن سبب استقالته وخروجه من الحياة السياسية.